وجود ثقب الأوزون حقيقة علمية وليس كذبة

ادعاء كذبة ثقب الأوزون زائف فتبينوا
آخر المقالات

يتداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منشورًا حول كون ثقب الأوزون كذبة وليس حقيقي،

تابع رد منصة فتبينوا حول هذا الادعاء في المقال الآتي..

الإدّعاء

نص الادعاء حسب صيغة الناشر «بدون تصرّف»

أعطيني خرافة علمية لا تتجاوز كلمتين
مثل : ثقب الأوزون

نشرت الادعاء بهذه الصيغة صفحة وكالة الدجل ناسا بتاريخ 27/8/2021 ، وحصد المنشور أكثر من 700 تفاعل و90 مشاركة حتى تاريخ كتابة المقال 31/8/2021.

شارك الادعاء عدة حسابات وصفحات بصيغ مشابهة مثل هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وأيضًا هنا.

ادعاء كذبة ثقب الأوزون زائف فتبينوا
لقطة شاشة للادعاء المنشور على الفيسبوك

نتيجة التحري

زائف

بالرجوع إلى المصادر العلمية والجهات الموثوقة وجدنا التالي:

بداية: ما هي طبقة الأوزون؟

الأوزون غاز عديم اللون، وكيميائيًا ، الأوزون نشط جدًا؛ فيتفاعل بسهولة مع العديد من المواد الأخرى، والتعرّض له يشكل خطرًا على البشر،

لكن في طبقات الجو العليا في الغلاف الجوي للكرة الأرضية توجد طبقة الأوزون وتغطي الكوكب بأكمله؛

لتحمي الحياة على الأرض عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس والتي تسبب سرطان الجلد وتثبط المناعة لدى الإنسان والحيوان.

ثانيًا: ما هو ثقب الأوزون؟

حسب وكالة ناسا لا يعتبر ثقب الأوزون من الناحية الفنية “ثقبًا” حيث لا يوجد أي أوزون،

ولكنه في الواقع منطقة من الأوزون المستنفد بشكل استثنائي في الستراتوسفير فوق القطب الجنوبي الذي يحدث في بداية ربيع نصف الكرة الجنوبي (أغسطس – أكتوبر)،

أي أن هذه المنطقة تظهر تركيز غاز الأوزون بقيم أدنى بكثير من غيرها حول الكوكب،

تُظهر صورة ثقب الأوزون أدناه القيم المنخفضة جدًا (المنطقة ذات اللون الأزرق والأرجواني) المتمركزة فوق القارة القطبية الجنوبية في 4 أكتوبر 2004.

وحددت وكالة ناسا أن مستوى الأوزون الكلي للعمود الذي يقل عن 220 وحدة دوبسون (وحدة قياس تركيز غاز الأوزون)، هو نتيجة لفقدان الأوزون المحفز من مركبات الكلور والبروم.

ثقب الأوزون بواسطة أداة مراقبة الأوزون على القمر الصناعي Aura التابع لناسا
ثقب الأوزون هو المنطقة الواقعة فوق القارة القطبية الجنوبية – تم الحصول على البيانات بواسطة أداة مراقبة الأوزون على القمر الصناعي Aura التابع لناسا

ثالثًا: من الذي اكتشف ثقب الأوزون؟

في عام 1974، اكتشف الكيميائيّان ماريو مولينا وفرانك شيروود رولاند، وجود صلة بين مركبات الكربون الكلورية فلورية وانهيار الأوزون في الستراتوسفير.

وفي عام 1985، نشر عالم الجيوفيزياء جو فارمان، جنبًا إلى جنب مع خبراء الأرصاد الجوية بريان غاردينر وجون شانكلين نتائج انخفاض تركيزات الأوزون بشكل غير طبيعي فوق القطب الجنوبي.

حسب مجلة NATURE، أظهرت بياناتهم أنه بعد حوالي 20 عامًا من القيم الثابتة إلى حد ما، بدأت مستويات الأوزون في الانخفاض في أشهر الربيع الأسترالية في أواخر السبعينيات،

بحلول عام 1984، كانت طبقة الأوزون الستراتوسفيرية فوق هالي في أكتوبر تبلغ ثخانة ثلثي تلك التي شوهدت في العقود السابقة – وهي ظاهرة أصبحت تُعرف باسم ثقب الأوزون في القطب الجنوبي.

مركبات الكلوروفلوروكربون هي مواد كيميائية طويلة العمر تعتمد على الكلور وترتفع إلى طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي للأرض،

حيث تفكك أشعة الشمس فوق البنفسجية مركباتها، وتطلق ذرات الكلور التي تدمر جزيئات الأوزون.

غيرت النتائج التي توصل إليها العلماء إليها مجالات علوم الغلاف الجوي والحركية الكيميائية، وأدت إلى تغييرات عالمية في السياسة البيئية،

حيث دخل بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون حيز التنفيذ في عام 1987 ووقعته العديد من الدول حول العالم،

وهو يحدد التزامات ملزمة للبلدان بالتخلص التدريجي من جميع المواد الرئيسية المستنفدة لطبقة الأوزون.

نتيجة للإجراءات الدولية، من المتوقع أن تنتعش طبقة الأوزون إلى مستويات ما قبل 1980 فوق خطوط العرض الوسطى بحلول عام 2050 وفوق المناطق القطبية بحلول عام 2065.

أنشأت ناسا أداة لمراقبة ثقب الأوزون ورصد البيانات على القمر الصناعي Aura،

ويمكن من خلاله مراقبة أحدث حالة لطبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي، وملاحظة انخفاض تركيز غاز الأوزون فوق القطب الجنوبي بتاريخ 28/8/2021،

أي أن الثقب لا يزال موجودًا حتى يومنا هذا.

ثقب الأوزون بتاريخ 28 أغسطس 2021 بواسطة أداة مراقبة الأوزون على القمر الصناعي Aura التابع لناسا
ثقب الأوزون بتاريخ 28 أغسطس 2021 بواسطة أداة مراقبة الأوزون على القمر الصناعي Aura التابع لناسا

وساهمت العديد من الجامعات في دراسات مخبرية وعلمية لقياس مستوى الأوزون في قطبي الأرض الشمال والجنوبي،

تُظهر هذه الصورة من 9 سبتمبر 2019 حيث يطلق العلماء أجهزة الاستشعار المحمولة بالبالونات لقياس سماكة طبقة الأوزون في أعالي الغلاف الجوي.

تُظهر هذه الصورة ذات الفاصل الزمني من 9 سبتمبر 2019 مسار رحلة مسبار الأوزون أثناء ارتفاعه في الغلاف الجوي فوق القطب الجنوبي من محطة القطب الجنوبي أموندسن-سكوت. يطلق العلماء أجهزة الاستشعار المحمولة بالبالونات لقياس سماكة طبقة الأوزون الواقية في أعالي الغلاف الجوي. قروض: روبرت شوارتز / جامعة مينيسوتا
مسار رحلة مسبار الأوزون أثناء ارتفاعه في الغلاف الجوي فوق القطب الجنوبي من محطة القطب الجنوبي أموندسن-سكوت.
الحقوق: روبرت شوارتز / جامعة مينيسوتا

اقرأ تحقيق فريق فتبينوا حول تلاشي ثقب الأوزون بسبب فترة الحجر الصحي خلال وباء كوفيد-19.

بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف؛ لأن الدلالات والمصادر العلمية المختلفة والبروتوكولات الدولية أثبتت وجود ثقب الأوزون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.