انتشرت صورة قديمة على وسائل التواصل الاجتماعي يدعي ناشروها أنها لقيصر النمسا يمشي بجوار زوجته المنقبة
التي كانت ترتدي لباساً أسود يشبه النقاب لأنها الملكة التي يجب ألا يراها الشعب.
فما صحة هذا الادعاء؟
هذا ما سنتعرف عليه في المقال الآتي:
نص الادعاء
“قيصر النمسا يمشي بجوار زوجته المنقبة لأنها الملكة التي يجب ألّا يراها الشعب
وكان هذا من تقليد الغرب للمسلمين لأنهم كانوا وقتها هم الأقوى وكانت الخلافة العثمانية
أكبر امبراطورية على وجه الأرض أما الان فالأقوى يمشي عاريًا ونحن نقلده لأنه الأقوى”.
تمت إعادة تداول هذا الادعاء حديثاً من خلال هذا المنشور الذي حاز على 155 مشاركة وأكثر من 600 تفاعل حتى تاريخ تحديث هذا المقال 2020/09/01.
قامت العديد من الصفحات والحسابات بمشاركة هذا الادعاء خلال السنة الجارية، ويمكن الاطلاع عليها من هنا وهنا وهنا وأيضا ًهنا.
كما تم تداوله على مرّ السنوات السابقة مثل 2019 و 2018 و 2017 و 2016 و 2015 و 2014 و 2012
الصورة تعود لجنازة امبراطور النمسا
من خلال عملية البحث العكسي عن الصورة في محرك Google ، تم العثور على مدوّنة Altezza Reale التي أفادت في مقال لها عن الامبراطور فرانز جوزيف
بأن الصورة ترجع لجنازة الإمبراطور فرانز جوزيف في 21 نوفمبر 1916 في فيينا.
يظهر في الصورة بالترتيب الإمبراطورة زيتا ،ولي العهد أوتو، والإمبراطور تشارلز ،
توفي الامبراطور فرانز بعد نوبة قصيرة من الالتهاب الرئوي عن عمر يناهز 86 عامًا،
وكان الإمبراطور الجديد هو ابن شقيق فرانز جوزيف ، الأرشيدوق تشارلز .
وتم العثور أيضا على موقع habsburger الذي يعرض صوراً للعائلة المالكة ومن ضمنها الامبراطورة زيتا.
أجرى فريق فتبينوا بحثا عكسيا عن الصورة في محرك TinEye، وعثر على هذا الموقع الذي نشر صوراً مختلفة
عن حياة ولي العهد النمساوي الأرشيدوق أوتو بُعيد وفاته،
ومنها الصورة المستخدمة في الادعاء، حيث تمت الإشارة إلى أنها التقطت في جنازة عمه الامبراطور فرانز جوزيف.
وفي المحرك نفسه تم إيجاد الموقع الرسمي للأرشيدوق أوتو، وبمراجعته نجد الصورة ضمن صور طفولته، وذكر بأنها التقطت في جنازة الامبراطور فرانز جوزيف.
ويظهر جليّاً من خلال ألبوم الصور أن والدته الامبراطورة زيتا الإيطالية الأصل تظهر كاشفة الرأس في مناسبات مختلفة.
صورة الامبراطورة زيتا خلال تتويجها ملكة المجر عام 1916 الامبراطورة زيتا مع أولادها الثمانية عام 1962
وأنها لم تكن ترتدي هذا الزي إلا خلال الجنائز ولم تكن الوحيدة التي ارتدته فكل النساء في الفيديو
الذي يُظهر جنازة امبراطور النمسا كنّ يرتدين اللباس ذاته.
ما ترتديه إمبراطورة النمسا زيتا هو زي تقليدي خاص بالجنائز وليس النقاب الإسلامي!
كانت ترتدي الإمبراطورة الزي التقليدي الخاص بالمراسم الجنائزية وطقوس الحداد ولا علاقة له بالنقاب الإسلامي،
فنقلاً عن موقع frazer consultants الذي يشرح الأمر: “نظرًا لأن معظم النمساويين كاثوليك ،
تتبع الجنازة النمساوية عادة تقاليد هذا الدين، وعادة ما تكون مراسم الجنازة في كنيسة كاثوليكية.
يرتدي الجميع ملابس سوداء أو داكنة اللون وقد يجلبون الشموع كعلامة على احترام المتوفى” .
وفي مقال لموقع BBC حول هذا اللباس، أفاد بأن ملابس الحداد أصبحت موضة مقننة بشكل صارم
من خلال مجموعة من فساتين الفجيعة المصنوعة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من 1815 إلى 1915.
وأكد أن ملابس الحداد كانت صناعة مزدهرة ومبدعة خلال تلك الحقبة، واعتمدت اللون الأسود
كتقليد واسع الانتشار، وخُصّص أساسا لرجال الدين و الراهبات و الثكالى،
(مثل الصورة أدناه التي أُخذت من متحف متروبوليتان للفنون) .
وتقول جيسيكا ريغان:
تكمن جذور تقليد حجاب الأرملة في حجاب الراهبات الذي كان يرمز إلى الحياء والعفة، وغالبًا ما كان يوصف حجاب الحداد كوسيلة لحماية المرأة الموجودة في حالة حداد وإخفاء حزنها،
حيث كانت تنظر إليه بعض النساء على أنه تعبير خارجي عن المشاعر الداخلية “.
ولم تكن الامبراطورة زيتا من لبسته وحدها فقد كانت ملابس جاكي كينيدي في جنازة زوجها
رئيس الولايات المتحدة جون إف كينيدي عام 1963 مماثلة للباس زيتا في جنازة زوجها وفق مقال BBC نفسه.
الدولة العثمانية كانت تحتضر في تلك الفترة ولم تكن قوية!
نقلاً عن موسوعة ويكيبديا قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914، وعلى الرغم من ضعف الدولة العثمانية فقد قررت الدخول فيها
إلى جانب دول المحور أي ألمانيا والنمسا وبلغاريا ضد امبراطورية النمسا المجرية وروسيا بقيادة السلطان محمد الخامس آنذاك،
وأعلنت روسيا وبريطانيا وفرنسا الحرب على الدولة العثمانية، وخاضت الدولة العثمانية الحرب دون استعداد كامل،
فمُنيت بهزيمة فادحة وأودت الحرب بحياة الكثير من الجنود دون طائل.
وفي عام 1916 ثار الزعماء العرب بمساعدة بريطانيا على الدولة العثمانية لنيل استقلالهم ، فأنهوا نفوذها من الحجاز ومن بلاد الشام.
وفي عام 1918 تم إنهاء المشاركة العثمانية في الحرب العالمية بسبب احتلال القسطنطينية.
3 تعليقات. Leave new
مقال طويل عريض لا فائدة منه المهم انها فعلا كانت مرتدية النقاب سواء كانت عادة لجنازة ام عادة اجتماعبة!
سبحان الله إذا كان الامر متعلق بغير المسلمين تبينتم و احترمتم عاداتهم و تقاليدهم ! أما إذا كان الامر متعلق بالمسلمين أقمتم الدنيا و لم تقعدوها !!!
مالكم كيف تحكمون !!!
بالنهاية قلدو المسلمين لاتتفلسفون كثير وتنكرون
ما اراه امامي هو نقاب سواء ارتدته في جنازة او في حفل هو نقاب… حتى الصورة التي أُخذت من متحف متروبوليتان للفنون… فيها من الحشمة ما تفتقده الكثير من نساء المسلمين اليوم…. فتبينوا