هذا المقطع المتداول لا يظهر تساقط الأمطار في تركيا بل في ولاية خنشلة في الجزائر

في ولاية خنشلة في الجزائر وليس تركيا
آخر المقالات

انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فرح مجموعة من الأشخاص تتساقط عليهم الأمطار وسط الطريق وبجانبهم شاحنة المطافئ ، ويزعم ناشروه أنه يصور تساقط الأمطار في تركيا في أعقاب حرائق الغابات التي اندلعت فيها مؤخرا.

فما حقيقة هذا المقطع؟

الإدّعاء

نص الادعاء:

نشرت المقطع صفحة الفايسبوك المسماة “حبايبــــــنا” بتاريخ 6 أغسطس 2021 ، وأرفق بالنص الوصفي كالآتي (دون تعديل)

“بعد ان عجزت كل دوله العالم في إطفاء الحرائق في تركيا نـزلت رحمه الله تعالى “

هذا المقطع المتداول لا يظهر تساقط الأمطار في تركيا بل في الجزائر

حصد الادعاء في أقل من 24 ساعة أكثر من 700 ألف مشاهدة ، و 39 ألف تفاعل وشاركه أزيد من 3000 شخص،

على غرار العديد من الصفحات والمجموعات التي حقق فيها نسب تفاعل عالية ومنها:

وفي تويتر تداوله أيضا مغردون ومنهم:

بعد البحث والتحري حول حقيقة المقطع، تبين الآتي:

ولاية خنشلة في الجزائر وليس تركيا

هذا المقطع الذي يصور تساقط الأمطار التقط في الجزائر وليس تركيا

استنادا إلى العلامة المائية الظاهرة جزئيا في المقطع المتداول (men_hammadi) أجرى فريق فتبينوا بحثا في منصة تيك توك،

فعثر على الحساب المسمى ” Aymen Hammadi ” الذي نشر المقطع بصوته الأصلي بتاريخ  6 يوليو 2021،

وأرفقه بالوصف الآتي :

” الحمد لله سقوط الامطار لكن لاتزال النيران مشتعلة بكثرة الدعاء خاوتي الدعاء

الله يحفظكم ربي يلطف بينا

خنشلة 40 – خنشلة_تستغيث -انقذو_غابات_خنشلة – خنشلة “

 

@aymen_hammadi

الحمد لله سقوط الامطار لكن لاتزال النيران مشتعلة بكثرة الدعاء خاوتي الدعاء الله يحفظكم ربي يلطف بينا #خنشلة40 #خنشلة_تستغيث #انقذو_غابات_خنشلة #خنشلة

♬ الصوت الأصلي – Aymen Hammadi

 

وخنشلة ولاية تقع شمال شرق الجزائر وبالتحديد في منطقة الأوراس الأمازيغية، وقد اندلعت الحرائق في مساحات شاسعة من غاباتها مطلع يوليو الماضي،

ومن خلال البحث في محرك جوجل بالاستعانة بالكلمات المفتاحية ( تساقط الأمطار في خنشلة ) نقع على العديد من المقاطع

التي توثق فرح المواطنين بتساقط الأمطار في منطقة خنشلة أياما قليلة بعد اندلاع الحرائق في غاباتها، بما فيها فيديو الادعاء الذي نشرته صحيفة الجزائر اليوم تحت عنوان:

” سكان ولاية خنشلة يحتفلون بتساقط امطار غزيرة ساهمت في اخماد حريق غابة اولاد مبمون  ببلدية طامزة”

ومن خلال مقارنة بعض المقاطع التي تداولتها بعض وسائل الإعلام المحلية ، يتبين التطابق الواضح بين مقطع الادعاء وأخرى التقطت من زاويا تصوير مختلفة:

هذه اللقطات تعود لمقطع فيديو التقط في الجزائر وليس تركيا

لقطات مقارنة تساقط الأمطار في خنشلة الجزائر وليس تركيا                                                                                                      صورة مركبة – لقطات شاشة من اليوتوب

تُسمع في هذه المقاطع هتافات وعبارات باللغة العربية العامية  (التكبير والحمدلة و عبارة ” تحيا الجزائر” ..)، وتلاحظ شاحنة الإطفاء نفسها (iveco)  والسيارة المتوقفة جانبها و كذا رجال الحماية المدنية بالزي نفسه،

بالإضافة إلى تطابق مشهد إلقاء الماء من القنينات والتسمية العربية المثبتة في لباس الصدرية الأخضر (الجمعية الخيرية حي  1000سكن كوسيدار) وغيرها من التفاصيل الأخرى المتماثلة.

وبالمقابل ، شهدت عدة ولايات جنوب وجنوب غربي تركيا اندلاع العديد من حرائق الغابات منذ بداية نهاية يوليو الماضي، وماتزال جهود إخماد حرائق الغابات متواصلة بها.

تقييم فتبينوا:

استنادا إلى ما سبق، يتبين أن المقطع لا يعود إلى تركيا بل التقط في الجزائر في أعقاب الحرائق التي اندلعت في البلدين معا،

كما أن جهود مكافحة الحرائق في تركيا ما تزال متوصلة في بعض المناطق إلى حدود تاريخ نشر هذا المقال.

لذا قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل ، إذ استند إلى مقطع قديم جرى تغيير سياقه الحقيقي من أجل ترويج معلومة غير صحيحة.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.