انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صورة مبنى اندلعت فيه النيران، ويزعم ناشروها أنها تظهر مقر الاجتماعات حول الملف السوري في مدينة أستانا (نور سلطان) في كازاخستان.
فما حقيقة هذا الادعاء؟
نص الادعاء
نشرت الصورة صفحة الفايسبوك المسماة “حاجز مشترك hajez moshtarak ” بتاريخ 2022/01/06، وأرفقته بالنص الوصفي الآتي (دون تعديل):
” كازاخستان: صورة تظهر احتراق مقر اجتماعات الأستانة حول الملف السوري”
لقطة شاشة بتاريخ 2022/01/09- منشور فايسبوك
حصد الادعاء ما يفوق 4100 تفاعل و 7 مشاركات في غضون 72 ساعة من نشره،
بالمثل، تناقله العديد من مستخدمي فايسبوك هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وأيضا هنا على غرار مغردين في تويتر
صورة تظهر احتراق مقر إجتماعات الأستانة حول الملف السوري .. pic.twitter.com/W6vGV659lb
— علي الدندشي|alialdandashi (@alialdandashi) January 6, 2022
إلا أن البحث الذي أجراه فريق “فتبينوا” كشف عما يلي:
النتيجة: مضلل
هذه صورة مبنى حكومي في مدينة “ألماتي” ولا علاقة له باجتماعات “أستانا” حول الملف السوري
اندلعت في كازاخستان احتجاجات شعبية عارمة في أعقاب رفع الحكومة أسعار الوقود، نجمت عنها أعمال عنف،
كما شهدت اقتحام المتظاهرين للمباني الحكومية وإحراقها،
إثر ذلك، تناقل العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة مبنى يحترق،
وادعوا أنها تظهر مقر الاجتماعات حول الملف السوري في مدينة “أستانا” الكازاخية، إلا أن التحري الذي أجراه فريق “فتبينوا” كشف أن الادعاء غير صحيح،
إذ قاد البحث العكسي عن الصورة المتداولة إلى العديد من المواقع الإخبارية التي تناقلتها في سياق تغطية الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها كازاخستان،
لكن هذه المواقع أفادت أن الصورة تظهر سيارة محترقة أمام مكتب رئيس بلدية ألماتي في كازاخستان، والتقطها المصور Valery Sharifulin في 5 يناير 2022 ، لفائدة وكالة الأنباء الروسية TASS،
في نفس السياق، أوضح موقع GettyImage أن متظاهرين اقتحموا مكتب رئيس بلدية “ألماتي” وأشعلوا النار فيه،
مما يؤكد أن الصورة لا علاقة لها بالعاصمة الكازاخية نور سلطان (أستانا).
بالمقابل، لم تشهد “أستانا” أي اجتماعات دولية حول الملف السوري خلال الاضطرابات التي شهدتها كازاخستان مؤخرا،
إذ عقدت فيها آخر جولة حول تطورات الأوضاع في سوريا يومي 21 و 22 ديسمبر من العام الماضي،
علاوة على أن المبنى الذي أجريت فيه هذه الاجتماعات سابقا ليس مبنى حكوميا، بل فندق “بكين بالاس سولوكسي أستانا“
وهذا ما قاد إليه البحث العكسي عن الصورة الخارجية لمقر الاجتماع الأخير التي نشرتها وزارة الخارجية الروسية،
إضافة إلى ذلك، لم يقف فريق “فتبينوا” على أي خبر يفيد تعرض هذا الفندق إلى حريق أو هجوم خلال المظاهرات التي اندلعت في كازاخستان مؤخرا.