نشرت إحدى صفحات فيسبوك الفيديو في 14 نوفمبر 2024 وأرفقته بالوصف الآتي -دون تصرف -:
يا عفو الله المزة بدمشق مباشرة
حقق الادعاء على هذه الصفحة أكثر من 500 تفاعل و22 ألف مشاهدة حتى لحظة نشر هذا المقال،
كما تناقلت الفيديو في السياق ذاته صفحات وحسابات أخرى على فيسبوك هنـا، هنـا.
هذا الفيديو يوثق آثار الدمار في بلدة جباع جنوب لبنان في أكتوبر الماضي، وليس لآثار غارة إسرائيلية على منطقة المزة في دمشق في نوفمبر الجاري
بحسب وكالة الأنباء رويترز – دون تصرف -: “ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن 15 شخصا قتلوا في غارات إسرائيلية على مبان سكنية في دمشق يوم الخميس 14 نوفمبر 2024، وقالت إسرائيل إن الهجمات استهدفت مواقع عسكرية ومقر حركة الجهاد الإسلامي”.
إثر ذلك، تناقل ناشطون على فيسبوك فيديو يدعون أنه يوثق جانبا من آثار الدمار الذي خلفته غارات إسرائيلية على منطقة المزة في دمشق،
إلا أن التحري الذي أجراه فريق فتبينوا كشف أن الادعاء غير صحيح.
قاد بحث عكسي عن إحدى لقطات الفيديو الثابتة في محرك جوجل إلى الفيديو ذاته منشورا على الحساب الرسمي لجريدة الأخبار اللبنانية على إكس،
حيث نشرته بتاريخ 29 أكتوبر 2024 على أنه يوثق آثار الدمار في ساحة جباع بإقليم التفاح جنوب لبنان بعد غارات إسرائيلية استهدفت المنطقة آنذاك بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
جولة «الأخبار» في ساحة #جباع في إقليم التفاح بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفتها ليل أمس pic.twitter.com/WJJtS3DWz5
— جريدة الأخبار – Al-Akhbar (@AlakhbarNews) October 29, 2024
وبالتدقيق في هذا الفيديو يلاحظ لافتة تحمل اسم “صالون نوح – NOUH” ومن خلال البحث حولها تبين أنها تعود لصالون حلاقة محلي يقع في ساحة جباع جنوب لبنان، حيث يمكن مطابقة واجهة الصالون الظاهرة في فيديو الادعاء مع فيديو سابق نشرته صفحة محلية في سياق إعلان افتتاح الصالون.
كذلك تتطابق مشاهد صالون الحلاقة في هذا الفيديو مع صورة من داخل الصالون توفرها خرائط جوجل،
مما يؤكد ان الفيديو مصور في بلدة جباع جنوب لبنان وليس في سوريا.
مطابقة واجهة صالون الحلاقة الظاهرة في فيديو الادعاء -إلى اليمين – مع واجهة صالون نوح في بلدة جباع جنوب لبنان
وباستكمال البحث حول هذا الحدث، نقع على عدة مصادر محلية وعربية نشرت الفيديو نفسه في ذات السياق في 29 أكتوبر 2024.
كما رصد فريق فتبينوا تقريرا محليا يرصد آثار الدمار في بلدة جباع من نفس المنطقة الظاهرة في فيديو الادعاء كما يلي:
مطابقة إحدى مشاهد فيديو الادعاء – إلى اليمين – مع تقرير محلي مصور في بلدة جباع جنوب لبنان
كما أظهر التقرير مشاهد من المركبة الظاهرة في بداية فيديو الادعاء، والتي يتضح أنها تابعة لاتحاد بلديات إقليم التفاح جنوب لبنان،
مما يؤكد أن الفيديو يعود لهذا الحدث ولا يظهر دمارا إثر غارات إسرائيلية على سوريا.
مطابقة مشاهد فيديو الادعاء – إلى اليسار – مع مشاهد من تقرير محلي من بلدة جباع
اقرأ أيضًا: هذا الفيديو يوثّق الأضرار الناتجة عن انفجار مرفأ بيروت عام 2020، وليس من استهداف حيفا من قبل حزب الله مؤخرًا
تقييم فتبينوا: بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم فيديو من جنوب لبنان ونسبه إلى دمشق في سوريا.