اختلاف جديد بين الناس على الانترنت ظهر في يوم 14 مايو عام 2018 على حقيقة فيديو من أربع ثواني وهو عبارة عن تسجيل لكلمة واحدة يسمعها البعض على أنها “لورال” وأخرون على أنها “ياني”. كيف حدث هذا؟!! وهل ممكن أن يكون كلا الفريقين محق رغم أنها كلمة واحدة؟ هل هناك تفسير علمي يوضح هذه الظاهرة؟…
هذا ما سنتناوله في السطور القادمة:
بدأ الجدال على المقطع الصوتي في حصة الأدب بمدرسة فلوري الثانوية بجورجيا حيث تم عرض المقطع هناك وانقسم الطلبة على محتواه ثم انتشر بعدها على الانترنت لتتسع دائرة الاختلاف وعدد المختلفين.
What do you hear?! Yanny or Laurel pic.twitter.com/jvHhCbMc8I
— Cloe Feldman (@CloeCouture) May 15, 2018
فما رأي الفيزياء في هذا الموضوع؟
الموجات مرتفعة التردد والموجات منخفضة التردد:
اتفق معظم خبراء الفيزياء على الانترنت على أن الجزء المسؤول عن تكوين كلمة “ياني” يقع في جزء الموجات مرتفعة التردد من الفيديو بينما الجزء المسؤول عن تكوين كلمة “لورال” يقع في جزء الموجات منخفضة التردد من الفيديو.
وضع ديلان بينت , مطور ألعاب فيديو , على حسابه على تويتر فيديو يوضح فيه أنه اذا استمع شخص فقط للموجات عالية التردد سيسمع كلمة “ياني” بينما الذين يستمعون للموجات منخفضة التردد فقط سيسمعون كلمة “لورال”. قامت أيضا جريدة التايمز بصنع اداة لتوضيح هذا العامل.
Okay, you're not crazy. If you can hear high freqs, you probably hear "yanny", but you *might* hear "laurel". If you can't hear high freqs, you probably hear laurel. Here's what it sounds like without high/low freqs. RT so we can avoid the whole dress situation. #yanny #laurel 🙄 pic.twitter.com/RN71WGyHwe
— Dylan Bennett (@MBoffin) May 16, 2018
يقول روي ترنبل , بروفيسور لغويات بجامعة هواوي, أن ما يسمعه الشخص هو نتيجة ما يختاره الدماغ ويقوم بفك شيفرة تررده.
بنجامين منسن ,بروفيسور في علوم الكلام واللغات والسمع بجامعة منسوتا, يقول أن بعض الناس تستطيع التركيز على الترددات العالية (كلمة ” ياني”) لامتلاكهم سمع جيد جدا أو سماعات فاخرة بينما الباقي منا الذين يعتمدون على سماعات أقل في الجودة أو يتمتعون بسمع أضعف يركزون بشكل أكبر على الترددات المنخفضة (كلمة “لورال”)
ضعف جودة الصوت ساهمت في حدوث هذا الاختلاف:
أشارت جريدة التايمز وموقع وايرد أن المقطع الأصلي تم صنعه عام 2007 بواسطه مغني أوبرا محترف بينما المقطع المنتشر هو عبارة عن تسجيل للمقطع الأصلي.
هذا يفسر سبب الضوضاء الموجودة في المقطع المنتشر والتي سببت هذا الارتباك بين المستمعين حيث عملت الضوضاء على تضخيم الموجات عالية التردد والتي أدت الى اختلاف المستمعين على حقيقة الكلمة.
علم النفس له دور أيضا:
كتبت ديانا دويتش , بروفيسور لعلم النفس بجامعة كاليفورنيا والمتخصصة في الأوهام الموسيقية والمتناقضات, على موقعها أن هذا الاختلاف حول أصل الكلمة يمكن نسبه الى ظاهرة تسمى الكلمات الشبحية “phantom words”.
في المقاطع التي تظهر فيها هذه الظاهرة يكون هناك كلمتان أو كلمة واحدة تتكون من مقطعين يتم اعادتها مرارا وتكرارا حيث يقدم المقطعين بالتبادل بين جانبي السماعة ( المقطع الأول أو الكلمة الأولى تسمع من الأذن اليمنى ويليها سماع المقطع أو الكلمة الثانية من الأذن اليسرى والعكس ) فيختلط الصوتان في الهواء قبل الوصول للأذن مما يتيح لعقولنا مزيج من الأصوات يختار ويصنع تركيبات مختلفة منه. يمكنك التجربة من هنا
وتكمل دويتش أن الكلمات التي يترجمها الناس غالبا ما تكون متعلقة بما تمت برمجتهم مسبقا على سماعه بناءا على ما يوجد في عقولهم لحظة الاستماع, خلفيتهم اللغوية بجانب عوامل أخرى.
تم تأكيد أخر نقطة وضحتها دويتش من خبراء أخرين الذين لاحظوا أنه يمكن برمجة الناس لسماع كلمة معينة من الكلمتين وذلك بتقديم المقطع مع هذه الكلمة مكتوبة.
حقيقة المقطع:
في النهاية المقطع الأصلي يقدم كلمة ” لورال“ اذا سمعتها “ياني” فهناك أعذار علمية مثبتة توضح سبب سماعك لكلمة “ياني”. بالطبع هناك دائما هؤلاء المحظوظين الذين يمكنهم سماع كلا الكلمتين.
ترجمة: الدكتور مصطفى محمود السيد.