تناقل ناشطون على فيسبوك مقطعًا يدعون أنه يظهر رفات البابا يوحنا بولس الثاني سليمًا تماما بعد وفاته بما يزيد عن 13 عامًا،
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..
نشر أحد مستخدمي فيسبوك المقطع في 22 أغسطس 2023 وفق الوصف الآتي – دون تصرف -:
فلتكن مشيئتك يا رب هليلويا اخراج جثمان البابا يوحنا بولس الثاني بعد ١٨ سنة وما زال كما هو
حقق المقطع على هذا الحساب مئات المشاهدات وعشرات التفاعلات حتى لحظة نشر هذا المقال،
كما تناقل الادعاء ذاته بصيغ مختلفة مستخدمون آخرون على فيسبوك هنـا، هنـا وهنـا.
فيما حقق الادعاء تفاعلا واسعًا إثر تداوله في سنوات سابقة منها 2014، 2018، 2019، 2021.
هذا المقطع يظهر تمثالًا شمعيّا يمثل رفات البابا يوحنا بولس الثاني خلال عرض آثاره في المكسيك عام 2011
قاد البحث بالكلمات الدلالية “Papa Juan Pablo II” عبر محرك بحث Bing إلى مقطع الادعاء ذاته،
حيث نشره أحد مستخدمي يوتيوب في 22 أغسطس 2011 مبينًا أنه يظهر عرض ذخائر البابا بوحنا بولس الثاني في مدرسة Colegio Mercedes في المكسيك،
بمتابعة البحث بهذه التفاصيل، نقع على العديد من المصادر المحلية في المكسيك،
التي كانت قد نشرت تقارير ذلك الوقت حول جولة لذخائر البابا يوحنا بولس الثاني في عدة أبرشيات في المكسيك،
وتتضمن هذه الذخائر قطعة من جلده، قطرات من دمه، ووشاحًا يخصه، وتمثالًا شمعيًّا يمثل رفاته،
كما أرفقت التقارير بصور ومشهد تظهر تجمع العشرات من الأشخاص حول هذا التمثال الشمعي هنـا وهنـا.
علاوة على ذلك، بالرجوع إلى صور مدرسة Colegio Mercedes المتوفرة على صفحتها الرسمية على فيسبوك،
يمكن مطابقة إحدى القاعات في هذه المدرسة مع القاعة الظاهرة في مقطع الادعاء،
مما يؤكد أن المقطع يظهر عرض تمثال شمعي للبابا يوحنا بولس الثاني في هذه المدرسة في المكسيك،
في سياق جولة لذخائر يوحنا بولس الثاني آنذاك،
مطابقة مشاهد من مقطع الادعاء مع صورة من إحدى قاعات مدرسة Colegio Mercedes
بالمقابل، توفي البابا يوحنا بولس الثاني في 02 أبريل 2005 ودفن في روما، بينما تم استخراج التابوت الذي يحتوي على رفاته يوم الجمعة 29 أبريل 2011،
ونقل إلى مثواه الجديد في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، بالقرب من تمثال “بيتا” لمايكل أنجلو، بعد مراسم تطويب فخمة.
أي لم يتم نقل رفاته إلى المكسيك كما هو ظاهر في مقطع الادعاء.
مما يؤكد أن المقطع لا يظهر رفات البابا يوحنا بولس الثاني، بل تمثالًا من الشمع يمثل رفاته.
كما كانت وكالة الأنباء أسوشييتد برس قد نشرت عدة تقارير مصورة تظهر مشاهد مشابهة لمشاهد الادعاء،
في سياق عرض ذخائر البابا يوحنا بولس الثاني في المكسيك هنـا وهنـا.
يذكر أن قسم تدقيق الحقائق في كل من وكالة الأنباء رويترز وفرانس برس قد تحقق من الادعاء ذاته وخلص التحقيق إلى أنه خاطئ.
اقرأ أيضًا: خبر سرقة كرسي بابا الفاتيكان من العراق غير صحيح وعار من الصحة
تقييم فتبينوا: بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعًا قديمًا في غير سياقه الأصلي من أجل ترويج خبر غير صحيح.