تداول عدد كبير من مستخدمي ورواد مواقع التواصل على نطاق واسع صورة تظهر تمثالًا لشخص ذي بشرة سمراء ادّعى ناشروها أنه بطل مسلم يدعى زومبي
فما صحة تلك المعلومة؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا هذا…
انتشر الادّعاء على وسائل التواصل بعدة صيغ كان منها:
“من هو زومبي الذي يخيف الغربيون به الاطفال ويظهرونه في شكل الميت الحي في الافلام والإعلام؟
إنه المسلم ” جنجا زومبي “وهو شخصية عظيمة وبطل من أبطال الإسلام في البرازيل ، وهو من أصول إفريقية ، ووُصف ” جنجا زومبي ” بالشجاع الأسود وقد ظهر “جنجا زومبي” بعد احتلال البرتغاليين للبرازيل ، وبعد مهاجمة الأوربيين للسواحل الإسلامية في غرب إفريقيا واسرهم لملايين الشباب والشبات من أبناء المسلمين الأفارقة ونقلهم لهم في قيعان السفن تطلعًا منهم لتوفير الأيدي العاملة، حيث أقاموا لذلك ميناء خاصا في دكار عاصمة السنغال وكان ذلك عام 1539م , فتم استعباد تلك الملايين وتنصيرها بالإجبار والإكراه ..وفي عام 1775م ظهر من بينهم في البرازيل البطل المسلم ” جنجا زومبي ” فبدأ بدعوة الناس إلى العقيدة الصحيحة ، وشجعهم على التخلص من العبودية ، والتمرد على من استعبدوهم وعندما كثر أتباعه أعلن قيام الدولة الإسلامية في البرازيل وجعل مركزها ” بالميراس”…إلى آخر نص الادعاء”
نشرت هذا الادعاء حسابات كثيرة، فكان منها صفحة Algeria Dream
وهي صفحة عامة يتابعها أكثر من 2.1 مليون شخص
إذ أنّ الصفحة نشرت الادعاء بتاريخ 7 يونيو، الساعة 8:30 مساءً
وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 152 تفاعل وقد شاركه 116 شخصًا.
كما قام آخرون بنشر الادعاء يمكنك مشاهدته هنا وهنا وهنا وهنا وأيضًا هنا على إنستغرام
هل التمثال الظاهر هو لـ Ganga Zumba؟
لا يوجد أيّ دليل على أنّ هذين الشخصين كانا مسلمين، أو أنّهما حاربا من أجل الإسلام
كان زومبي شخصية هامة في التاريخ البرازيلي، كونه واحدًا من رائدي مقاومة الرّق، وهي تسوية للعبيد الأفرو- برازيليين الهاربين في ولاية ألاغواس الحالية في البرازيل
ويحظى بالتبجيل في الثقافة الإفريقية البرازيلية كرمز قوي للمقاومة ضد العبيد ومناهضة الاستعمار
ولد زومبي حرًا في بالمارس عام 1655، ألقي القبض عليه من قبل البرتغاليين
وأعطي إلى المبشر (الأب أنطونيو ميلو) عندما كان عمره سبع سنوات تقريبًا، عمّده الأب أنطونيو ميلو وسمّاه فرانسيسكو
اقرأ أيضًا: تغريدة لبيل غيتس يرفض فيها كراهية المسلمين بسبب ذبح الأضاحي – زائف
إذن… ما أصل كلمة “زومبي Zombie” المستخدمة في الوقت الحالي؟
بحسب قاموس أكسفورد الإنكليزي، كلمة الزومبي تعود إلى غرب إفريقيا، وقد سُجّلت لأول مرة باللغة الإنجليزية في عام 1819
وهي مرتبطة بكلمات zumbi (بمعنى “صنم”) و nzambi (بمعنى “إله”) في لغة Kikongo المحكية في جمهورية الكونغو، والمناطق المحيطة بها
يشير مصطلح الزومبي في الأصل أيضًا إلى إله الثعبان في دين الفودو في غرب إفريقيا،
عندما نُقل هؤلاء من الشعوب الإفريقية كعبيد إلى هايتي وأجزاء أخرى من منطقة البحر الكاريبي خلال القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر
جلبوا معهم معتقداتهم وممارساتهم الدينية، ومن ثَمّ انتشرت فكرة الزومبي تدريجيًا عبر الولايات المتحدة وأوروبا، وانتعش ذكرها في القرن العشرين عبر الخيال والسينما والتلفزيون.
ماذا عن أصل فكرة الزومبي تاريخيًّا؟
عادةً ما يُصوّر الزومبي على أنّه إمّا جثة مستيقظة مع شهية مفترسة أو شخص عُضّ من قبل زومبي آخر مصاب بـ “فيروس الزومبي”
وهم يمشون بشكل غريب -ببطئ غالبًا- وهم أقوياء، لحومهم متعفنة، ومهمّتهم الوحيدة هي تناول لحم الأحياء ولا يتكلمون ولهم صوت الشخير
بحسب مقال نشر في موقع History، قد تكون حضارة الإغريق أول من انتابه الخوف من الموتى الأحياء
اكتشف علماء الآثار العديد من القبور القديمة التي تحتوي على هياكل عظميّة مثبّتة بالصخور والأشياء الثقيلة، لتمنع جثث الموتى من العودة إلى الحياة حسب اعتقادهم
وكما ذكرنا سابقًا يُعتقد أنّ فكرة الزومبي كانت موجودة منذ قرون في هايتي، في القرن السابع عشر عندما جُلب هؤلاء كعبيد للعمل في مزارع قصب السكر
ختامًا، إنّ الظروف القاسية التي مر بها العبيد المشتاقون إلى الحرية جعلتهم يعتقدون بأنّ حياة الزومبي تمثّل محنة العبودية المروّعة وفقًا لبعض التقارير.