تداول ناشطون على فيسبوك ادّعاءً يزعم أنه يمكن إنقاذ مرضى الجلطات الدماغية بواسطة تقنية الوخز بالإبر،
ما مدى صحة هذا الادعاء؟ تابع المقال الآتي..
نص الادعاء بحسب الناشر، -بدون تصرف-:
“معلومه غاية في الأهمية وناجحة 100% للجلطة الدماغية ، إذا صادف أن واجهتم حالة شخص أصيب بجلطة دماغية ، لا تبقوا مكتوفي الأيدي فأنتم تستطيعون إنقاذ حياته .
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 6 أكتوبر 2022،
وحقق فيها أكثر من 1.5 ألف تفاعل، ونحو 888 مشاركة حتى لحظة تحرير المقال.
فيما حقق تفاعلًا متزايدًا على صفحات وحسابات أخرى هنـا، هنـا، هنـا، هنـا.
إثر ذلك، أجرى فريق منصة فتبينوا تحريًّا حول حقيقة الادّعاء المتداول، فأسفر عن الآتي:
كيف تحدث الجلطة الدماغية، وما هو التعامل الأمثل مع المريض المصاب بهذه الحالة؟
تحدث السكتة الدماغية Stroke عند الإصابة بنزيف في الدماغ أو عند انسداد مسار الدم المتدفق إلى الدماغ،
حيث تبدأ خلايا الدماغ – بعد بضع دقائق من حرمانها من العناصر المغذية الضرورية لها – في الاحتضار.
وبحسب مركز التحكم بالأمراض والوقاية منها CDC، يبدأ علاج السكتة بوصول فريق الطوارئ/ الإسعاف الطبي لأخذ المريض للمستشفى،
حيث يساهم الاتصال بالإسعاف ببدء عملية الإنقاذ في الطريق إلى هناك، ويكون التشخيص والعلاج أسرع ممّن لا يستخدمون الإسعاف.
وإذا تمت استعادة إمدادات الدم للدماغ بشكل سريع وكامل، فمن الممكن التعافي الكامل مع إعاقات قليلة أو معدومة.
كما تؤكد العديد من المصادر الطبية والعلمية أن المفتاح الأساسي للعلاج من السكتة/الجلطة الدماغية هو الوصول إلى المشفى بأسرع وقت.
أما الوضعية المناسبة لمريض السكتة الدماغية، فتوصي جمعية القلب الأمريكية بأن يستلقي المريض بشكل مسطح،
مع الإبقاء على الرأس مرفوعًا للمرضى العرضة لخطر “الشفط aspiration”، أو يعانون من صعوبات في التنفس، أو لديهم تورم في الدماغ.
هل يُعدّ الوخز بالإبر طريقة آمنة وفعالة في إنقاذ حياة المصاب بالسكتة الدماغية؟
تكمن الخطورة الأساسية باتباع هذه التقنيات بأنها قد تؤخر حصول المريض على العلاج المناسب، وفقًا لما سبق ذكره من أهمية الوقت في علاج المرضى،
في سياق متصل، أظهرت عدة دراسات عدم وجود تأثير كبير للوخز بالإبر أو تخفيف الدم haemodilution في علاج السكتة الدماغية.
بينما بينت إحدى الدراسات المجراة على الحيوانات وجود تأثير مفيد للوخز بالإبر في إعادة تأهيل السكتة الدماغية من فئة نقص التروية،
كما خلصت دراسة أخرى إلى وجود فعالية لإراقة الدم bloodletting puncture في تخفيف مدى تكوين وذمة دماغية brain edema،
ناتجة عن السكتة الدماغية من نوع نقص التروية(منع تدفق الدم للدماغ).
في نفس السياق، قامت إحدى الدراسات بدراسة تأثير إراقة الدم على مرضى السكتة الدماغية،
والتي وجدت أنه يحسن مستوى الوعي لدى إصابات السكتة الخفيفة،
لكن أقيمت هذه الدراسة والتجارب على المرضى بعد إدخالهم للمستشفى وتشخيصهم الأولي.
علاوة على ذلك، تواصل فريق منصة فتبينوا مع جمعية القلب/السكتة الأمريكية AHA لتحقق من مدى فعالية هذه الطريقة،
والتي أكدت لنا بدورها أن تقنية وخز الإصبع لن يساعد في إنقاذ حياة المصاب بالسكتة الدماغية،
فيما أوصت بضرورة الاتصال السريع برقم الطوارئ بمجرد التعرف على العلامات التحذيرية الدالة على حدوث السكتة الدماغية.
النتيجة: زائف، لا يوجد أي دليل علمي مؤكد لفاعلية الوخز في الإبر في إنقاذ مريض السكتة الدماغية.
من الجدير بالذكر، أن الادعاء ذاته متداول منذ أكثر من 16 سنة، حيث كان يتم تداوله عبر رسائل البريد الإلكتروني آنذاك،
وقد تحققت منه صحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر 2006، وخلصت في نتيجة التحقيق إلى أنه لا أساس علمي له، واتباعه يمكن أن يؤدي للضرر.
كما قد قامت منصات التحقق وتقصي الحقائق العالمية بتدقيقه هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، والتي أكدت في تدقيقها أنه لا أساس له من الصحة.
إقرأ أيضًا: هذا المشروب من الليمون والزنجبيل والثوم لا يعالج تصلب الشرايين
تقييم فتبينوا
بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف، لأنه يروج لطريقة خاطئة للتعامل مع مرضى الجلطة الدماغية،
دون وجود أي دليل علمي أو طبي يثبت فعاليتها.