تناقل ناشطون على فيسبوك مقطعًا يدعون أنه يظهر قيام السلطات الفرنسية باعتقال شقيق “ابراهيم تراوري” رئيس بوركينا فاسو،
وذلك في أعقاب الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر مساء الأربعاء 26 يوليو 2023،
فما مدى صحة هذا الادعاء؟ تابع المقال الآتي..
نشر أحد مستخدمي فيسبوك المقطع في 03 أغسطس 2023 وأرفقه بالتعليق الآتي – دون تصرف -:
الانقلاب في النيجر رد فرنسا هو اعتداء و اعتقال اخ رئيس بوركينافاسو ابراهيم تراوري ؟؟
حقق المقطع على هذا الحساب أكثر من 970 مشاهدة وعشرات التفاعلات والمشاركات حتى لحظة نشر هذا المقال،
كما تناقلت المقطع في السياق ذاته صفحات وحسابات أخرى على فيسبوك هنـا، هنـا وهنـا.
هذا المقطع يظهر اعتقال شاب في فرنسا مؤخرا، ولا علاقة له برئيس بوركينا فاسو الحالي
قاد البحث العكسي عن إحدى لقطات المقطع الثابتة في محرك جوجل إلى موقع صحيفة liberation الفرنسية،
إذ نشرت الصحيفة مشاهد مطابقة مبينة أنها تظهر اعتقال المدعو “يوسف تراوري” في 08 يوليو 2023،
خلال مشاركته في مسيرةٍ كان من المقرر تنظيمها السبت 08 يوليو 2023 في منطقة باريس تكريما لذكرى الشاب أداما تراوري الذي توفي خلال عملية توقيف في فرنسا في 2016،
بينما كان القضاء الفرنسي قد حظر إقامة هذه المسيرة حينها بسبب الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا في أعقاب مقتل الفتى نائل.
مطابقة أحد مشاهد الادعاء مع مشاهد نشرتها صحيفة liberation الفرنسية
وبحسب صحيفة liberation، فإن يوسف تراوري، الظاهر في المقطع، هو شقيق أداما تراوري،
فيما تم الإفراج عن يوسف تراوري ظهر الأحد 09 يوليو 2023 بعد 24 ساعة من اعتقاله بصورة عنيفة أثارت غضبًا في فرنسا،
كما أرفقت الصحيفة في تقريرها مشاهد تظهر الاعتداء عليه قبيل اعتقاله هنـا وهنـا،
حيث يظهر في المقطع الشخص ذاته الظاهر في مقطع الادعاء مرتديًا الملابس نفسها،
بمتابعة البحث بكلمات دلالية حول هذا الحدث مثل “Adama، violence policières”، رصد فريق فتبينوا العديد من التقارير المحلية،
التي كانت قد تضمنت مشاهد مشابهة تظهر اعتقال الشاب يوسف تراوري في ذات السياق هنـا، هنـا وهنـا،
بينما تبين أن مقطع الادعاء ذاته كان قد نشره أحد مستخدمي تيك توك في 08 يوليو 2023 مرفقًا بوسوم تشير إلى قضية أداما تراوري.
مما يؤكد أن المقطع يظهر الشاب يوسف تراوري الذي اعتقل في 08 يوليو 2023،
وذلك على خلفية مشاركته بمسيرة غير مصرح بها في فرنسا وأفرج عنه بعد 24 ساعة من اعتقاله،
أي قبل حدوث الانقلاب في النيجر بأسابيع.
بينما لم يقف فريق فتبينوا على أي مصدر أشار إلى وجود صلة قرابة بين الشاب يوسف تراوري الظاهر في مقطع الادعاء،
وبين الرئيس الحالي لبوركينا فاسو “ابراهيم تراوري”.
بالمقابل، تفيد المصادر المحلية الفرنسية أن عائلة الشاب يوسف تراوري، التي تتكون من 17 عشر أخًا وأختًا، تعود أصولها إلى دولة مالي،
كما دفن شقيقه أداما تراوري في مسقط رأسه، مالي، رغم أنه عاش حياته في فرنسا.
بينما تعود أصول ابراهيم تراوري، إلى بوركينا فاسو. وكان قد تولى السلطة في بلاده إثر انقلاب عسكري في أكتوبر 2022.
يذكر أن تداول الادعاء يأتي في أعقاب إعلان بوركينا فاسو ومالي في بيان مشترك مؤخرًا،
أنهما ستعتبران أي تدخل عسكري ضد الحكام العسكريين الجدد في النيجر بمثابة “إعلان حرب”،
وعلى إثر هذه التصريحات، علقت فرنسا الأحد مساعداتها التنموية وتلك المتعلقة بدعم الميزانية المخصصة لبوركينا فاسو.
فيما لم يرصد فريق فتبينوا أي خبر في المصادر المحلية أو الدولية يفيد باعتقال أحد أفراد عائلة ابراهيم تراوري مؤخرًا.
اقرأ أيضًا: هذا المقطع قديم ولا يظهر رصد قناصين في ظل الاحتجاجات الجارية في فرنسا
تقييم فتبينوا: بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعًا في غير سياقه الأصلي من أجل ترويج خبر غير صحيح.