يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإلكترونية في عدة لغات صورة زعموا أنها تظهر مركبا ألقي القبض عليه وهو يحمل مواطنين أوروبيين متسللين إلى الإسكندرية بحثا عن فرصة حياة أفضل،
ويظهر في الصورة الملونة بالأبيض والأسود ما يبدو أنه قارب يحمل العديد من الأشخاص بين رجال ونساء وأطفال.
بدأ الادعاء بالانتشار -بحسب ما وقعت عليه المنصة- سنة 2016،
مثل منشور حساب الفيسبوك المسمى “Ghalib Abushaban” بتاريخ 22/03/2020،
والذي أرفقه بالنص الوصفي الآتي (من دون تصرّف)؛
حقق المنشور تفاعلا كبيرا وأعيدت مشاركته نحو 9100 مرة (حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 19/10/2020)،
استمرت الصورة -مرفقة بمضمون الادعاء نفسه- بالانتشار على مرّ سنوات 2016 و2017 و2018 و2019،
وعادت للانتشار مؤخرًا أيضًا سنة 2020،
مثل منشور حساب الفيسبوك المسمى “السفيره عزيزه” في المجموعة المسماة “مصر ايام زمااااااااان” في 12/08/2020 الذي حمل الصيغة السابقة نفسها؛
شارك الصورة مرفقة بمضمون الادعاء نفسه العديد من الصفحات والحسابات الشخصية في فيسبوك سنة 2020 أيضا (هنا وهنا وهنا وهنا)،
كما تناقل الادعاء على مرّ السنوات الماضية والسنة الحالية مستخدمو تويتر (هنا وهنا وهنا)،
وأيضا العديد من المواقع الإلكترونية الأخرى (هنا وهنا وهنا).
بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاء تبين الآتي:
مهاجرون يهود وليسوا أوروبيين متسللين إلى الإسكندرية!
أعطى البحث العكسي عن الصورة المتداولة في الادعاء في محرك Google العديد من النتائج،
تضمن معظمها مقالات ومنشورات في مختلف وسائل التواصل، جميعها تناقلت الصورة بلغات عدّة وأرفقتها بمضمون الادعاء نفسه المنتشر بالعربية،
ولكن كان من بينها هذا المقال من موقع akhbarelyom الذي أخبر أن الصورة تعود إلى يونانيين يهود وليست لأوروبيين متسللين إلى الإسكندرية،
واستدل على ذلك بصورة شاشة لم تعد تظهر داخل المقال،
ولكن تمكن الفريق من تحميل الصورة المعنية مباشرة من النتائج الظاهرة بالبحث العكسي،
حملت الصورة الأخيرة العديد من المعلومات، منها أنها ملتقطة باليونان سنة 1946،
وأنها مأخوذة من ألبوم يتضمن العديد من صور يهود اليونان، وأن مصدرها هو المدعو “Eliahu Saknai”
في محاولة للتأكد من المعلومات السابقة، أعطى البحث الذي اعتمد على كلمات مفتاحية مستوحاة مما سبق (Greece 1946 Eliahu Saknai) في محرك Google نتيجة واحدة فقط،
وقد كانت لهذا المنشور في فيسبوك باللغة العبرية الذي تضمن صورة قديمة أخرى مشابهة،
وأخبر -بعد ترجمته- أنها تظهر مجموعة من النساء اليهوديات يغرسن أشجارًا في أثينا، اليونان سنة 1946،
أشار المنشور إلى أن ملتقط الصورة هو الشخص نفسه المسمى “Eliahu Saknai”
وأنها ملكية لأرشيف الصور الرقمية العبري “Yad Vashem” وقدم رابطا من الموقع ذاته كمصدر للصورة والمعلومات المرافقة لها،
Greece ,Athens, נערות נוטעות עצים בחגיגות ט"ו בשבט 1946. אלבום פלוגת סיוע של הישוב ליהודי יוון, 1945-1946. שם…
Publiée par טו בשבט – ראש השנה לאילנות sur Mardi 30 janvier 2018
إلى فلسطين!
بزيارة موقع الأرشيف العبري والبحث داخله باستخدام عنوان الصورة الذي حملته صورة الشاشة التي استدل بها المقال السابق،
نقع على الصورة عينها مرفقة بالمعلومات السابقة نفسها، الأمر الذي يؤكد صحتها،
وقد أخبر الأرشيف العبري بأنها ملتقطة في 1946 باليونان، الأمر الذي ينفي أنها لمركب أُلقي القبض عليه بالإسكندرية،
إضافة إلى تحديده أنها تنتمي لألبوم الصور التي توثق عمليات هجرة يهود اليونان إلى فلسطين في إطار حملات الاستيطان،
وذلك ما ينفي الادعاء القائل إنها لمواطنين أوروبيين متسللين إلى الإسكندرية بحثًا عن العمل.
المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
1 تعليق واحد. Leave new
شكرا على جهودكم الجبارة بالتوفيق