تناقل ناشطون على فيسبوك مقطعًا يدعون أنه يصور برقًا كبيرًا شوهد قبيل الزلزال الذي ضرب المغرب في 09 سبتمبر مخلفًا أكثر من 2497 قتيل، في إشارة إلى أن الزلزال مفتعل بواسطة برنامج “هارب”،
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..
نشرت إحدى صفحات فيسبوك المقطع في 09 سبتمبر 2023 وفق الوصف الآتي – دون تصرف -:
ظهور برق كبير قبل الزلزال في المغرب هذا هو السلاح الذي سبب بالزلزال المغرب مشروع هارب
حقق المقطع على هذا الحساب مئات المشاهدات حتى لحظة نشر هذا المقال،
كما تناقلت الادعاء في السياق ذاته صفحات وحسابات أخرى على فيسبوك هنـا، هنـا وهنـا.
هذا المقطع عبارة عن عمل فني رقمي، ولا يصور برقًا كبيرًا شوهد قبيل زلزال المغرب
من خلال البحث العكسي عن إحدى مشاهد المقطع الثابتة في محرك ياندكس تبين أنه قديم،
حيث نشره أحد مستخدمي يوتيوب في 24 مايو 2020، مرفقًا بوسوم متعلقة بمخلوقات فضائية أو أجسام غريبة تغزو الأرض UFO،
بمتابعة البحث بهذه الكلمات الدلالية، عبر محركات بحث مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة،
تبين أن المقطع كان قد نشر بواسطة حساب باسم Jay Hideaway على تيك توك بتاريخ 01 مايو 2020 وبجودة عالية،
فيما يعرف صاحب الحساب عن نفسه على أنه منشئ محتوى أصيل متخصص بإنشاء الأعمال الفنية الرقمية،
كما عرض أعماله -بما فيها مقطع الادعاء – على منصة opensea المختصة ببيع وشراء الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT).
وتداول المقطع منذ 01 مايو 2020 ينفي أن يكون حديثًا ويصور ظهور برق كبير قبيل زلزال المغرب.
هل يمكن لمشروع هارب التسبب بحدوث زلازل؟
في أوائل التسعينيات، اقترح سلاح الجو الأمريكي والبحرية الأمريكية مشروع HAARP،
وهو برنامج أبحاث الشفق القطبي النشط عالي التردد، لدراسة الأيونوسفير، يقع بالقرب من جاكونا، ألاسكا.
حيث يتركز عمل البرنامج في دراسة الغلاف الجوي، فيما لا يمكنه التحكم بالطقس أو التلاعب به،
وردًّا على مزاعم حول قدرة المشروع على تغيير المناخ أو إحداث الزلازل،
أكد الخبراء لوكالة أسوشييتد برس في تحقيقها حول هذا الموضوع أنه غير صحيح،
حيث لا يوجد أي احتمالية في أن برنامج هارب يمكنه التأثير على الطقس،
كذلك، قالت جيسيكا ماثيوز، مديرة برنامج “هارب” في جامعة ألاسكا فيربانكس ، لرويترز إن “معدات البحث في موقع “هارب” لا يمكنها إحداث أو تضخيم الكوارث الطبيعية.”
كما أضاف خبراء، أن “هارب” هو جهاز إرسال لاسلكي أكبر من معظم أجهزة الإرسال الراديوية الأخرى، وليس من الممكن نظريًا أن يتسبب في حدوث زلازل.
إذ أن موجات راديو “هارب” تشبه محطة البث الإذاعي القوية AM، و”لا توجد آلية معروفة من قبل الذي يمكن أن يتسبب بث إذاعي AM في حدوث زلزال “.
اقرأ أيضًا: هذا المقطع لحريق اندلع بعد زلزال تركيا، ولا يبين مشاهد من مشروع هارب
تقييم فتبينوا: بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنه زائف، لأنه استخدم مقطعًا معدلًا رقميّا على أنه حقيقي.
