تدّعي المنشورات أنه وفقاً “للاتحاد الياباني للأمراض” شرب الماء الساخن على معدة فارغة يشفي من عشرات الأمراض المستعصية بنسبة نجاح 100%، ومنها الربو ، ارتفاع ضغط الدم في والسكري في 30 يوماً ، والسرطان بكل أنواعه ومشاكل القلب بأنواعه. وهو ادعاء مضلل للأسباب التالية:

أولاً: تبيّن بعد البحث المكثف أنه لا توجد منظمة رسمية في اليابان تحمل اسم الاتحاد الياباني للأمراض ، وأقرب منظمة تحمل اسمه مشابه هي “الجمعية اليابانية للأمراض المعدية” وبعد بحث مكثف في أرشيف الجمعية تبين أنه لا يوجد اي دليل أن الجمعية أصدرت بحث أو دراسة تقول بأنه يمكنك شفاء الأمراض المذكورة بنسبة ١٠٠٪ بشرب الماء الساخن.

ثانياً: الادعاء بأن شرب الماء الساخن يشفي من الربو، تشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إلى أنه “حاليًا لا يوجد شفاء للربو، ولكن العلاج يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض، مما يتيح لك عيش حياة طبيعية ونشطة”. وبحسب كليفلاند كلينيك، فإن “الربو لا يمكن شفاؤه، ولكنه يمكن السيطرة عليه. قد يتخطى بعض الأطفال الربو مع التقدم في العمر”. ووفقًا لمايو كلينيك، فإن “الربو لا يمكن شفاؤه، ولكن يمكن السيطرة على أعراضه”. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن “الربو لا يمكن شفاؤه، ولكن هناك عدة علاجات متاحة، والعلاج الأكثر شيوعًا هو استخدام البخاخ، الذي يوصل الدواء مباشرة إلى الرئتين”.

ثالثاً: الادعاء بأن شرب الماء الساخن يشفي من ارتفاع ضغط الدم، تشير الجمعية الطبية الأمريكية إلى أنه “لا يوجد شفاء لارتفاع ضغط الدم، ومن المهم أن يتخذ المرضى خطوات فعالة، مثل إجراء تغييرات في نمط الحياة الصحية وتناول أدوية خفض الضغط وفقًا لوصفة الطبيب. يمكن أن تحسن هذه التغييرات جودة حياتهم وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى والسكتة الدماغية وغيرها.” ووفقًا لمؤسسة الكلى الوطنية في الولايات المتحدة، “لا يوجد شفاء لارتفاع ضغط الدم، لكن العلاج يمكن أن يخفض الضغط المرتفع.” وبحسب جمعية القلب الأمريكية، لا يوجد شفاء لارتفاع ضغط الدم، لكن استخدام الأدوية وفقًا للوصفة الطبية وإجراء تغييرات في نمط الحياة يمكن أن يحسن جودة حياتك ويساعد في السيطرة على ضغط الدم.

رابعاً: الادعاء بأن شرب الماء الساخن يشفي من السرطان بكل أنواعه. بحسب منظمة أبحاث السرطان في بريطانيا، “هناك أكثر من 200 نوع من السرطان، ويمكن تصنيفها حسب مكان بدء الإصابة في الجسم، مثل سرطان الثدي أو سرطان الرئة”. وبحسب مركز روسويل الشامل لعلاج السرطان، فإن “السرطان ليس مرضًا واحدًا، وإنما مئات الأمراض”. وبحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، “تعتمد إمكانية شفاء الشخص من السرطان على نوع السرطان ومرحلته، ونوع العلاج المتاح، وعوامل أخرى. وبعض أنواع السرطان تكون أكثر قابلية للشفاء من غيرها، ولكن كل نوع من السرطان يحتاج إلى علاج مختلف، ولا يوجد علاج واحد شامل للسرطان”. ووفقًا لمستشفى مايو كلينك، فإنه “لا توجد علاجات متوفرة بعد لبعض أنواع السرطان الفرعية، وذلك لأن علماء السرطان ما زالوا في طور اكتشاف التغيرات الجينية المرتبطة بالسرطان وإجراء أبحاث حول الأدوية التي قد تؤثر على وظيفتها”. وبحسب مايو كلينك ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، تختلف العلاجات باختلاف نوع السرطان ومرحلة المرض، ومن أهمها: الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، وزرع نخاع العظم، والعلاج المناعي، والعلاج الهرموني، والاستئصال بالتبريد، والاستئصال بترددات الراديو، والعلاج الحراري، والعلاج الضوئي.

خامساً: بحسب مركز التحكم بالأمراض والوقاية منها، فإنه لا يوجد أي علاج يشفي من مرض السكري، بينما تساعد الأدوية الموصوفة والالتزام بنمط حياة صحي بالتحكم بمستوى المرض. وتؤكد جمعية السكري البريطانية، أنه لا يوجد حاليًا علاج نهائي معروف لمرض السكري

وبالتالي، فإن الادعاء بأن شرب الماء الساخن يمكنه شفاء كل هذه الأمراض، التي تختلف في أسبابها وطرق علاجها، وبعضها غير قابل للشفاء، هو ادعاء مضلل.