يتناقل مستخدمو ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يزعم ناشروه أن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون التقى طفلة مسلمة خلال زيارته لإحدى المدارس مؤخرا،
فأحرجته أمام الجميع وسألته: أنت من أساء للإسلام؟ أليس كذلك؟ ” حسب ناشر الادعاء”
وقد حقق الادعاء في أقل من أسبوع زهاء مليون ونصف مشاهدة في قناة اليوتوب الناشرة له.
تعرف حقيقة المقطع من خلال المقال الآتي:
نص الادعاء:
نشرت صفحة الفايسبوك المسماة Abu Karam Zangana مقطع الفيديو بتاريخ 8 نوفمبر 2020،
وسجل فيها 80 تفاعل و 11 مشاركة حتى تاريخ تحرير المقال (11/11/2020)
وجاء المقطع مرفقا بالعنوان الآتي:
ماكرون يتعرض لموقف محرج من قبل طفلة مسلمة لدى زيارته احدى المدارس الفرنسية .
كما تداولته صفحة الفايسبوك المسماة أبو مجاهد الخايفي بتاريخ 2020/11/06 ، وشاركه فيها 65 شخص، وحصل على 29 تفاعل حتى تاريخ التحرير نفسه.
تناقلت المقطع نفسه صفحات وحسابات مختلفة في الفايسبوك، يمكن الاطلاع عليها من هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وأيضًا هنا.
كما نشر الادعاء في منصة التويتر، من خلال هذه التغريدة أنموذجًا:
لاتزال حادثة نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وآله تلاحق "ماكرون"
ونسبب له الموقف المخزية والمحرجة في كل مكان يذهب إليه؟؟ حتى في مدارس الاطفال !!!
حيث قالت له طفلة افريقية مسلمة (رسول الاسلام لم يسيء لك؟ فلماذا اسأت انت إليه؟؟؟
طبعا تهرب من الجواب ولم يعرف كيف يرد !!! pic.twitter.com/NLUX2axJBQ— ناصر الناصر (@atras10) November 8, 2020
ونظيرتها من هنا وهنا وهنا وأيضًا هنا.
استنادا إلى الشعار المثبت في الفيديو، سجل فريق فتبينوا أن المقطع المتداول نشر لأول مرة في قناة اليوتوب المسماة “معلومه لعقلك” بتاريخ 2020/11/02،
وحقق فيها ما يقرب من مليون ونصف مشاهدة في ظرف أسبوع، وحظي بأكثر من 100 ألف تفاعل حتى تاريخ تحرير المقال.
بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاء اتضح الآتي:
ما حقيقة مقطع فيديو يظهر طفلة تحاور الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون ؟
من خلال التدقيق في لقطات ومشاهد الفيديو المتداول يلاحظ الآتي:
- لا يرتدي الرئيس الفرنسي ماكرون ومرافقوه في مشهد زيارة المدرسة الكمامات الإجبارية، مما يؤشر على أن المقطع قديم.
- لا يسمع الحوار الدائر بين ماكرون والطفلة رغم قرب الكاميرا منهما،
- الانتقال بين المشاهد غير منسجم من حيث التسلسل الزمني الاعتيادي، إذ يجري الانتقال بين مشاهد داخلية وأخرى خارجية دون سياق متصل مما يفيد أن المقطع مركب.
أجرى فريق فتبينوا بحثا في محرك Google، واستعان بكلمات مفتاحية باللغة الفرنسية تلخص مشهد الادعاء (Emmanuel Macron discute avec une élevé africaine)
فعثر على مقطع فيديو مشابه نشرته صفحة الفايسبوك المسماة Kéane, Dansons à l’africaine بتاريخ 20 فبراير 2018،
ويظهر مشهد الحوار بين ماكرون والطفلة.. ويلاحظ أن لقطات الشريط معكوسة تماما مع مثيلاتها في فيديو الادعاء، مع تشابه في تفاصيل مشهد الحوار.
ورد في وصف الفيديو أن الرئيس ” إيمانويل ماكرون” كان في زيارة لمؤسسة Microfoli des Mureaux في مدينة Les Mureaux الفرنسية،
وذلك يوم 2018/02/20 حيث التقى هناك واحدة من تلميذات جمعية Keane..
وأرفق الوصف ذاته برابط فيديو الزيارة الذي نشر في التاريخ نفسه في قناة إيمانويل ماكرون الموثقة على اليوتوب.
تقييم فتبينوا:
مضلل إذ أن الفيديو الذي يظهر حوار إمانويل ماكرون مع طفلة قديم ومعدل،
ويعود لسنة 2018 وليس نوفمبر 2020، ولا صلة له بالأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا مؤخرا.
الحوار الدائر بين الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون والطفلة لا علاقة له بأحداث فرنسا الأخيرة
من خلال مراجعة الفيديو المنشور في قناة Emmanuel Macron يمكن سماع الحوار الفعلي الدائر بين الرئيس الفرنسي ماكرون والطفلة.
انصب الحديث باللغة الفرنسية بينهما حول بعض أعمالها وأنشطتها اليدوية والفنية التي قامت بها داخل المؤسسة،
وذلك في سياق ودي ومرح لا صلة له بمضمون الادعاء، ولم يذكر فيه أنها مسلمة.
راجع فريق فتبينوا الحساب الموثق للرئيس ماكرون في الفايسبوك، وأجرى بحثا عن مقاطع الفيديوهات المنشورة خلال شهر فبراير 2018،
فوقع على تسجيلات البث الحي توثق بعضها زيارة ماكرون لمؤسسة أخرى تدعى (Antoine de Saint-Exupéry) في مدينة Saint-Louis السنغالية،
وقد أدمجت بعض لقطات هذه التسجيلات في فيديو الادعاء يمكن الاطلاع عليها من هنا وهنا،
وهو ما يؤكد أن فيديو الادعاء مركب من مقاطع مختلفة، جرى تعديل بعض مشاهدها من خلال تقنية انعكاس الصور
من اليمين إلى اليسار، بالإضافة إلى دمج ترجمة عربية مفبركة لا تعكس مضمونه.
وكالات أخرى تتحقق من صحة الادّعاء
و في السياق ذاته،ذكرت وكالة فرانس برس AFP أن المقطع المتداول لا يظهر فتاة مسلمة توبّخ ماكرون، بل ركب من مشاهد قديمة لا علاقة بالأحداث الأخيرة.
كما أشارت إلى أن التعليق العربي المصاحب للمقطع يتحدث عن أمور لم تحدث لا من قريب ولا من بعيد.
يمكنك قراءة المقال من هـــنا
اقرأ المزيد من الادعاءات المضللة التي تحققت منها فتبينوا من هنـــا
هذا المقطع صور قبل سنوات، ولا علاقة له بسماع كلمة التكبير أو أحداث فرنسا الأخيرة
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، يتضح أن مشاهد الفيديو قديمة وتعود لسنة 2018 ، كما أن محتواها مركب وترجمتها مفبركة،
ولا علاقة للمقطع بالأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا.
وتأسيسا على ذلك، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، إذ أنه استند على واقعة قديمة ومقاطع فيديو مختلفة جرت فبركة ترجمتها من أجل خلق معلومة زائفة.