سكان في باكستان يقتلعون الأشجار بسبب خلاف على الأرض وليس فتوى عن تعارض الإسلام مع غرس الأشجار

سكان باكستان لم يقتلعوا الأشجار بسبب فتوى إسلامية
آخر المقالات

يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا يزعم أنه يوثق مجموعة من السكان في باكستان يقتلعون الأشجار

بعد صدور فتوى مزعومة من طرف أحد مشايخهم تفيد تعارض الإسلام مع غرس الأشجار،

يظهر في المقطع مجموعة من الناس يقتلعون أشجارًا فيما يبدو أنها حديثة الغرس ويحملون رايات تشبه علم باكستان لكنها سوداء اللون.

نشر حساب الفيسبوك المسمى Eddie Dagher المقطع في 13/08/2020 مرفقًا إياه بالصيغة التالية (دون تصرف):

في شمال باكستان السكان يدمّرون 6000 شجرة كانت مزروعة كجزء من حملة بيئية تقوم بها الحكومة.

المحتجّون قالوا إن غرس الأشجار مخالف للإسلام حسب فتوي شرعية من أحد الشيوخ .

سكان باكستان لا يقتلعون الأشجار بسبب فتوى إسلامية

حقق المقطع نسبة مشاهدة وتفاعل معتبرين، وأعيدت مشاركته 299 مرة (حتى تاريخ إعداد هذا المقال في 15/08/2020)،

نشر المقطع في فيسبوك حاملًا مضمون الادعاء نفسه في العديد من الصفحات والحسابات الشخصية الأخرى (هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا

انتشر الادعاء أيضًا على منصات أخرى مثل التويتر (هذا وهذا وهذا وهذا وهذا وهذا وهذا).

بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاء تبين ما يلي:

عنوان مضلل

سكان في باكستان يقتلعون الأشجار بسبب خلاف على الأرض وليس فتوى عن تعارض الإسلام مع غرس الأشجار!

أرشد البحث العكسي عن الصور في محرك Google –بعد تقطيع مقطع الفيديو إلى مجموعة من المشاهد الثابتة- إلى العديد من النتائج،

كان من بينها هذا المقال باللغة الأردية (وهي اللغة الرسمية التي يتحدث بها سكان باكستان)، والذي نشر في موقع urdupoint المهتم بالشأن الباكستاني

احتوى المقال على صور شاشة مأخوذة من الفيديو المتداول إضافة إلى المقطع نفسه،

أفاد المقال -بعد ترجمته إلى اللغة العربية- بأنّ الحادثة التي يعرضها المقطع وقعت في مدينة Bara, Khyber Pakhtunkhwa الباكستانية،

حيث إن مجموعة من سكان المدينة المذكورة اقتلعوا الأشجار التي غُرست بالمنطقة في إطار الحملة التي أطلقها رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان”،

وأرجع ذات الموقع سبب الحادثة -نقلًا عن بعض سكان المنطقة- إلى أن حملة التشجير شملت بعض أراضيهم دون طلب إذنهم، ولذلك اقتلعوها اعتراضًا منهم على ذلك.

لم يتطرّق الموقع أبدًا إلى أنّ السكان كانوا يقتلعون الأشجار بناءً على فتوى تشير إلى اعتراض الإسلام على زراعة الأشجار كما تناقل ذلك مروجو الادعاء.

المزيد من النتائج!

أعطى البحث في Google الذي استند إلى مجموعة من الكلمات المفتاحية المستوحاة من المقال السابق (khyber pakistan trees) العديد من النتائج،

كان أولها هذا المقال الإخباري عن الحادثة نشره موقع theweek.in، والذي نقل فيه تصريحًا للنائب البرلماني عن المنطقة المعنية “Mahmood Aslam“.

أفاد النائب في تصريحه بأن ملكية القطعة الأرضية كانت محل نزاع بين مجموعتين من القبيلة المسماة “Sipah”،

إذ وافقت إحداهما على تشجيرها في إطار الحملة، فيما عارضت القبيلة الثانية وقاطعت عناصرها العملية وخرّبت الأشجار المغروسة.

تضمّنت النتائج المتوصل إليها أيضًا مقالات دققت في تفاصيل الخبر مثل هذا المقال من الموقع الهندي boomlive.in،

الذي أورد تصريح أحد مسؤولي المنطقة لفائدة موقع Dawn الإخباري، وقد أكد من خلاله التفاصيل السابقة نفسها،

كما نقل مضمون هذا المقال من قبل برنامج مراقبون على قناة (فرنسا 24)  observers.france24.com من خلال أحد مراقبيه في المنطقة،

فيما أرشد بحث أعمق إلى حساب Khadim Khan Afridi، وهو صحفي لموقع The Peshawar Post ومراسله من المدينة المعنية،

والذي نشر بثا مباشرا له لحوار أجراه مع الموقع السابق في يوم الحادثة نفسه شرح فيه الأسباب الحقيقية لما حصل،

إستعان الفريق بمترجم للغة الأردية لفهم محتوى الحوار ليتأكد من أن الحادثة التي حصلت في ذلك اليوم كانت نزاعا على الأرض فعلا،

ويدعم ذلك المنشورات التي تلت البث المباشر، والتي جاءت مُرفقة بصور وثّقت مجالس صلح بين المجموعتين،

وأكّدت أن الحادثة كانت لنزاع يتعلّق بالأرض وليس بسبب فتوى عن تعارض الإسلام مع غرس الأشجار (هنا وهنا وهنا وهنا

https://www.facebook.com/khadimkhan.afridi/posts/1617139245115285

بناءً على ما سبق قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه يستعمل مقطعًا خارج سياقه الأصلي.

أكبر حملة تشجير في تاريخ باكستان!

بعد نجاح “حملة المليار شجرة” (Billion Tree Tsunami) التي أطلقها رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان” في مقاطعة  Khyber Pakhtunkhwa سنة 2014،

أعاد إطلاق حملة أخرى في 2018 تحت مسمى “حملة 10 مليار شجرة” (10Billion Tree Tsunami) سنة 2018،

تهدف الحملة إلى غرس 10 مليار شجرة في جميع ربوع البلاد خلال السنوات الخمس القادمة (من 2018 إلى 2023).

توقفت العملية بسبب جائحة كورونا، ثم أعيد إطلاق الحملة في أوائل شهر إبريل المنصرم،

نشر عمران خان على حسابه الرسمي في تويتر بتاريخ 08/08/2020 تغريدة دعا فيها الجميع إلى الانضمام إليه في حملة 09/08/2020 التي تهدف إلى غرس 35 مليون شجرة،

وقد اعتبرها أكبر حملة تشجير في تاريخ باكستان،

يمكنك مراجعة المزيد من الادعاءات المضللة التي تحققت منها المنصة من هنا.

المصادر

المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
المصدر6
المصدر7
المصدر8
المصدر9
المصدر10
المصدر11
المصدر12
المصدر13
المصدر14
المصدر15

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.