ادعاء زائف: سيموت جميع الذين تلقوا لقاح كورونا في غضون عامين

آخر المقالات

يتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء يزعم ناشروه أن الطبيب الفرنسي الحائز على جائزة نوبل ” لوك مونتانييه ”  

أكد في مقابلة له عدم وجود فرصة للبقاء على قيد الحياة للأشخاص الذين تلقوا أي شكل من أشكال اللقاح ضد كورونا،

وأن التطعيم يخلق المتغيرات مضيفا أنه خطأ طبي وعلمي فادح.

فما حقيقة هذا الادعاءات؟

هذا ما نتعرف عليه من خلال مقالنا الآتي:

الإدّعاء

نص الادعاء:

نشرت الادعاء صفحة الفايسبوك المسماة ادم سيستم بتاريخ 28 ماي 2021 وفق الصيغة الآتية (دون تصرف):

د. لوك : قال سيموت جميع الذين تلقوا لقاح كورونا في غضون عامين ،

أكد الحائز على جائزة نوبل ” لوك مونتانييه ” أنه لا توجد فرصة للبقاء على قيد الحياة للأشخاص الذين تلقوا أي شكل من أشكال اللقاح.

في المقابلة المروعة، صرح كبير علماء الفيروسات في العالم بصراحة:

“لا أمل ، ولا علاج ممكن لأولئك الذين تم تطعيمهم بالفعل.

يجب أن نكون مستعدين لحرق الجثث”.  دعمت العبقرية العلمية ادعاءات علماء الفيروسات البارزين الآخرين بعد دراسة مكونات اللقاح.

“سيموتون جميعًا من التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة. لا يمكن قول أكثر من ذلك.”

“إنه خطأ فادح ، أليس كذلك؟  خطأ علمي وخطأ طبي.

قال مونتانييه في مقابلة ترجمتها ونشرتها مؤسسة RAIR الأمريكية أمس ، إنه خطأ غير مقبول.

“كتب التاريخ ستظهر ذلك ، لأن التطعيم هو الذي يخلق المتغيرات.”

قال مونتانييه إن العديد من علماء الأوبئة يعرفون ذلك وهم “صامتون” بشأن المشكلة المعروفة باسم “التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة”.

ادعاء لوك مونتانييه زائف

تداولت الادعاء العديد من الصفحات والمجموعات في الفايسبوك ومنها:

وتناقله أيضًا بعض رواد المنصة نفسها مستندين إلى مقال نشره موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية،

لم يصرح لوك مونتابييه بأن الملقحين ضد كورونا معرضون للموت

فيما تقاسم الادعاء نفسه مغردون في تويتر:

 

بعد البحث والتحري حول حقيقة الادعاءات، تبين الآتي:

زائف

النتيجة: زائف

ما حقيقة تصريح ” لوك مونتانييه ” بأن الملقحين ضد كورونا معرضون للموت في غضون سنتين؟

من خلال مراجعة المصدر الذي استند إليه موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية في نشر الادعاء، تبين أنه ينفي صحة هذا التصريح ولا يثبته،

إذ أوضح موقع lifesitenews أن الطبيب الفرنسي ” مونتانييه ” :

” لم يصرح بأن كل الذين تلقوا لقاحات كوفيد-19 التجريبية “سيموتون جميعًا” في غضون عامين،

و أكد بالمقابل أن هذا الاقتباس نُسب إليه بشكل خاطئ في “ميم” إخباري مزيف جرى توزيعه على نطاق واسع.

تكذيب تصريح لوك مونتانييه

راجع فريق فتبينوا موقع مؤسسة RAIR الأمريكية المستدل بها في نص الادعاء، فعثر على مقال نشر بتاريخ 25 ماي 2021،

نفت من خلاله المؤسسة صحة التصريح المتداول، وأكدت بدورها أن ” لوك مونتانييهلم يقل أن اللقاح سيقتل الناس في غضون عامين.

لا، لم يصرح لوك مونتابييه بأن الملقحين ضد كورونا معرضون للموت في غضون سنتين

كما أوضحت أن التحريف الصريح لبيان البروفيسور ” مونتانييه ” جاء بعد أن كشف أن لقاح الفيروس التاجي “يخلق متغيرات”.

وفي السياق نفسه، أوردت المؤسسة أيضًا الترجمة الصحيحة لنص المقابلة التي أجريت مع  الطبيب الفرنسي

“مونتابييه ” حول موضوع اللقاحات وفيروس كورونا، والتي أثبتت زيف التصريح المتداول.

جدير بالذكر أن هذا الادعاء دحضته العديد من منصات التحقق في العالم ،

ومنها منصة  Politifact ووكالة Reuters وموقع vishvasnews وأيضًا وزارة الصحة في الفلبين:

الحقيقة: لقاحات فيروس كورونا آمنة وفعالة تمامًا. 

بعد الإنتهاء من المراحل ما قبل السريرية، وقبل اعتماد أي لقاح  بشكل نهائي تتم دراسته عادة على 4 مراحل سريرية هدفها التأكد من سلامة وفعالية اللقاح المعتزم تقديمه للبشر، ملخصها كالآتي:

المرحلة الأولى: يجرّب اللقاح على عدد من الأشخاص يتراوح بين 20 إلى 100 شخص سليم بجرعات منخفضة لمعرفة مدى سلامة استعماله على البشر. وبعد التأكد من سلامته يتم الانتقال للمرحلة الثانية.

المرحلة الثانية: يجرب اللقاح على مئات من الأشخاص المختلفين في حالتهم الصحية والجغرافية. وذلك لاختبار معيارين وهما سلامة وفعالية اللقاح المُقترح.

المرحلة الثالثة: تجربة اللقاح على آلاف من الناس، إذ يُحقن البعض باللقاح، ويحقن آخرون بجرعة وهمية لا تملك أي خاصية، ومن دون إخبارهم عن نوع الجرعة التي أخذوها، وذلك لتسهيل عملية ملاحظة الفعالية الخاصة باللقاح وجعلها أكثر مصداقية.

المرحلة الرابعة: بعد التأكد من أنّ اللقاح آمن وفعّال، يسوّق له، وتستمر عملية جمع المعلومات المسجلة حول مدى هذه الفعالية والسلامة.

أخبرت الدكتورة Aman Ishaqat المنصة في رسالة نصية أن نتائج الدراسات ما قبل السريرية والسريرية تخضع لمراقبة مختصين مستقلين قبل أن يتم نشرها في مجلات علمية محكمة،

وتكون هذه التائج متوفرة للاطلاع عليها من طرف أي شخص يرغب في ذلك وخصوصا أهل الإختصاص من جميع أرجاء العالم،

وأضافت أن هذه البيانات يتم فحصها مجددا قبل اعتمادها من طرف أي دولة من الدول، وذلك بالإستعانة بالجهات العلمية المختصة التي تعينها كل دولة لهذا الغرض.

إلى حدود تحرير هذا المقال في تاريخ 4 مايو 2021، تمت الموافقة على 14 لقاح،

وذلك بعد مراجعتها بطريقة علمية وشفافة بعد كل مرحلة من مراحل اللقاح، والوصول إلى نتيجة أنها آمنة وفعالة كما سبق ذكره،

وقد اعتمدت العديد من الدول حول العالم -منها دول عربية- بعضا من هذه اللقاحات وبدأ الكثير منها في حملات التلقيح.

يمكن الإطلاع على اللقاحات الموافق عليها، والدراسات المنشورة بعد كل مرحلة من مراحل تطوير هذه اللقاحات في صفحة COVID-19 vaccine tracker المقدمة من موقع The Regulatory Affairs Professionals Society الأمريكية (هنا).

مزيد من الأدلة على أن اللقاح آمن

أكدت جامعة جون هوبكنز أن الأبحاث حتى الآن أثبتت أن لقاح فيروس كورونا آمن للغاية،

وأن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قد أجازت استخدام اللقاح حتى الآن للاستخدام الطارئ بعد أن تأكدت من فعاليته وأمانه.

وبالرغم من أن اللقاحات قد تم تطويرها في زمن قصير مقارنة بالماضي،

إلا أنهم قد تم تجربتهم بحرص شديد، ومراقبة جميع المراحل المذكورة سابقًا بكل دقة.

مضيفة أن أمان اللقاح كان أولوية قصوى في جميع مراحل هذه التجارب.

 

كما أكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) أن لقاح فيروس كورونا آمن تمامًا وفعال،

أضاف المركز أن هناك ملايين ممن تلقوا اللقاح في الولايات المتحدة، تحت أكبر عملية مراقبة للسلامة في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق.

ونصح المركز كل شخص بالحصول على اللقاح في أقرب وقت يكون ذلك متاحًا له.

 

أكدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن لقاحات فيروس كورونا قد تمت تجربتها بشكل دقيق للغاية،

للتأكد من سلامتها وأمنها على المستخدمين، وأنها قد اجتازت جميع مراحل تطوير اللقاح المذكورة.

وفي جوابها عن سرعة اكتشاف اللقاح أكدت أن هذا راجع للتنسيق الكبير والدعم الهائل الذي تم توجيهه لهذه المسألة نظرًا لكونها وباءً عالميًا،

كما أكدت أنه لم يتم التضحية على الإطلاق بأي معايير علمية للسلامة والأمان أثناء مراحل تطوير اللقاح.

أكدت أيضًا أن لديها فريق من الخبراء والعلماء في مختلف المجالات قد عكفوا على دراسة اللقاح والتأكد من سلامته للاستخدام الطارئ الذي أجازته.

 

في الإجابة عن مدى أمان لقاح كوفيد-19، قالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS):

“لقد استوفت اللقاحات المعتمدة والموافق عليها للاستخدام في المملكة المتحدة معايير صارمة للسلامة والجودة والفعالية وضعتها الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية المستقلة (MHRA).

كما يجب أن يخضع أي لقاح لفيروس كورونا تمت الموافقة عليه لجميع التجارب السريرية وفحوصات السلامة التي تمر بها جميع الأدوية المرخصة الأخرى.

حيث تتبع الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) المعايير الدولية للسلامة.”

جدير بالذكر أن الموقع الأمريكي Medpage Today أفاد في مقال علمي نشر شهر مارس 2021 بأن العلماء قالوا :

” التحسين المعتمد على الجسم المضاد (ADE) ليس مشكلة إلى حد كبير مع لقاحات كوفيد-19 ” .

ولم يُظهر مرض كوفيد-19 ولا لقاحاته الجديدة أدلة على التسبب في التحسين المعتمد على الجسم المضاد .

وليس من المرجح أن يصاب الأشخاص المصابون بـالفيروس المسبب لكوفيد-19 ، بـ (ADE) عند التعرض المتكرر.

كما أن الدراسات التي أجريت على اللقاحات في المختبر على الحيوانات أو في التجارب السريرية على البشر لم تجد دليلاً على (ADE).

اقرأ المزيد من الادعاءات الزائفة التي تحققت منها فتبينوا من هنـــا

تقييم فتبينوا:

تأسيسا على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف لأنه الادعاء القائل بأن الملقحين ضد فيروس كورونا ليست لهم فرصة للبقاء علي قيد الحياة في غضون سنتين،

المصادر

2 تعليقان. Leave new

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.

اقرأ أيضاً