يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة طفلة قديمة، ويدّعون أنها تعود إلى شخصية الأنمي الشهيرة سالي، وأن قصة سالي حقيقية .
ما حقيقة هذا الادعاء؟ تابع معنا المقال الآتي..
نص الادعاء حسب صيغة الناشر «بدون تصرّف»
نشر الادعاء بهذه الصيغة صفحة Casbah d’Alger بتاريخ 6/7/2021، وحصد المنشور أكثر من 5.9 ألف تفاعل و أكثر من ألف مشاركة حتى تاريخ كتابة المقال 15/7/2021.
حاز الادعاء على انتشار واسع، وتناقلته أيضًا صفحات عدة بصيغ مشابهة أو مماثلة وفي مقاطع فيديو منها:
Juba Bachir – كلام القياصرة – آنميكو – Animeku – منصة الموصل الاعلامية –
Marwa Elabed – Savana Savane – واش كاين اليوم – محفظة المعلم – بقلمي – Karim Neg
رصدنا بدأ تناقل الادعاء بهذ الصورة منذ عام 2014 واستمر تداوله عام 2015 و2016 و2017 و2018 و2019 وأيضًا عام 2020،
وكذلك تناقلته عدة منابر إعلامية هنا وهنا وأيضًا هنا،
وعلى منصة تويتر هنا وهنا وهنا وأيضًا هنا.
صورة سالي الحقيقية ..
و هي من أب هندي و أم فرنسية وأسمها الحقيقي "سارا كريو"
و هي ثرية جدآ درست في بريطانيا و لكن للأسف مات والدها بسبب أصابته بحمى
شديدة و أخبرها محامي والدها إن والدها أعلن أفلاسه و سوف يأخذ كل شيء بعدها
أخذتها مديرة المدرسة لتجعلها خادمة في مدرستها pic.twitter.com/wnsTD6SSeH— أقلام و أعلام (@Aklam_Alam1) July 7, 2021
قصة سالي ليست حقيقية وهذه الصورة لا تعود لها
رواية الأميرة الصغيرة كتبتها الروائية البريطانية فرانسيس هودجسون بورنيت، نُشرت لأول مرة ككتاب في عام 1905.
وهي نسخة موسّعة من القصة القصيرة “سارة كرو: أو ماذا حدث في مدرسة الآنسة مينشين الداخلية” ، والتي تم نشرها في عام 1888 حسب مكتبة الكونغرس.
ذكر البعض أن الكاتبة استوحت القصة جزئيًا من رواية إيما غير المكتملة لشارلوت برونتي، وقد نُشر أول فصلين منها في مجلة كورنهيل في عام 1860،
والتي تدور أحداثها حول وريثة غنية ذات ماض غامض، تخلي عنها على ما يبدو في مدرسة داخلية.
بعد كتابة سارة كرو، عادت بورنيت في عام 1902، حيث كتبت مسرحية من ثلاثة فصول لتمثيل قصة سارة، والتي عُرضت في لندن في خريف ذلك العام، تم اختصار العنوان إلى الأميرة الصغيرة.
قالت بورنيت إنه بعد إنتاج المسرحية في برودواي، طلب منها ناشرها توسيع القصة إلى رواية كاملة،
رسم الكتاب برسوم إيضاحية من قبل إثيل فرانكلين بيتس، ونشرت الرواية في عام 1905 تحت العنوان الكامل وكما نعرفها اليوم: “الأميرة الصغيرة: القصة الكاملة لسارة كرو”.
ما هي قصة رواية سارة كرو أو سالي كرو؟
عُرضت الرواية أول مرة كرسوم متحركة عام 1985، عبر اليابان على تلفزيون فوجي أنتجته شركة نيبون للرسوم المتحركة، وعندما دبلج للغة العربية تغيّر اسم سارة إلى سالي.
تبدأ أحداث الرواية في عام 1885، والتي تدور حول سارة كرو، وهي ابنة لأب إنجليزي ثري اسمه رالف كرو، يعيش في الهند البريطانية التي كان يحكمها البريطانيون آنذاك، أمها فرنسية توفيت وهي صغيرة، أرسلها والدها إلى مدرسة داخلية للبنات في لندن،
تقع المأساة عندما يتوفى والد سارة في الهند وتفلس عائلتها وتتحول إلى يتيمة فقيرة.
تستغل مديرة المدرسة الآنسة مينشين، هذا الوضع وتجعلها خادمة في المدرسة، وتحاول جاهدة أن تجعل حياتها بائسة قدر الإمكان.
تصادق سارة السيد كارمايكل الذي أراد أن ينقذها من سوء معاملة الآنسة مينشين وتكتشف أنه يعمل لدى صديق والدها طوال حياته توم كريسفورد الذي يعيش بجوار المدرسة الداخلية.
يقرر توم أن يتبنى سارة أون يعيد مكانتها كأميرة للماس، بسبب ثروة والدها التي عادت مضاعفة كون كريسفورد كان شريك والدها في مناجم الماس.
صورة الادعاء
لم نعثر في أي موقع نشر قصة سارة وروايتها على الصورة المرفقة في الادعاء ولو كصورة تعبيرية،
بحثنا في وصف صورة على محرك جوجل أرفق في أحد الادعاءات، كتب فيه:”Portrait of a child with her doll, circa 1915“،
وجدنا الصورة منشورة على موقع الصور Getty Images ويعود تاريخها لـ 1/1/1915 بالوصف التالي:
صورة استوديو لفتاة صغيرة مع دميتها، حوالي عام 1915. (الصورة من قبل Popperfoto عبر صور غيتي)
مالكو الصورة Popperfoto واحدة من أقدم وأكبر مكاتب الصور في المملكة المتحدة تأسست عام 1934، والصور فيها من عام 1910.
وبهذا نعلم أن هذه الصورة الملتقطة عام 1915 لا تمت بصلة لسالي أو سارة التي بدأ نشر روايتها عام 1888.
يجدر الإشارة أن فرانس برس – قسم التحقق من الأخبار باللغة العربية تحقق من الخبر وخلص التحقيق أن الادعاء خاطئ.
اقرأ أيضًا: القصة الحقيقية للعبة Subway Surfers ليست لذكرى طفل صدمه قطار في سكة حديدية
بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مُضلّل؛ حيث تبيّن لنا خلال التحري أن قصة سالي أو سارة كرو ليست حقيقية وأن هذه الصورة لا تعود لها.
2 تعليقان. Leave new
تعلق بالقصة الكثير ممن قرؤوها ثم من شاهدوها على المسرح وبعدهم بأجيال شاهدها الملايين على التلفاز ، هذا ما يعطي للكثر فرصة لإستغلالها كمادة مغرية مضللة للوصول إلى محتوياتهم على الويب وحتى تمرير وتحتيم مواضيع اخرى مثل الإشهار على الصفحات التي تحتوي المادة المضللة.
وفقكم الله في عملكم وشكرا لجهدكم.
هل سارا تملك اخت؟