انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صور يزعم ناشروها أنها تعود لوصول مياه نهر النيل الى صحراء سيناء
فما حقيقة هذه الصور؟
نُشرت الصور في مجموعة الفايسبوك المسماة تسقط تالت ، وأرفقت بالوصف الآتي (دون تصرف):
سودان بلا قيادات ..
وصول مياه النيل الي صحراء سيناء المصرية والخرطوم ترقد بين نيلين وعطشانه ، أين الخلل !!!
وطبعا دا الفرق بين قياداتنا وقياداتهم ، سياسين السودان قاعدين ساي
حصد المنشور 23 مشاركة ونحو 361 تفاعل و 106 تعليق حتى تاريخ كتابة هذا المقال في 2021/05/09.
فيما تداولت العديد من الصفحات والحسابات الأخرى على الفيسبوك الادعاء ذاته ومنها:
لا أحد يفهمني– اخبار السودان العاجلة مباشرة– أدهم الصياد سبورت– سودان جديد
هذه الصور تعود لمشروع النهر الصناعي العظيم في ليبيا
أرشد البحث العكسي في محرك yandex إلى مقال باللغة الروسية يتضمن صور الادّعاء نفسها تحت عنوان :
“النهر الصناعي العظيم: مشروع القذافي جعل الصحراء خضراء”.
يتحدث المقال عن مشروع لنقل المياه العذبة من الآبار عبر أنابيب ضخمة تدفن في الأرض لتغذية المدن الليبية.
تأسيسا على ذلك، أجرى فريق فتبينوا بحثا في محرك جوجل مستعينا بالكلمات المفتاحية great man made river
فعثر على إحدى صور الادعاء منشورة في موقع boinc ضمن مقال يحمل عنوان ” نهر ليبيا الصناعي العظيم“.
كما وجد صورة تشبه صورة الادّعاء في مقال أخر يتحدث عن المشروع بالتفصيل،
ويمكن ملاحظة أوجه الشبه بين الصورتين من حيث شكل المضخات ولونها والخلفية.
كما ذكر المقال أن الخزانات قد شُيّدت في بحيرات دائرية ، قطرها أكثر من كيلومتر واحد للمشاريع الزراعية.
من خلال البحث عن واحد من هذه الخزانات وهو خزان عمر المختار الكبير،توصل الفريق الى موقعه على خرائط جوجل بنفس مواصفات وشكل الخزان المذكورة في المقال.
مشروع النهر الصناعي العظيم أضخم مشروع لنقل المياه في العالم عرفه الإنسان حتى الآن، أسس في 3 أكتوبر 1983،
ووضع حجر الأساس للبدء في تنفيذ مشروع النهر الصناعي العظيم بمنطقة السرير بمدينة جالو في 28 أغسطس 1984.
امتد النهر الصناعي الليبي لـ 2820 كيلومترًا، ويغذّيه 1300 بئر يبلغ عمق معظمها أكثر من 500 متر،
وهو عبارة شبكة قنوات ضخمة لنقل المياه في العالم بحسب تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي،
إذ كان يوفّر يوميًا 6.5 ملايين متر مكعب من المياه تقريبًا لمدن بنغازي وسرت وطرابلس ومدن ليبية أخرى.
في 28 أغسطس/ آب 1986 تم افتتاح مصنعي البريقة والسرير لإنتاج أنابيب نقل المياه. وفي سبتمبر/ أيلول 1989 وصلت المياه إلى مدينة أجدابيا،
حيث خزان التجميع الرئيسي الذي تتفرع منه شبكتي بنغازي وسرت، اللتين وصلتهما المياه في 30 أغسطس 1991.
وفي أول سبتمبر عام 1996 وصلت المياه إلى العاصمة طرابلس والمناطق المجاورة لها عبر شبكة جبل الحساونة إلى خزان التجميع في منطقة سيدي السائح،
لتتلاحق فيما بعد تغطية بقية مدن المنطقة الغربية، وفي سبتمبر عام 2007 تم تدشين وصلة القرضابية السدادة
التي تربط بين المنظومتين الشرقية والغربية، وتغطي العديد من المدن والقرى والبلدات المنتشرة في المنطقة الوسطى.
تقييم فتبينوا:
بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه مُضلّل، لأنه استخدم صورا في غير سياقها لنقل معلومة غير صحيحة.
اقرأ أيضًا: الصورة تظهر امرأة في فيضان في الهند وليست سودانية تحمل دواءها في فيضانات السودان