هذا الفيديو لا يظهر ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا بل احتجاجا ضد سياسات المناخ في فيينا

آخر المقالات

في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا ، تناقل نشطاء في منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يزعمون أنه يظهر جثث ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا،

حيث يلاحظ تحرك إحدى الجثث الملقاة على الأرض، مما يكشف حسب ادعائهم زيف الإعلام الغربي.

فما حقيقة هذا الادعاء؟

لا يظهر ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا بل احتجاجا ضد سياسات المناخ في فيينا

نص الادعاء حسب الناشر:

نُشر الفيديو في منصة فايسبوك بتاريخ 28 فبراير 2022، وأرفق بالتعليق الآتي (دون تعديل):

“أوكرانيا تعلن عن وفاة الآلاف من الأوكرانيين اليوم مسرحية سيئة الإخراج … قمة في الغباء”

لا يظهر ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا                                                                                     لقطة شاشة بتاريخ 2022/03/04 – منشور فايسبوك

سجل الادعاء في هذه الصفحة عشرات التفاعلات،

بالمثل ، ذكر مستخدمون آخرون أن الجثث تعود إلى جنود روس وأن المقطع يكشف كذب الإعلام الغربي،

في نفس السياق، تناقل الادعاء بصيغتيه العديد من الصفحات هنــا وهنــا وهنــا وهنــا وهنــا وهنــا وهنــا وهنــا وهنــا ..

وأيضا في يوتوب هنا وهنا وهنا ..  وتويتر هنا وهنا وهنا ..

إثر ذلك، أجرى فريق “فتبينوا” تحريا حول حقيقة الفيديو المتداول، فأسفر عما يلي:

ادعاء مضلل

هذا الفيديو لا يظهر ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا

النتيجة: مضلل

هذا الفيديو قديم، لا علاقة له بضحايا الحرب الروسية بل يصور مظاهرة بيئية في مدينة فيينا النمساوية

في سياق الهجمات العسكرية التي شنتها روسيا على أوكرانيا مؤخرا،

انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يزعم ناشروه أنه يكشف زيف الإعلام الغربي حيث تصور إحدى الجثث الملقاة على الأرض تتحرك،

إلا أن التحري الذي أجراه فريق “فتبينوا” كشف أن الادعاء غير صحيح،

إذ قاد البحث العكسي عن اللقطة الأولى في الفيديو المتداول إلى تغريدة نشرها أحد رواد منصة تويتر بتاريخ 8 فبراير 2022،

حيث وصف الناشر المقطع بأنه يصور رجلا يخرج من كيس الجثث على أنه “ممثل أزمة”  فيروس كوفيد، إلا أنه لم يلتزم بما طلب منه،

ثم استطرد بقوله: “لكن الأمر ليس كذلك”.

بالمقابل، نشر المغرد نفسه الفيديو الأصلي وأوضح أنه يوثق مظاهرة مناخية في فيينا، ارتدى خلالها المحتجون أكياس الجثث.

كما أضاف أن هذه المظاهرة الاحتجاجية شهدت عرضا تمثيليا مناهضا لسياسة المناخ،

حيث سجلت ضمن تقرير إخباري مصور نشرته صحيفة نمساوية بتاريخ 4 فبراير 2022، أي قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وهذا يتوافق والعنوان الظاهر في فيديو الادعاء الذي كتب باللغة الألمانية: ” Wien: Demo gegen Klimapolitik “،

فيما ترجمته باللغة العربية تعني: “فيينا: عرض توضيحي ضد سياسة المناخ“.

هذا المقطع سبق تداوله في سياق نظريات المؤامرة حول كورونا، ولا علاقة له بالحرب الروسية في أوكرانيا

جرى تداول هذا المقطع في المحتوى الأجنبي في سياق نظريات المؤامرة ، 

حيث زعم ناشروه أنه يظهر ضحايا مزيفين لكورونا مما يشكل دليلا على أن بيانات الوفيات المسجلة مجرد خدعة،

إلا أن العديد من التقارير الإخبارية ونتائج التحري نفت صحة هذا الادعاء المضلل (هنا وهنا وهنا وهنا وهنا …) 

بالمثل، ذكرت وسائل إعلام محلية أن نشطاء في “مجموعة البيئة Friday For Futureنظموا احتجاجا على أزمة المناخ يوم 4 فبراير 2022 أمام المستشارية الفيدرالية في فيينا،

ويظهر التقرير الصحفي المصور لهذه المظاهرة بعض المحتجين راقدين على الأرض وأجسادهم ملفوفة بأكياس سوداء،

فيما رفع آخرون لافتات باللغة الألمانية تحمل عبارات من قبيل: “ليلة سياسة المناخ الحالية” و”حماية المناخ: أنقذوا الأرواح“،

علاوة على ذلك، يمكن ملاحظة التطابق بين لقطات فيديو الادعاء والتقرير الصحفي المصور الذي وثق هذا الاحتجاج البيئي،

مقارنة بين فيديو الادعاء والتقرير الأصلي في فيينا                                                                     صورة مقارنة – لقطات شاشة مركبة: فيديو موقع OE24 – منشور فايسبوك

وذلك على غرار الصور التي نشرها موقع منظمة fridays for future النمساوية بتاريخ 4 فبراير 2022،

إضافة إلى أن التعليق الصحفي المترجم إلى اللغة العربية باستخدام خاصية الترجمة الفورية أكد السياق الفعلي للمقطع المتداول.

احتجاج ضد سياسات المناخ في فيينا                                                                                      لقطات شاشة – قناة OE24 في يوتوب

يذكر أن العديد من منصات تقصي الأخبار الدولية (هنا وهنا وهنا وهنا ..) خلصت في تحقيقاتها إلى أن الادعاء زائف.

تقييم فتبينوا:

بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطع فيديو  قديم في غير سياقه الأصلي.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.