تداول مستخدمون على مواقع التواصل مقطعاً يدعي إمكانية التخلص من الخلايا السرطانية بشكل نهائي باستخدام مشروب مكون من بيكربونات الصوديوم والسكر،
فما مدى صحة هذه المزاعم؟ تابع المقال الآتي..
نص الادعاء بحسب الناشر، -بدون تصرف-:
بسبب هذا المشروب تخلص من السرطان المرحلة الرابعة!!!!! المنتشرة، وإلا الآن ما زال على قيد الحياة بدون سرطان
نشرت إحدى حسابات إنستغرام المقطع بتاريخ 18 أغسطس 2023، محققاً أكثر من 1900 تفاعل،
كما حقق المقطع ذاته مئات التفاعلات إثر تداوله على فيسبوك هنـا.
بينما يمكن تلخيص الادعاءات الواردة في هذا المقطع كالتالي:
- شرب الماء مع أي نوع من السكريات وبيكربونات الصوديوم يقضي على السرطان نهائياً
- تتغذى خلايا السرطان على السكر بشكل أساسي، وتنجذب له في الجسم
- تكون البيكربونات بمثابة السم للسرطان نظراً لأنها تحول الجسم لبيئة قلوية ولا يستطيع السرطان العيش فيها
إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًا حول صحة الادعاء المتداول وأسفر عن الآتي:
لا يمكن علاج السرطان بإضافة بيكربونات الصوديوم إلى السكر، أو باتباع حمية قلوية
هل يمكن لبيكربونات الصوديوم أو المياه القلوية التخلص من الخلايا السرطانية؟
بحسب مايو كلينيك، تستخدم بيكربونات الصوديوم، كمضاداتٍ للحموضة، لتخفيف حرقة المعدة أو حموضة المعدة أو عسر الهضم بسبب الحموضة Acid indigestion.
عن طريق تحييد حمض المعدة الزائد Neutralization، ويمكن استخدامه لعلاج أعراض قرحة المعدة أو الاثني عشر.
كما تستخدم أيضًا لجعل الدم والبول أكثر قلوية في ظروف معينة.
إلا أن استخدامها ينحصر بهذه الفئات، فيما لم تدرج مايو كلينيك قدرتها على التخلص من الخلايا السرطانية.
ويعتمد النظام الغذائي القلوي على نظرية مفادها أن تناول أطعمة معينة يمكن أن يغير مستويات الأحماض في الجسم،
وتسمى أيضًا مستويات الأس الهيدروجيني pH.
فيما يعتقد البعض أن تغيير مستويات pH في الجسم يمكن أن يحسن صحتك ويساعدك على إنقاص الوزن أو حتى الوقاية من السرطان.
إلا أنه، وبحسب مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان، فإن هذه الدراسات تُجرى على الخلايا السرطانية في طبق ولا تمثل الطبيعة المعقدة لكيفية تصرف الأورام في جسم الإنسان.
مبينًا أنه لا يمكن تغيير درجة الحموضة في الدم بواسطة الطعام أو المياه القلوية.
وبحسب مجلس السرطان الأسترالي، لا توجد دراسات مصممة بشكل جيد حول الحميات القلوية،
ولا يوجد دليل جيد على إمكانية استخدامها للوقاية من الأمراض أو علاجها كالسرطان.
كذلك، كشفت إحدى المراجعات لمجموعة من الدراسات عن نقص الأدلة المؤيدة أو ضد الحمل الحمضي الغذائي و / أو المياه القلوية لبدء أو علاج السرطان.
مضيفةً أن الترويج للنظام الغذائي القلوي والمياه القلوية للوقاية من السرطان أو علاجه غير مبرر.
في ذات السياق، بيّن المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان AICR أنه “إذا كانت المنطقة المحيطة بالأورام في الجسم أكثر حمضية،
فهذا لا يعني أن بيئة الجسم الحمضية هي التي تسببت في الإصابة بالسرطان.
بدلاً من ذلك، يمكن أن يكون نتيجة معدل الأيض المرتفع للخلايا السرطانية الذي يولد الأحماض”
النتيجة: زائف، لا يمكن للمياه القلوية أو بيكربونات الصوديوم التخلص من الخلايا السرطانية في الجسم بشكل نهائي.
هل تتغذى الخلايا السرطانية على السكر ويزداد نموها بسببه؟
شاركت مايو كلينيك في وقتٍ سابق بعض الخرافات الشائعة والمفاهيم الخطأ حول أسباب السرطان،
كان من بينها مزاعم أن السكر قد يزيد من نمو السرطان بسرعة،
وبينت بدورها أنه هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحث لفهم العلاقة بين السكر في النظام الغذائي والسرطان.
حيث تعتمد جميع أنواع الخلايا، بما في ذلك الخلايا السرطانية، على مستوى السكر في الدم (الغلوكوز) للحصول على الطاقة،
لكن منح المزيد من السكر للخلايا السرطانية لا يجعلها تنمو بصورة أسرع.
وبالمثل، فإن حرمان الخلايا السرطانية من السكر لا يجعلها تنمو بصورة أبطأ.
إذ أن الخلايا السرطانية تحتاج إلى الكثير من العناصر الغذائية الأخرى، مثل الأحماض الأمينية والدهون، ولا يقتصر احتياجها على السكر.
كذلك ثمة دليل بأن استهلاك كميات كبيرة من السكر ترتبط بازدياد مخاطر الإصابة بأمراض سرطان معينة بما في ذلك سرطان المريء.
ويمكن أن يُؤدِّي تناول الكثير من السكر إلى ازدياد الوزن وزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة والسكري الذي بدوره يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السرطان.
إلا أنه لا صحة لاستنتاج أن خلايا السرطان تنمو بسرعة في وجود السكر.
حيث بيّن المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان AICR أن كل خلية في الجسم، بما في ذلك الخلايا السرطانية،
تستخدم السكر (الجلوكوز) في مجرى الدم كوقود، ولكن لا يوجد دليل واضح على أن السكر يغذي الأورام بشكل تفضيلي على الخلايا الأخرى.
ومع ذلك، هناك علاقة بين السكر وخطر الإصابة بالسرطان، لكنها غير مباشرة بصورة أكثر مما يدركه الكثيرون.
إذ أن السكر لا يعد مادة مسرطنة، إلا أن الإفراط في استهلاك السكريات، وخاصة السكريات المضافة،
يمكن أن يساهم في السمنة التي تعد عامل خطر مهم للإصابة بالسرطان.
النتيجة: زائف، لا تتغذى الخلايا السرطانية على السكر بشكل أساسي مقارنة مع سائر خلايا الجسم، ولا تنمو بشكل أسرع بوجود السكر.
لا يوجد أدلة تؤكد أمكانية علاج السرطان نهائيا عن طريق الغذاء فقط
وفقاً للمعهد الوطني للسرطان NIH، لا يوجد أي دراسات تثبت قدرة أي غذاء أو فيتامينات أو معادن أو مكملات غذائية، أو أعشاب أو مزيج مما سبق، على علاج السرطان، أو إبطائه، أو منع عودته.
الأمر الذي تؤكده أيضًا جامعة جنوب غرب تكساس الطبية، مضيفةً أنه لا يوجد أي نظام غذائي أو غذاء فائق الجودة Superfood أو فيتامين أو مشروب قادر على علاج السرطان.
وبحسب مايو كلينيك، ومعهد السرطان الوطني البريطاني NIH، وجمعية السرطان الأمريكية، ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC،
فإن علاجات السرطان تختلف باختلاف نوع السرطان ومرحلة المرض، من أهمها الخيارات الآتية:
الجراحة، العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، زرع نخاع العظم، العلاج المناعي (البيولوجي)، العلاج الهرموني،
إضافة للعلاج الدوائي الاستهدافي، الاستئصال بالتبريد، الاستئصال بترددات الراديو، العلاج الحراري، العلاج الضوئي.
علاوة على ذلك، قد تعد هذه الخيارات الغذائية المقترحة لعلاج السرطان غير آمنة أو تتسبّب في حدوث آثار جانبية ضارّة،
أو قد تتفاعل مع العلاجات الطبية المعطاة للمرضى وتحول دون عملها بفاعليّة.
كما أن الترويج لهذه العلاجات قد يُثني المرضى عن الالتزام بالعلاجات الطبية المستخدمة واستبدالها بعلاجات الطب البديل
غير المثبتة علميّا مما قد يقلّل فرصة المريض في الشفاء أو السيطرة على السرطان.
إقرأ أيضًا: هذا المقطع لا يصوّر مرض السرطان داخل زجاجة، وإنما سائل حديدي ممغنط
تقييم فتبينوا:
بناء على ما ورد ذكره قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنّه زائف، لأنه يروج لمعلومات غير صحيحة حول علاج مرض السرطان وليس لها أساس من الصحة.