انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صورتان يزعم ناشروها أنها تعود إلى ملياردير برازيلي اسمه “سيسيرو” قبل خسارته ثروته وبعد أن صار مشردا، وذلك عقب فقدانه ابنته وتعرضه للغدر والانتقام.
فما حقيقة هاتين الصورتين؟
نص ادعاء “صورتان لملياردير برازيلي فقد ثروته وأصبح مشردا”
نشرت الصورتين صفحة الفايسبوك المسماة “فلسفة الجنون“بتاريخ 16 نوفمبر 2021، وأرفقت بالقصة الآتية:
الملياردير البرازيلي سيسيرو :
من جبروته كان الناس يخافون ذكر إسمه وأشهر مقولة له : “لو كنت أمشي في الطريق ووقع مني مليون دولار فسأتركها ولن أضيع وقتي في إلتقاطها”
في إحدى المرات وهو جالس مع صديقته في أحد أفخر المطاعم …تعثر أحد الخدم وأسقط عليه كوب ماءً فرفض قبول إعتذاره …وطلب من مدير المطعم أن يطرده ..
عندما علم لاحقا بان الخادم لم يطرد .. إشترى الفندق والمطعم بما فيه لطرد الخادم لخطأ غير مقصود
سيسيرو كانت له شركات ومؤسسات ضخمة يسيطر بها على تجارة البن والسكر واللحوم البرازيلية ، هذا غير مصانع الأسلحة التي تصنع مختلف القطع منها .
أعداء سيسيرو جربوا معه كل الوسائل وكل الطرق للقضاء عليه ولم ينجحوا وكانت أسهل طريقة لتدميره هو استغلال ابنته الوحيدة 14 سنة وإيقاعها في الإدمان المدمر.
بعد دخولها في الإدمان تم استدراجها وإخفاؤها عن والدها وهذا السبب جعله يخسر الكثير من الوقت بحثًا عنها
حتى أن شغله الشاغل كان إيجادها فأجل الكثير من الصفقات وغاب عن العمل لأيام.
بعد غيابه المستمر عن مشاريعه استغل مدير أعماله فترة غيابه عن العمل وظروفه الخاصة وغدر به.
فباع شركات سيسيرو لنفسه وحول كل الأموال لحسابات خارجية يملكها،
الشيء الذي ذبح سيسيرو وهو حي أنه وجد ابنته مقتولة ومغتصبة ومرمية في سلة القمامة التي وضعت أمام بيته وورقة معلقة على جثتها مكتوب عليها
“(هذا جزاؤك من جبروتك .فلك ما إقترفت)
فقد عقله وأصيب بالجنون وترك عالم التجارة وأصبح مشردًا في الشوارع لايذكر شيئًا عن نفسه وأصبح يسكن علبة كرتون
والصورة المرفقة حقيقية . كل الناس كانت تعرفه وتتصور بجانبه ولا أحد فكر في مساعدته
لأنهم يقولون لو رحمنا وهو عزيز غني لرحمناه وهو ذليل فقير .
لقطة شاشة- منشورات فايسبوك
انتشار كبير للقصة المزعومة حول الملياردير البرازيلي الذي أصبح مشردا
سجل الادعاء ما يفوق 9 آلاف تفاعل و 3300 مشاركة حتى تاريخ نشر المقال، وتناقلته العديد من الصفحات مسجلا فيها نسب تفاعل ومشاركة عالية هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا،
وذلك على غرار السنوات القليلة الماضية: 2020 هنا وهنا .. و 2019 هنا وهنا .. وأيضا عام 2016،
كما تداوله العديد من المغردين في تويتر هنا وهنا
الملياردير البرازيلي سيسيرو :
من جبروته كان الناس يخافون ذكر إسمه
وأشهر مقولة له :
"لو كنت أمشي في الطريق ووقع مني مليون دولار
فسأتركها ولن أضيع وقتي في إلتقاطها
في أحدى المرات وهو جالس مع صديقته في أحد أفخر المطاعم تعثر أحد الخدم وأسقط عليه كوب ماءً فرفض قبول إعتذاره وطلب pic.twitter.com/ld24m1v6BO— 𝐆𝐀𝐋𝐀𝐋- 𝐀𝐇𝐌𝐄𝐃 🇦🇹🦅 (@GL___AL) November 20, 2021
إلا أن التحقيق الذي أجراه فريق “فتبينوا ” أسفر عما يلي:
النتيجة: مضلل
هذه صورة الملياردير البرازيلي السابق “إيك باتيستا” ، والقصة المتداولة حولها لا أساس لها من الصحة
على الرغم من الانتشار الواسع للادعاء في منصات التواصل الاجتماعي على مدار السنوات الأخيرة،
إلا أن التحري الذي أجراه فريق “فتبينوا” كشف أن القصة المزعومة لا تستند إلى أي مصدر في وسائل الإعلام البرازيلية،
كما أن الصورة المتداولة لا تعود إلى أي ملياردير برازيلي يدعى “سيسيرو”،
حيث قاد البحث العكسي عن الصورة الأولى في محرك “جوجل” إلى مواقع إخبارية مختلفة، ذكرت أن صورة الادعاء تعود إلى أحد رجال الأعمال البرازيليين ويدعى “إيك باتيستا Eike Batista“،
الذي حُكم عليه بالسجن عام 2018 لمدة 30 عاما بتهمة الفساد وتبييض الأموال، بعدما حقق ثروة في التعدين والنفط قدرت بنحو 34,5 مليار دولار، مما جعله سابع أغنى رجل في العالم في عام 2012.
لقطة شاشة – صحيفة elobservador – الصورة: Getty images
وبالمثل، أرشد بحث مماثل بالاستعانة بالكلمات المفتاحية (Eike Batista BBC) إلى تقرير إخباري،
ذكرت فيه قناة BBC أن المليادير البرازيلي السابق “إيك باتيستا” أدين بتهمة رشوة “سيرجيو كابرال” الحاكم السابق لمدينة “ريو دي جانيرو“،
ثم حكم عليه بالسجن، وتراجعت ثروته إلى أقل من مليار دولار، لتنهار بذلك امبراطوريته التي امتدت إلى قطاعات التعدين والنفط وبناء السفن والخدمات اللوجستية،
Eike Batista: Brazilian ex-billionaire jailed for bribery https://t.co/vTUNp3bDGs
— BBC World Business (@BBCWorldBiz) July 3, 2018
وهو الخبر نفسه الذي تداولته كبريات الصحف العالمية ووكالات الأنباء الدولية هنا وهنا وهنا وهنا وأيضا هنا،
يذكر أن “إيك باتيستا” له ثلاثة أبناء ذكور ولم يثبت أن له ابنة، إذ أنجب من طليقته الأولى ولدين “أولين” و”ثور” ، ثم أنجب ابنا ثالثا من رفيقته الثانية، ويُدعى “بالدر”.
وإذا كانت ثروته قد تعرضت للانهيار، إلا أنه لم يصبح مشرداً وليست له ابنة كما ادعى ناشرو القصة المتداولة.
صورة هذا المشرد اقتبست من تقرير إخباري حول أوضاع المشردين في ساوباولو البرازيلية
قاد البحث العكسي في محرك “جوجل“عن صورة المشرد إلى تقرير مصور على اليوتوب نشر بتاريخ 29 يونيو 2016،
رصدت من خلاله وكالة الأنباء الفرنسية أحوال المشردين في مدينة “ساو باولو” البرازيلية خلال عام 2016،
لاسيما مواجهتهم تحديات الطقس البارد والأزمة الاقتصادية في البلاد.
وابتداء من الثانية 0.18 يمكن مشاهدة اللقطة المقتبسة من مقطع الفيديو والتي تطابق صورة الادعاء المتداول،
إذ تظهر أحد المشردين الذين ليس لهم مأوى في مدينة “ساو باولو” وليس الملياردير البرازيلي “إيك باتيستا”.
بالمقابل، ذكرت تقارير إخبارية أن ” إيك باتيستا” نقل في عام 2016 المزيد من حصصه في أربع شركات إلى صندوق الاستثمار “مبادلة للتنمية” في الإمارات،
فيما أفادت صحيفة “dailymail” في العام نفسه أنه ألقى عملات ذهبية بقيمة 130 ألف جنيه إسترليني في البحر قبالة “ريو دي جانيرو”
وذلك في محاولة لإرضاء “ملكة البحر” طبقا للمعتقدات التي يؤمن بها.
وفي نفس السياق، خلص القسم العربي في وكالة فرنس بريس في تحقيق قديم حول الادعاء نفسه إلى أنه خاطئ.
تقييم فتبينوا:
استنادا إلى ما سبق، يتبين أن لا علاقة بين صورة المشرد والملياردير البرازيلي السابق ” إيك باتيستا”، كما أن القصة المزعومة حول الصورتين ليس لها سند ولا مصدر موثوق،
لذلك قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استند إلى صور جرى تداولها في غير سياقها الأصلي من أجل ترويج معلومة غير صحيحة.
1 تعليق واحد. Leave new
شكرا لكم جزيلا، لم أكن أعلم