هذا المقطع يظهر عثور غواص على صندوق يحتوي رفات بشرية وليس نسخة قديمة من القرآن

تداول ناشطون على فيسبوك مقطعًا يدعون أنه يظهر عثور غواص أمريكي على نسخة قديمة من القرآن في أعماق البحر، وبحسب الادعاء فإن النسخة تعود  للقرن الثامن عشر الميلادي،

فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..

نشر أحد مستخدمي فيسبوك المقطع في 30 سبتمبر 2023 وفق الوصف الآتي – دون تصرف -:

غواص امريكي يعثر على صندوق فيه مصحف القرآن الكريم مطبوع من القرن الثامن عشر سبحان الله الذي حفظ كتابه كل هذه السنين ولم يتأثر بالمياه أن الله سبحانه قادر على كل شيء

حقق المقطع على هذا الحساب مئات المشاهدات وعشرات التفاعلات حتى لحظة نشر هذا المقال،

كما تناقل المقطع ذاته مستخدمون آخرون على فيسبوك هنـا، هنـا وهنـا.

هذا الفيديو يظهر عثور غواص أمريكي على رفات وليس نسخة من المصحف تعود للقرن الثامن عشر

قاد البحث العكسي عن إحدى لقطات المقطع الثابتة إلى المشاهد ذاتها،

حيث نشرها حساب على تيك توك ضمن مقطع بمدة أطول في نوفمبر 2023،

وفي هذا المقطع نسمع المتحدث في الدقيقة 00:58 يوضح أن الصندوق يحتوي على رفات شخص – “Human Remains”.

كما نشر الحساب ذاته مشاهد من المقطع في وقت سابق من يونيو 2022 مبينًا أنها تظهر العثور على رفات أثناء الغوص في النهر.

لقطة شاشة من حساب underwater. exploration على تيك توك

بمتابعة البحث بالكلمات الدلالية، تبين أن مشاهد الادعاء تعود لمقطع نشره حساب باسم Shaynadian على يوتيوب في 17 سبتمبر 2019،

ويعرف صاحب الحساب عن نفسه على أنه شخص يهوى رياضة الغطس ويقوم بنشر كل مغامراته على هذه القناة الخاصة به.

كما أضاف في تفاصيل المقطع أنه يظهر عثوره على صندوق تحت المياه أثناه ممارسته رياضة الغطس في مدينة ستيت لاين بولاية أيداهو الأمريكية.

وعندما وجد أن الصندوق يحتوى على رفات بشرية قام بإعادته إلى مكانه في النهر.

أما الجزء الآخر من مقطع الادعاء، والذي يظهر شخصًا يحمل بيده ما يقول أنه يظهر أول نسخة مترجمة للإنجليزية من القرآن،

فمن خلال البحث حوله تبين أن المقطع منشور على يوتيوب منذ عام 2015 على الأقل،

فيما عمد مروجو الادعاء إلى تركيب مشاهد هذا المقطع مع مشاهد من فيديو الغواص بشكل مضلل،

وبحسب المتحدث في المقطع فإن هذه النسخة من القرآن طُبعت في بريطانيا عام 1734،

كما تمتاز بجوانبها الذهبية ورسم يظهر مكة والكعبة عند فتحها وطي صفحاتها،

هذا وقام قسم تدقيق الحقائق باللغة العربية التابع لوكالة فرانس برس بالتحقق من الادعاء ذاته وخلص التحقيق إلى أنه زائف.

اقرأ أيضًا: هذا المقطع اقتبس من فيلم، ولا يظهر غواصًا قطع المسافة بين المغرب وإسبانيا تحت البحر

تقييم فتبينوا: بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقاطع قديمة في غير سياقها من أجل ترويج خبر غير صحيح.