نص الادعاء بحسب الناشر، -بدون تصرف-:
أخبار عاجلة: اكتشاف بقايا من هيكل امرأة في باتنة الجزائر .عمرها 4000 عام بزخارف برونزية معقدة وغطاء رأس فريد من نوعه!
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 09 يوليو 2024 محققاً نحو 15 ألف تفاعلٍ، حتى تاريخ كتابة هذا المقال،
فيما تداولته عدة حسابات وصفحات على المنصة هنـا، هنـا، هنـا.
إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول وأسفر عن الآتي:
هذه الصور تعود لهيكل امرأة من العصر البرونزي موجودة في مدفن فرانزاوزن الأول، ولا تظهر اكتشاف هيكل امرأة في مدينة باتنة الجزائرية
قاد البحث العكسي عن صورة الادعاء في محرك البحث TinEye إلى الصفحة الرسمية للأكاديمية النمساوية للعلوم،
والتي كانت قد نشرت إحدى صور الادعاء وبينت أنها تعود لاكتشاف قبر امرأة ثرية في فرانزاوزن خلال فترة العصر البرونزي المبكر،
وبحسب الأكاديمية: تُعد مقابر فرانزاوزن الأولى والثانية من المواقع الأثرية المهمة في النمسا، حيث تحوي أكثر من 2200 مدفن.
وكان يتم دفن الموتى فيها بوضعيات خاصة حسب الجنس، حيث كانت توضع النساء على الجانب الأيمن من الجسد ورأسهن يواجه الجنوب، بينما كان يوضع الرجال على الجانب الايسر من الجسد، ورأسهم يتجه نحو الشمال.
أما مقتنيات القبور، فشملت الأزياء والمجوهرات البرونزية والأسلحة والأدوات والأواني الخزفية آنذاك.
(لقطة شاشة تظهر هيكل المرأة وتبين أنه يعود إلى عام 2000 قبل الميلاد)
وباستمرار البحث بالكلمات الدلالية “Franzhausen” “Early Bronze Age” “Funerary”،
وصلنا إلى بحث منشور في مجلة Archaeologia Austriaca في عددها 102/2018،
وبعد الاطلاع على محتوى البحث، تبيّن أنه يحتوي على صورة أخرى للهيكل ذاته، تُؤكد اكتشاف قبر امرأة في مدفن فرانزاوزن – المقبرة الأولى في فترة العصر البرونزي المبكر. إذ أشار الوصف المرفق بالصورة إلى أنها تعود لاكتشاف قبر رقم 110، الذي احتوى على جثة امرأة يتراوح عمرها بين 25 و30 عامًا، وكان رأسها موجهًا نحو الجنوب.
(لقطة شاشة من البحث تظهر صورة الهيكل مرفقاً بالوصف)
وبمتابعة البحث في صورة الادعاء الثالثة، وقعنا على كتاب احتوى في صفحاته على تلك الصورة التي تظهر تشكيل زي صاحبة قبر 110،
وتبين لقطة الشاشة أدناه صورة امرأة تظهر كيفية ارتداء القطع الزخرفية التي تم العثور عليها في القبر،
(لقطة شاشة من الكتاب تظهر إعادة بناء لباس صاحبة القبر 110)
إذ تم تزيين الجزء العلوي من الزي الذي أعيد بناؤه بنسخة طبق الأصل من القطع الزخرفية التي عثر عليها في القبر والمكونة من صفائح برونزية ذات نهايات ملتفة يسهل ربطها، حيث تم وضع هذه القطع في صف واحد على منطقة خط العنق. ولإعادة بناء غطاء الرأس، تم استخدام نسخ من القطع التي وُجدت في قبر 110، وهي التاج على شكل البوميرانج والشريط المعدني، بالإضافة إلى النسيج الذي تم تثبيته على التاج البرونزي والذي يمتد إلى الظهر عند ارتداء التاج.
(لقطة شاشة للصفحة 215 من الكتاب وتظهر صورة القبر ومحتوياته)
تظهر الصورة أعلاه تفاصيل قطع الزي ومرفقاته والمكونة من (غطاء الرأس البرونزي، والزخارف على المعصمين، و عصابة الرقبة، ولفائف الشعر من سلك البرونز) جميعها مكبّرة ومشار إلى مكان ارتدائها بالأسهم. كما احتوى القبر على (أواني خزفية منها وعاء وكأس شراب) وتشير هذه المحتويات إلى أن المتوفاة كانت لديها مكانة اجتماعية عالية.
إقرأ أيضًا: هذه الصور لا تظهر اكتشاف مومياء “أنوناكي” سليمة في مقبرة قديمة، بل متداولة منذ سنوات في سياقات مختلفة
تقييم فتبينوا: بناء على ما سبق قرر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم صوراً في غير سياقها من أجل تداول معلومة غير صحيحة.
