يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة يدعون أنها تعود إلى جثث 50 مهاجرًا غير شرعي من الجزائر وجدت مؤخرًا على شواطئ إحدى الدول،
فما صحة هذا الادعاء؟
نص الادّعاء حسب صيغة الناشر «بدون تصرّف»
وفاة 50 حراقا جزائري دفعة واحدة تستحق تنكيس العلم والحداد ودق ناقوس الخطر!#الشعب_ماراهش_فرحان
اللهم رحمهم و غفر لهم و عفو عنهم
نشرت الادعاء بهذه الصيغة صفحة Zoubir kds بتاريخ 29/9/2021، وحصد المنشور أكثر من 4 آلاف تفاعل وأكثر من 600 مشاركة حتى تاريخ كتابة المقال 30/9/2021.
تناقل الادعاء أيضًا صفحات وحسابات عدة بصيغ مشابهة أو مماثلة مثل:
محمد حصباية حصباية – مراد الراقي الجزائري بوعكاز – Sofiane Benattou – أخبار أقبو – dz_الوطنية – أخبار الأغواط – حكايتنا – البلاد –
جبهة الجزائر الحرة – El Galb Oran – Said Riahi – مولود دهاش – أزفون منبر الحدث – واريزان واهلها – اتحاد حجوط – Baccaro News
وعلى منصة تويتر هنا وهنا وأيضًا هنا.
وفاة 50 حراقا جزائري دفعة واحدة اثر الكارثة الاخيرة على شواطئ اسبانيا…
من المسؤول عن نشر اليأس في النفوس؟
من المسؤول عن زرع الخوف في القلوب؟
من المسؤول عن قتل الأمل في الأفئدة؟
من المسؤول… من المسؤول…
و من سيخبر أمهاتهم بمصير هؤلاء… الشهداء؟ pic.twitter.com/cqENDeFJnl— د. هارون حسين (@HarouneHassine) September 27, 2021
هذه الصورة تعود إلى جثث مهاجرين في ليبيا عام 2020 وليس إلى جثث 50 مهاجر من الجزائر
أرشد البحث العكسي بصورة الادعاء في محرك Tineye، إلى حساب الناشط في قضايا المهاجرين الإسباني Oscar Camps على تويتر،
والذي نشر الصورة بتاريخ 13/11/2020، في سياق غرق مهاجرين أفارقة، ويظهر على الصورة حقوقها التي تعود إلى وكالة الصحافة الأوروبية “european pressphoto agency“.
Se está escribiendo una de las páginas más vergonzosas de la corta historia de esta #EU. ¿Dónde queda el ahora tan exhibido #BlackLivesMatter ? pic.twitter.com/HM3r53WErl
— Oscar Camps (@campsoscar) November 13, 2020
وبالرجوع إلى موقع وكالة الصحافة الأوروبية والبحث فيها وقعنا على صورة الادعاء التي التقطت بتاريخ 12/11/2020، وأوردت الوكالة تفاصيلها وجاء فيها:
جثث مهاجرين قتلى في البحر على الساحل الليبي
منظر لجثث لمهاجرين لقوا حتفهم في البحر، على ساحل الخمس في ليبيا، 12 نوفمبر 2020.
الأعداد الدقيقة للضحايا لم يتم تحديدها بعد لأن عمليات الإنقاذ التي يقوم بها حرس السواحل الليبي لا تزال جارية، وبحسب المنظمة الدولية للهجرة ، فقد توفي حوالي 74 مهاجرًا.
أرشد البحث في محرك Google بالكلمات المفتاحية “Nov 2020 Bodies of migrants dead at sea, on the coast of Libya“،
إلى موقع المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، حيث أفاد موظفو المنظمة أن غرق سفينة أودى بحياة 74 مهاجرًا على الأقل بتاريخ 12 نوفمبر عام 2020، قبالة سواحل الخمس في ليبيا،
وأفادت الأنباء أن القارب كان يقل أكثر من 120 شخصًا من بينهم نساء وأطفال، وقد أحضر خفر السواحل والصيادون 47 ناجيًا إلى الشاطئ وتم انتشال 31 جثة أخرى.
وأفادت المنظمة أنه في عام 2020 وحتى شهر نوفمبر،
غرق ما لا يقل عن 900 شخص في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الأوروبية، وأعيد أكثر من 11 ألف آخرين إلى ليبيا.
بالعودة إلى المواقع المختصة بأخبار المهاجرين والمواقع الرسمية والبحث في المحركات لم نقع على خبر وفاة خمسون مهاجرًا جزائريًا دفعة واحدة وقت انتشار الادعاء في شهر سبتمبر عام 2021،
زعمت بعض المواقع الإخبارية الجزائرية والمغربية أن الخبر صدر عن صحيفة جزائرية تدعى ليبرتي نقلًا عن ناشط من منظمة غير حكومية لمساعدة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إسبانيا،
وهو الناشط فرانسيسكو خوسيه كليمنتي مارتن، وقد نشره على حسابه على الفيسبوك،
وأعلن الناشط عبر صفحة المنظمة التي يعمل معها عن موت 50 مهاجرًا جزائريًا وعدّهم في حساب المفقودين بتاريخ 26/9/2021،
حيث لم تكن قد وجدت جثثهم بعد، غير أن الخبر لم يتم تأكيده من الجهات الرسمية بعد.
اقرأ أيضًا: هذا المقطع المتداول قديم يعود لانقلاب قارب مهاجرين عام 2019
بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مُضلّل؛ لأن الصورة تعود إلى مهاجرين غرقوا على شواطئ ليبيا قديمًا وليس لها علاقة بغرق 50 مهاجر جزائري.
1 تعليق واحد. Leave new
شكرا على تصحيح المعلومات اتمنى لكم التوفيق