إثر الغزو الروسيّ الذي تشهده أوكرانيا حاليا، يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا يزعم ناشروه أنه يُظهر تجربة تفجير قنبلة نووية نفذتها روسيا في عمق البحر،
فما مدى صحة هذا الادّعاء؟ تابع المقال الآتي..
نُشر المقطع على على فيسبوك بتاريخ 04 مارس 2022 مرفقًا بالتعليق الآتي – دون تصرف –
روسيا جربت قنبلة نووية بحجم كف طفل مخلوق في عمق البحر المضاده للغواصات والسفن الحربيه العملاقه حاملة الطائرات والصواريخ والبوارج الحربيه شوف كيف الذهول المرعب الذي امتاز فيه الدب الروسي التي اعتبرها الخبراء العسكرين من أخطر القنابل النووية في العالم لتدمير كل مافي المحيطات
حقق المقطع على هذا الحساب أكثر من 1000 مشاهدة و20 مشاركة وعشرات التفاعلات حتى لحظة نشر المقال،
كما تناقلت المقطع في السياق ذاته العديد من الصفحات والحسابات الأخرى على فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا،
كذلك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا،
إثر ذلك، أجرى فريق “فتبينوا” تحريا حول حقيقة الفيديو المتداول، فأسفر عما يلي:
هذا المقطع يعود لتجربة تفجير قنبلة تحت الماء نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1958
من خلال تتبع العلامة المائية الظاهرة في مقطع الادعاء “Atomic Tests Channel“،
عثرنا على المقطع ذاته نشرته قناة يوتيوب موثقة تحمل هذا الاسم بتاريخ 18 يونيو 2021،
كما أرفقت القناة في وصفه أنه يظهر تجربة تنفيذ انفجار قنبلة نووية تحت الماء عرفت باسم “Wahoo ”
وتم تنفيذها بتاريخ 16 مايو 1958 في الولايات المتحدة الأمريكية،
بالمقابل، من خلال متابعة البحث حول هذا الحدث، عثرنا على العديد من المصادر التي أكدت السياق ذاته،
,منها مجلة “popularmechanics” الأمريكية التي أوضحت أن المقطع يعود لانفجار قنبلة الجاذبية النووية Mark 7 في الأعماق تحت الماء في 16 مايو 1958.
كما أشارت المجلة أن نقطة التفجير كانت المحيط المفتوح بالقرب من جزيرة آتول إنيويتوك في جزر مارشال.
فيما تم إجراء هذا الانفجار في إطار برنامج Mark 7 (Mk-7)،
الذي أفاد المتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية أنه تم إنتاجه لأول مرة في عام 1952،
وكان أول سلاحٍ نوويٍ يمكن أن تحمله الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية والبحرية.
كذلك قاد بحث مماثل حول هذا الحدث في منصة يوتيوب، إلى العديد من النتائج التي نشرت مشاهد للحدث ذاته ومن زوايا مختلفة هنـا وهنـا.
علاوة على ذلك، أكد تقرير نشرته وزارة الطاقة الأمريكية حول التجارب النووية منذ 1951- 1963،
أنه تم تنفيذ اختبار واهو تحت الماء بقوة 9 كيلو طن في 16 مايو 1958،
فيما جرى تنفيذه على بعد حوالى 8 آلاف قدم من الحافة الجنوبية لجزيرة إنيويتوك المرجانية منتجًا أعمدة من الماء ارتفعت إلى ما يزيد عن 1000 قدم.
صورة الشاشة من تقرير وزارة الطاقة الأمريكية
جديرُ بالذكر أن منصة سونبس لتدقيق الحقائق كانت قد تحققت من هذا المقطع مؤكدةً النتيجة ذاتها.
اقرأ أيضا: هذا الفيديو قديم، يظهر أنبوبا يستخدم في الصناعات البتروكيماوية وليس صاروخا روسيا
تقييم فتبينوا:
بناءً على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنّه مضلل، لأنّه استخدم مقطعًا قديمًا في غير سياقه الأصلي من أجل ترويج خبر غير صحيح.
