دخلت المعارك المتواصلة في السودان شهرها الثاني بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني،
في أعقاب ذلك، تداول مستخدمون لمنصة فيسبوك مقطعاً يدعى أنه لقتل عناصر في هذه الاشتباكات،
فما حقيقة هذا الادعاء؟
نص الادعاء بحسب الناشر، -بدون تصرف-:
التصفيات الجسدية لكل منسحب من أرض المعركة مليشيا بربرية بلا أعراف ولا وازع ديني!تعرييجة_أسلوب الدلع والهدن{جمع هدنة} لن يخرج هذه المليشيا من داخل الخرطوم ولو بعد مائة عام
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 25 مايو 2023،
حيث حقق مئات آلاف المشاهدات، و أكثر من 9 آلاف تفاعل، وألف مشاركة حتى لحظة تحرير المقال،
كما تداولته عدة حسابات وصفحات على المنصة محققاً تفاعلاً متزايداً هنـا، هنـا، هنـا.
إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًا حول حقيقة المقطع المتداول وأسفر عن الآتي:
هذا المقطع يعود لمناورة عسكرية في لبنان، ولا علاقة له بالوضع الراهن في السودان
قاد البحث العكسي عن إحدى لقطات المقطع الثابتة على Google Lens إلى تويتر،
حيث شارك أحد مستخدمي المنصة اللقطات ذاتها ضمن مقطع بمدة أطول، بتاريخ 21 مايو 2023،
فيما بين أن هذه المشاهد وزعها موقع الإعلام الحربي وتظهر مناورة عسكرية أجراها حزب الله في أحد معسكراته للتدريب،
مشاهد خاصة وزعها الإعلام الحربي للمناورة العسكرية التي نظمتها المقاومة الإسلامية #حزب_الله في أحد معسكراتها بمناسبة عيد المقاومة والتحرير…#عيد_المقاومة_والتحرير
#حزب_الله
#سنعبر
#مركز_نسيم pic.twitter.com/DulWOAjaVW— مُحمّد سماحة (@MhmdSmeha2) May 21, 2023
كما أرشد البحث المباشر في الموقع المذكور إلى مقطع الادعاء ذاته أرفق ضمن تقرير حول هذه المناورة في 21 مايو 2023
فيما تضمن التقرير عدة مشاهد أخرى مشابهة في ذات السياق
كذلك، نشرت عدة مصادر محلية المقطع ذاته في 21 مايو 2023، على أنه لمناورة نفذها حزب الله،
وبحسب فرانس24، أجرى حزب الله الأحد 21 مايو 2023، مناورة بالذخيرة الحية في جنوب لبنان تعد من الأكبر يقيمها أمام وسائل الإعلام،
تخللها عرض عسكري ومحاكاة لهجمات واقتحامات،
بينما نشرت وكالة فرانس برس مقطعاً لتلك المناورات على قناتها على يوتيوب يظهر مشاهد مشابهة لمشاهد الادعاء “الزي العسكري والمركبات”،
مما يؤكد أن المقطع يعود لهذا المناورة العسكرية ولا علاقة له بأحداث السودان.
مطابقة أحد مشاهد مقطع الادعاء – إلى اليسار – مع مشهد نشرته قناة فرانس برس ضمن تقريرٍ حول مناورة عسكرية لحزب الله
إقرأ أيضًأ: هذا المقطع متداول منذ يونيو 2019، وليس للقبض على عناصر في السودان مؤخراً
تقييم فتبينوا:
بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعًا في غير سياقه الأصلي.