انتشر مؤخرًا وخاصة في المحتوى السوري في مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع تظهر فيه حرائق تغطي مساحة كبيرة ادّعى ناشروه أنه من حرائق سوريا الأخيرة
فما حقيقة ذلك المقطع؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا التالي…
صورة لناشر الادّعاء
انتشر الادّعاء على وسائل التواصل بعدة صيغ كان منها:
“سميّ صوت النار المستعرة لغوياً بالأجيج..أما ما يُسمع في النيران التي أشعلت غابات #سوريا فليس أجيجاً وحسب، بل حشرجة ترافق طلوع الروح وكأن الطبيعة تلفظ أنفاسها!! #سوريا_تحترق إرحم يا رب”
نشر هذا الادعاء عدة حسابات، وكان من أبرزها حساب سالم زهران وهو حساب موثق يتابعه أكثر من 459 ألف شخص
وقد نشر الادعاء بتاريخ 9 سبتمبر، الساعة 10:57 صباحًا
وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 132 ألف مشاهدة
و6300 تفاعل كما شاركه 807 أشخاص ونتوقع ازدياد الأرقام مع مرور الوقت
كما نشر آخرون الادعاء يمكنك هنا وهنا وهنا وأيضًا هنا
عند البحث عن الناشر الأصلي من خلال اقتطاع لقطات من مقطع الادعاء، ثم البحث عكسيًّا في محرك البحث غوغل، تبين وجود المقطع نفسه منشورًا بتاريخ 7 يناير 2020 على أنه لحرائق الغابات في أستراليا
بتركيز البحث اعتمادًا على هذه المعلومة نجد أنّه يعود إلى حرائق أستراليا التي اندلعت نهاية العام الماضي 2019
نشرها حساب فرق الاستجابة السريعة الأسترالي للإطفاء الجوي بتاريخ 6 يناير 2020 في الإنستغرام
اقرأ أيضًا: الحقائق حول حرائق غابات أستراليا عام 2019
ما سبب حرائق سوريا الأخيرة؟
تشهد المناطق الغربية من سوريا حرائق غابات هائلة منذ أيام بسبب ارتفاع كبير في درجات الحرارة
وبسبب ارتفاع درجات الحرارة نحو 9 إلى 11 درجة فوق المعدل الطبيعي في هذا الوقت من العام، الأمر الذي أدى إلى انتشار الحرائق بسرعة وتفاقم أضرارها، حسب وكالة سانا السورية
وخلال الأيام الأخيرة، خسرت سوريا قسمًا من غابات السفوح الشرقية للجبال في ريف حماة الغربي
وخاصة في منطقة مصياف التي لحقت بأحراشها أضرار كبيرة
وامتدت الخسائر إلى الريف الشمالي الغربي للمحافظة بعد تمدد حرائق غابات الشوح والأرز في صلنفة عبر المنحدرات الشرقية الوعرة،
مقتربة من سهل الغاب الواقع في محافظة حماة بين جبال اللاذقية غربًا وجبل الزاوية شرقًا وجسر الشغور شمالًا ومصياف جنوبًا.
بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنّه مُضلّل، لأنه استخدم مقطعًا في غير سياقه لنقل معلومة مضلّلة ، وبمجرد وجود المقطع على الانترنت منذ سنة تقريباً على شبكة الانترنت دليل يؤكد على أن المقطع لا علاقة له مطلقاً بالحرائق الحاليّة في سوريا.