تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة دبابة وادعوا أن هذه الدبابة كانت تقودها فرقة نساء خلال الحرب العالمية الأولى فاصطدمت بشجرة بسبب سوء إدارتهن،
ما صحة هذا الادعاء وما هي قصة هذه الصورة؟
الجواب في المقال الآتي.
نصّ الادعاء حسب صيغة الناشر “بدون تصرّف”
نشر الادعاء بهذه الصيغة صفحة Asar بتاريخ 28/4/2021، وحصد المنشور أكثر من ألف تفاعل و271 مشاركة حتى تاريخ إعداد المقال في 2/5/2021.
شارك الادعاء عام 2021 صفحات عدة بصيغة مشابهة منها:
المُهاجرون Immigrants – 2 – – Mohamed alqurashi – Bahia Ziani – القدرات العسكرية السورية – Aly Aldyee –
ايه التهريج اللي بيحصل ده – كن صابرا – Äouadi Ĵoünaydï – ديوة خانه الخاتون – سويس أون لاين – قناة المهندسين
هذه الدبابة بريطانية تعود للحرب العالمية الأولى ولم تكن تقودها فرقة نساء
أرشد البحث العكسي في محرك Tineye إلى وجود الصورة في موقع بيع الصور Getty images، وجاء وصفها كالتالي:
دبابة بريطانية تدمر شجرة في طريقها إلى معركة كامبريه، خلال الحرب العالمية الأولى عام 1917. كانت معركة كامبريه هجومًا عسكريًا بريطانيًا ، تضمن أول استخدام ناجح للدبابات والأسلحة المشتركة.
(تصوير: Photo 12 / Universal Images Group عبر Getty Images)
يتضح من العنوان أن الدبابة البريطانية كانت تعمد إلى خلع شجرة وليس الاصطدام بها خلال معركة كامبريه؛
وهي معركة وقعت في نوفمبر عام 1917 وانتهت بديسمبر من نفس العام،
حدثت بين القوات البريطانية والألمانية، حيث استخدمت القوات البريطانية الدبابات بكمية كبيرة.
كما عثرنا على صورة الادعاء بالوصف ذاته من خلال البحث السابق في الموسوعة الحرة ويكيبديا في مقال الدبابات المُستخدمة في الحرب العالمية الأولى، ومقال دبابات الجيش البريطاني،
ويتضح أنها موصوفة باللغة الألمانية وأنها تعود للأرشيف الألماني الفيدرالي، للعام 1917 لمعركة كامبريه.
أرشد البحث السابق أيضًا إلى موقع Granger المختص ببيع الصور التاريخية، وقد نشر صورة الادعاء مع الوصف السابق ذاته،
لمصورها ullstein bild، مضيفًا أن الدبابة البريطانية من نوع Mark IV:
الحرب العالمية الأولى، مسرح الحرب، الجبهة الغربية عام 1917، معركة كامبراي (معركة دبابات) 20.11.-05.12.1917:
دبابة بريطانية من طراز Mark IV، تعمل بكامل طاقتها، في طريقها إلى محطة النقل بالسكك الحديدية كامبراي، تظهر على جانب الطريق كسر شجرة.
استخدمت دبابة Mark IV في الحرب العالمية الأولى من قبل الجيش البريطاني لاختراق خنادق العدو وغالبًا لم تستخدم للقتال،
بسبب بطئها لدرجة أن فريق المشاة كان يستطيع سبقها بالمشي وكانت غير موثوقة ميكانيكيًا وعرضة لنيران القذائف.
تم استخدام ما يقرب من 460 دبابة Mark IV خلال معركة كامبراي في نوفمبر 1917،
ثم في عام 1918، استُبدلت دبابة Mark IV بأنواع محسنة.
هل شاركت مجموعة نساء في قيادة هذه الدبابة في الحرب العالمية الأولى؟
لم تأتِ المواقع السابقة على أي ذكر لفرقة تدعى فرقة الدبابات الملكية النسائية، ولم نرَ أي صورة لنساء من ضمن الجنود المقاتلين،
بل حسب موقع BBC البريطاني رغم الدور الهام الذي لعبته النساء خلال الحرب العالمية الأولى إلا أنه لم يسمح لهن بالقتال كجنود،
وكانت فلورا سانديس هي المرأة البريطانية الوحيدة التي عملت كجندي في الحرب العالمية الأولى،
أما باقي النساء خلال وجودهن في وحدات قتالية فقد كن يساعدن في التطبيب وصيانة السيارات إلى صناعة الذخيرة،
سواء في الحرب العالمية الأولى أو الحرب العالمية الثانية فقد سدت النساء مكان الرجال في الصناعات والإدارة والعديد من الأدوار،
حتى على المستوى العالمي كانت مشاركة النساء العسكرية أو ظهورهن كمقاتلات نادرة جدًا.
بحثنا حول فرقة دبابات ملكية نسائية فوجدنا ما يسمى بـ (فوج الدبابات الملكي (RTR)) البريطاني، ويعتبر أقدم وحدة دبابات في العالم تأسس عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى.
كانت الفرقة تعرف بـ Royal Tank Corps، وكان أول قائد لفيلق الدبابات هو هيو إيلز، شهد الفيلق الكثير من العمل في معركة كامبريه في نوفمبر 1917.
كان الفيلق الملكي المدرع، الذي يدير الدبابات، أول فرع قتالي قريب يفتح أبوابه أمام النساء في نوفمبر 2016.
وفي ذلك العام أيضًا 2016، قالت وزيرة الدولة للدفاع في المملكة المتحدة إن المرأة ستكون قادرة على التقدم لأية وظيفة عسكرية بريطانية لأول مرة.
أعلنت وزيرة الدفاع جافين ويليامسون في أكتوبر 2018 أن جميع الأدوار العسكرية ستصبح مفتوحة للنساء،
بعد أن رفع رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون الحظر المفروض على الإناث اللائي يعملن في وحدات قتالية قريبة، عام 2018 كان لدى الفيلق الملكي المدرع 35 امرأة تخدم فيه.
وهذا ما أشار له موقع المتحف الوطني البريطاني الرسمي بشأن صدور هذا القرار بعد ورقة أوصت فيها نساء
بإنهاء الحظر المفروض على النساء في صفوف المشاة في الصفوف الأمامية وأدوار فيلق المدرعات عام 2014.
وهذا يؤكد زيف القصة الواردة في الادعاء وعدم مصداقيتها.
أجرت وكالة فرانس برس – قسم التحقق من الأخبار تحقيقًا حول الادعاء ووجدت أنه ادعاء خاطئ.
اقرأ أيضًا:
لا علاقة لتاريخ يوم المرأة العالمي بحريق مصنع الملابس في أمريكا
بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مُضلل؛ بسبب عرضه لمعلومات أساس لها من الصحة مع صورة الادعاء مما أدى إلى تضليل وصف الصورة الحقيقي.
1 تعليق واحد. Leave new
القصة حقيقية ما يحتاج تنكرون هذى الشي😂😂