تناقل ناشطون على مواقع التواصل مقطعًا يزعمون أنه التقط مؤخرًا لصدام حسين، يوجه خلاله رسالة للشعب العراقي من سجنه،
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..
نص الادعاء من الناشر – دون تصرف –
القائد العام للقوات المسلحة المهيب الركن صدام حسين المجيد من داخل السجن
نشر أحد مستخدمي فيسبوك الادّعاء بصيغته هذه في 13 أكتوبر 2022،
وحقق المقطع على هذا الحساب آلاف المشاهدات وعشرات التفاعلات والمشاركات حتى لحظة نشر هذا المقال،
كما تناقلت المقطع ذاته حسابات أخرى على فيسبوك هنـا، على غرار تيكتوك ويوتيوب،
إثر ذلك أجرى فريق فتبينوا تحريّا حول حقيقة المقطع المتداول، فأسفر عن الآتي:
هذا المقطع أنتج بواسطة تقنية التزييف العميق والصوت فيه مركب ولا يعود لصدام حسين
قاد البحث بالكلمات المسموعة في مقطع الادعاء عبر منصة يوتيوب إلى مقطع بعنوان،
“صدام حسين عايش مكالمة هاتفية صدام مع ترامب راجع 2024″،
ومن خلال التدقيق في الصوت والعبارات المسموعة في هذا المقطع يمكن مطابقتها تماما مع الصوت المسموع في مقطع الادّعاء،
مما يشير إلى أن الصوت في مقطع الادعاء مركب ومقتبس من هذا المقطع ،
بالمقابل، قاد البحث حول مكالمة ترامب وصدام حسين،
إلى مقابلة مصورة بعنوان “تعرفوا على صاحب الصوتي الحقيقي في مكالمة صدام حسين وترامب”
وفي هذا اللقاء يظهر المتحدث ” أحمد قريعان” الذي يعرف عن نفسه أنه فنان عرف بمهارته في تقليد الأصوات،
وخاصة صوت صدام حسين، والذي أكد أن الصوت المستخدم في هذه المكالمة هو صوته، حيث طلب منه استخدامه لأغراض الفكاهة،
كذلك نشر الفنان عبر حساباته على مواقع التواصل عدة مقاطع توضح أنه الصوت المستخدم في هذا المقطع هو صوته
فيما أشار إلى أنه تم استخدامه بهذا الشكل دون إذنه،
كما ظهر في مقطع قصير على يوتيوب وهو يتحدث بالصوت والمحادثة ذاتها المسموعة في مقطع الادّعاء، بشكل يؤكد أنه صاحب هذا الصوت،
أما الفيديو المرفق بالادّعاء فمن الواضح أنه أنشئَ باستخدام تقنية التزييف العميق deepfake،
والتي تقومُ على دمجِ عددٍ من الصور ومقاطع الفيديو لشخصيّةٍ ما من أجلِ إنتاج مقطع فيديو جديد، – باستخدام تقنية التعلم الآلي –
فيما قد تبدو المقاطع للوهلة الأولى أنها حقيقية لكنّها في واقع الأمر مُزيّفة،
إذ يمكن ملاحظة أن حركات الجفن والفم والأعين في مقطع الادّعاء تبدو غير مترابطة و غير طبيعية،
علاوة على انعدام حركة الفك السفلي خلال الحديث،
مما يؤكد أن المقطع غير حقيقي.
اقرأ أيضًا: هذه الصورة لا تظهر فلاديمير بوتين يقدم الضيافة لصدام حسين عند زيارته الاتحاد السوفييتي.
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنه زائف، لأنّه استخدم مقطعًا غير حقيقيّ من أجل ترويج معلومة غير صحيحة.