يتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر انجراف قطيع أغنام بسبب فيضانات وزعموا أنه من سيول المغرب،
وذلك في سياق موجة الأمطار الغزيرة التي شهدها العديد من المناطق في المغرب خلال الأسابيع الماضية.
فما حقيقة المقطع؟
نص الادعاء:
نُشر المقطع في مجموعة الفايسبوك المسماة مجموعة طقس سوريا الحدث بتاريخ 08 يناير 2021،
مسجلا 128 تفاعل، وخمس مشاركات حتى تاريخ تحرير المقال (2021/01/11)، وأرفق بالنص الوصفي الآتي:
المغرب فيضان سبحان الله
تناقلت المقطع نفسه العديد من الصفحات والمجموعات في منصة الفايسبوك مثل:
- Magdy Safwan
- طقس الأردن مثل ما بدك
- مول الكلام القاصح
- Jamal Eddine Ait Zeou
- الطقس والكوكب المذنب
- أبن سوكنة
- Amir Ouglo
- Mohamed shalaby
ونسبته إلى مدن مختلفة في المغرب بصيغ متقاربة ومنها:
- “سيول جريفة من أحد الوديان تجرف عداد من رؤوس الأغنام حسب أحد المصادر من جبل الحسيمة”
- “شاهد : سيول المغرب اليوم”.
- من سيول #المغرب يوم الجمعة ٢٤ جمادى أول ١٤٤٢ _ ٨ يناير ٢٠٢٠”
- سيول مطرية تجرف أغنام فلاح في نواحي مدينة تارودانت، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كما نشر الادعاء ذاته مغردون في منصة التويتر :
سيول وامطار غزيره على المغرب الجمعه ٢٤ جماد الاول ١٤٤٢هـ
🇸🇦💚🌹🌧️♥️🇲🇦 pic.twitter.com/Txr8MpUsZg— عيد المسيعري البلوي (@rdhsncMND4J5wwW) January 8, 2021
على غرار هذه التغريدات : هنا وهنا وهنا وأيضًا هنا، وفي منصة اليوتوب Youtube: هنا وهنا وأيضًا هنا.
بعد البحث والتحري حول حقيقة المقطع، تبين الآتي:
النتيجة: مضلل
ما حقيقة مقطع الفيديو الذي يظهر انجراف قطيع أغنام بسبب سيول مائية قوية؟
أجرى فريق فتبينوا بحثا في محرك Google مستعينا بكلمات مفتاحية تلخص مضمون الادعاء (قطيع أغنام سيول فيضان)
فعثر على العديد من النتائج ومنها فيديو الادعاء ذاته منشورا في منصة اليوتوب بتاريخ 01 يوليو 2020، تحت عنوان
السيول تجرف قطيع من الأغنام في مقاطعة فان VAN تركيا.
وهذا يثبت أن المقطع قديم ولا صلة له بالفيضانات الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق في المغرب.
تقارير إخبارية تركية تؤكد أن المقطع لا علاقة له بفيضانات المغرب الأخيرة
استعان الفريق بترجمة “عنوان الشريط” الأخير إلى اللغة التركية (Van Van’da bir sel felaketi koyun sürüsünü yok etti)،
فأرشد البحث عنه في محرك جوجل إلى مقالات وتقارير إخبارية مختلفة أوردت المقطع نفسه.
ومنها تقرير صحفي نشره موقع tr724 التركي بتاريخ 30 يونيو 2020، وهو أول تاريخ نشر فيه مقطع الادعاء حسب ما وقفت عليه فتبينوا.
ذكر في التقرير أن أمطارا غزيرة تهاطلت على منطقة Erciş في محافظة Van شرق تركيا،
وتسببت في حدوث فيضانات قوية، ونفوق 74 رأسًا من الماشية وتدمير بعض الحظائر والملاجئ.
وفي مقال إخباري آخر أشار موقع Milliyet التركي إلى أن السيول الغزيرة في منطقة كيركبينار Kırkpınar
التي تبعد 25 كيلومترًا عن منطقة إرجيش Erciş في محافظة فان Van أدت إلى انجراف الأغنام والماعز ، وتضرر الطريق والأراضي الزراعية بالمنطقة.
#Van’ın #Erciş ilçesinde etkili olan sağanak bir anda sele dönerek Kırkpınar Mahallesinde büyük maddi zarara yol açtı. Sele kapılan 74 koyun ise sel sularına kapılarak telef oldu pic.twitter.com/P42fvZxCca
— Rûdaw Türkçe (@RudawTurkce) June 30, 2020
ونشرت إذاعة ووكالة أنباء Sputnik Türkiye مقطع الفيديو المتداول بتاريخ الثلاثاء 30 يونيو 2020 تحت عنوان:
“هكذا انجرفت الحيوانات الصغيرة بسبب الفيضان في فان”
ويتضمن هذا المقطع مشاهد أخرى لم ترد في فيديو الادعاء، وهو الشريط ذاته الذي تناقلته منابر إعلامية موثقة في منصة التويتر
ويمكن الاطلاع عليه من هنا وهنا وأيضًا هنا، على غرار منشورات مماثلة في منصة الفايسبوك هنا و هنا كذلك.
ويُسمَع في المقطع حديثٌ باللغة الكردية المتداولة في المنطقة وكذا تعليق على ما يجري باللغة التركية،
إذ عبرت متحدثة حوالي الثانية 00:30 عن اندهاشها الكبير من السيول المائية التي غمرت قطيع الأغنام..
وفي أعقاب هذه الفيضانات التي شهدتها هذه المنطقة، صرح رئيس حي كيركبينار “ناسي يلدز” الذي زار المنطقة:
” بأنهم واجهوا مثل هذه الكارثة لأول مرة منذ 50 عامًا، وأكد أن هطول الأمطار استمر لمدة 20 دقيقة ثم تحول البرد إلى فيضان.
وأضاف:
“لقد تضررت العديد من الحظائر والملاجئ للأسف بسبب الفيضانات”
اقرأ المزيد من الادعاءات المضللة التي تحققت منها فتبينوا من هنـــا
هذا المقطع قديم صور في البحرين، ولا علاقة له بفيضانات مدينة الدار البيضاء المغربية
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، يتبين أن مقطع الادعاء قديم إذ يعود لشهر يونيو من العام 2020، وليس يناير 2021 أو 2020،
ويظهر انجراف قطيع أغنام نتيجة سيول مائية قوية شهدتها إحدى المناطق في تركيا،
ويسمع في الفيديو حديث باللغة الكردية وآخر باللغة التركية، مما يؤكد أن المقطع لا علاقة له بالمغرب،
لذا قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، إذ استند على مقطع قديم جرى تغيير سياقه من أجل الترويج لمعلومة غير صحيحة.