انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي صورة يزعم ناشروها أنها تجمع ألبرت إنشتاين بالعالم العراقي عبد الجبار عبد الله، وأنه واحد من تلاميذه الأربعة في العالم.
نص الادعاء حسب الناشر:
سافر العالم (أينشتاين) إلى اليابان عام 1922 في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن فوزه ب (جائزة نوبل للفيزياء)وفي الفندق لم يجد معه مالاً ليعطيه للخادم الذي جلب الشايفأمسك ورقة وكتب فيها جملة ثم وقعها ثم أعطاها للخادم ونصحه بالاحتفاظ بها،بعد مرور 95 عاماً اتصل أحد أبناء أخوة عامل الفندق ذاك بدار المزايدات لطرح الورقة في المزاد ،ابتدأ المزاد بالشاري الأول (2000 دولار) وبعد 25 دقيقة وقف المزاد على مبلغ (1,3 مليون دولار)،الآنلنرى ماذا كتب (أينشتاين) في تلك الورقة : حياة هادئة، ومتواضعة تجلب قدراً من السعادة أكبر من السعي للنجاح المصحوب بالتعب المستمرلننتقل الآن لعالمنا العربي ،في العام 1958
كان رئيس جامعة بغداد البروفيسور (عبدالجبار عبدالله) هو أحد أربعة طلاب تتلمذوا على يد العالم (أينشتاين) في معهد (ماساشوستس) في الولايات المتحدة ،
عندما حدث انقلاب على سلطة (عبد الكريم قاسم) (1963)اعتُقل العالم الفيزيائي العراقي تلميذ (أينشتاين) فيمن اعتقلوا من كوادر وسياسيين وأساتذة وعسكريينوعندما أُفرج عنه هاجر إلى الولايات المتحدة، وأقام أستاذاً في نفس المعهد ومنحه الرئيس (هاري ترومان)أعلى وسام في أمريكا [ وسام العالم ]،أحد زملاء الزنزانة عرفه جيداً، يقول إنه كان يشاهده مستغرقاً في تأملاته وكانت دموعه تنهمر أحياناً ،وذات يوم تجرأ وسأله عن سبب بكائه فأجاب العالم الكبير:عندما جاء الحرس القومي لاعتقالي صفعني أحدهم ،فأسقطني على الأرض ثم فتش جيوبي، وسرق ما لدي وأخذ فيما أخذ قلم الحبر الذي أهداه إلي (ألبرت أينشتاين) يوم نيلي شهادة الدكتوراه التي وقعها به ،كان قلماً جميلاً من الياقوت الأحمر ولم أكن استعمل هذا القلمإلا لتوقيع شهادات الدكتوراه لطلابي في جامعة بغداد ،صمت هذا العالم قليلاً. ثم قال :لم تؤلمني الصفعة، ولا الاعتقال المهين ما آلمني أن الذي صفعني كان أحد طلابي ،هذا ما قالهالبروفيسور (عبد الجبار عبدالله) : أينشتاين يقول :2% من البشر يفكرون – 3% من البشر يظنون أنهم يفكرون 95% من البشر يفضلون الموت على أن يفكروا الخادم الياباني أكرم (انشتاين) واحتفظ بالقصاصةلأحفاده بينما في أمتنا التي تدعى عربية أهانوا أنشتاين العراق والعرب وكسروا قلم أنشتاين ليس فقط في العراقبل الوطن العربي قاطبةََ دمروا العلم والعلماء والتعليم واهتموا بإنشاء جيل مهووس بالغناء والكرة والملاهي التي لا تسمن ولاتغني ولا تفيدإلا في انهيار الأمة …..
لقطة شاشة بتاريخ 2022/06/21- منشورات فايسبوك
نشرت الادعاء بهذه الصيغة إحدى الصفحات في فايسبوك بتاريخ 17 يونيو 2022، مسجلا فيها تفاعلا متزايدا،
حيث حقق حوالي 163 تفاعل و13 مشاركة حتى تاريخ نشر المقال،
كما تناقله مستخدمون آخرون في المنصة نفسها هنـا وهنـا وهنـا وهنـا وهنـا وهنـا وهنـا
صورة نادرة تجمع العالِم ألبرت انشتاين مع مجموعة من العلماء،بينهم العراقي عبدالجبار عبدالله وهو أول رئيس لجامعة بغداد. pic.twitter.com/XKg5fuC7Nr
— الشرق الكويتية (@sharqkwnews_brk) July 19, 2015
إثر ذلك، أجرى فريق “فتبينوا” تحريا حول حقيقة الصورة المتداولة، فأسفر عما يلي:
النتيجة: مضلل
هذه الصورة القديمة لا تجمع العالم العراقي عبد الجبار عبد الله بالعالم ألبرت إنشتاين
أرشد البحث العكسي في محرك جوجل إلى العديد من النتائج، منها صحيفة M.Z الألمانية التي نشرت الصورة نفسها عام 2004،
غير أن الوصف المرفق بها كشف أن الظاهرين في الصورة ليس فيهم أي شخص يحمل الاسم ” عبد الجبار عبد الله “، إذ جاء ترتيبهم من اليسار إلى اليمين كالآتي:
“آرثر توب” ، “كورت إيزمان” ، “سايمون أوستر” ، “ألبرت أينشتاين” ، “ويليام فرانك” ثم “سيمور أرونسون”.
كما أوضحت الصحيفة أن هذه الصورة الأرشيفية التقطت في أغسطس عام 1952،
وتوثق ترحيب “ألبرت أينشتاين” بالطلاب سالفي الذكر من جامعة يشيفا في برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية.
بالمثل، قاد بحث آخر في محرك جوجل باستخدام الأسماء المذكورة إلى الصورة ذاتها منشورة في منصة Gettyimages،
حيث أكدت السياق نفسه، وأضافت أن الصورة أخذت في معهد الدراسات المتقدمة، برينستون، في نيو جيرسي بتاريخ 14 أغسطس 1952،
كما تظهر الفيزيائي “ألبرت إينشتاين” يتوسط مجموعة من الحاصلين على زمالة مؤسسة العلوم الوطنية، ومنهم “كورت إيزمان” المشار إليه في صورة الادعاء.
علاوة على ذلك، تكشف مقارنة الصور الملتقطة في العام نفسه لكل من العالم العراقي عبد الجبار عبد الله والطالب آنذاك “كورت إيزمان” الاختلاف الواضح بينهما،
صورة تركيبية مقارنة – اليمين: العراقي عبد الجبار عبد الله عام 1952- اليسار: “كورت إيزمان
قصة علاقة عبد الجبار عبد الله بألبرت إنشتاين لا أساس لها من الصحة
تداولت وسائل إعلام أمريكية ودولية مختلفة عام 2017 خبر المزاد العلني
الذي بيعت فيه ملاحظة كتبها ” ألبرت إنشتاين” حول كيفية عيش حياة سعيدة ومرضية، مقابل 1.3 مليون دولار،
إثر ذلك، ذكرت شركة وينر للمزادات والمعارض أن أينشتاين كان قد قدم تلك الورقة كإكرامية لساعي بريد خلال تواجده في اليابان عام 1922.
بالمقابل، فإن ادعاء علاقة “ألبرت إنشتاين” بالعالم العراقي عبد الجبار عبد الله لا أساس له من الصحة،
حيث أن المعطيات التاريخية الثابتة في السيرة الذاتية لإنشتاين أكدت أنه لم يسبق أن عمل بمعهد “ماساشوستس“،
كما أن العراقي عبد الجبار عبد الله لم تجمعه أية علاقة مباشرة مع ألبرت أينشتاين، وفق ما أفاد به الموقع الإلكتروني لعائلته،
إذ لم يلتق به إطلاقاً، ولم يسبق أن أهدى له أي قلم،
علاوة على ذلك، فإن الدكتور عبد الجبار كان قد أكمل دراسة الدكتوراه في فيزياء الأنواء الجوية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تحت إشراف العالم برنارد هورويتز،
ولم يكن أول رئيس لجامعة بغداد، بل كان الدكتور العراقي متي عقراوي أول من شغل هذا المنصب،
بالمثل، نفى الموقع نفسه ادعاء حصول العالم عبد الجبار على وسام أمريكي يدعى وسام العالم،
كما أكد أن لا وجود لمثل هذا الوسام في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما طريقة اعتقاله عام 1963، فقد جاء في بيان الحقيقة أن قافلة عسكرية وقفت أمام بيته آنذاك، ولم يدخل أحد منزله،
إنما انتظره عسكريون في الشارع عند البوابة الخارجية، وسمح له بالاستعداد،
ثم خرج لهم بنفسه دون أن يمسكه أي شخص حسب المصدر ذاته.
لقطات شاشة مركبة – موقع الدكتور العراقي عبد الجبار عبد الله
في سياق متصل، كشف البحث في محرك جوجل عن العبارة المتداولة حول نسب التفكير عند البشر،
أنها صدرت عن الكاتب والناقد الإيرلندي “جورج برنارد شو” المتوفى عام 1950، وليس العالم الفيزيائي “ألبرت إنشتاين”.
مما يؤكد أن الادعاءات المتداولة في القصة غير صحيحة.
يذكر أن القسم العربي لوكالة فرنس بريس خلص في تحقيقه حول الادعاء نفسه إلى أنه خاطئ.
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنّه استخدم صورة في غير سياقها الأصلي لأجل تداول معلومات غير صحيحة.
اقرأ أيضا:رسالة رفض جامعة بيرن السويسرية لطلب ألبرت اينشتاين مفبركة ولا أساس لها من الصحة
أولا- المصدر_01 | ثانيا- المصدر_02 | ثالثا- المصدرـ03 | رابعا- المصدر-04 |
2 تعليقان. Leave new
شكرا جزيلا
شكرا لكم لنشر الحقيقة رغم تأسفي لاحباطي في التفاخر بالدكتور عبدالجبار عبدالله العالم الفيزيائي العراقي