تناقل ناشطون على منصات التواصل مقطعًا يدعون من خلاله أنه يمكن علاج السرطان في غضون أسبوع،
وذلك من خلال اتباع حمية قلوية بالامتناع عن تناول اللحوم والأسماك وتناول الخضراوات الورقية فقط،
فما مدى صحة هذه الادعاءات؟ تابع المقال الآتي..
نشرت إحدى حسابات انستغرام المقطع بتاريخ 4 يناير 2023 مرفقًا بالتعليق الآتي – دون تصرف -:،
السرطان ليس مرض
حقق المقطع على هذا الحساب أكثر من 304 ألف تفاعل حتى لحظة تحرير المقال،
كما تناقلته عدة صفحات وحسابات على منصة فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا.
فيما ورد في المقطع عدة مزاعم متعلقة بمرض السرطان يمكن إيجازها كالآتي:
- السرطان ليس مرض بل خلايا تخرج من مكان تواجدها لتنتشر في مكان آخر فتسمى الخلية الخبيثة.
- العلاج يتم من 3 أيام ولغاية أسبوع من خلال تحويل الجسم إلى جسم قلوي عن طريق الامتناع عن أكل اللحوم والأسماك والاكتفاء بالخضار الورقية.
إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًا حول صحة المعلومات المتداولة في المقطع، فأسفر عن الآتي:
السرطان هو مجموعة من الأمراض، وتنشأ بسبب الطفرات الجينية
يعرّف السرطان من قبل كل من كليفلاند كلينيك، ومايو كلينيك، ومنظمة الصحة العالمية WHO، والجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري ASCO،
على أنه مجموعة من الأمراض، تحدث عندما تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي ولا يمكن السيطرة عليه،
لتنتشر في جسم الإنسان، وتدمر أنسجته.
وبينت هذه الهيئات أن السرطان ينشأ بحدوث طفرات للجينات مكونًا خلايا سرطانية،
فيما لم تتطرق أي من هذه المصادر للإشارة إلى ارتباط السرطان بالبيئة الحامضية.
وبحسب جمعية السرطان الأمريكية ACS، تعتمد إمكانية علاج مريض السرطان على نوع المرض ومرحلته،
علاوة على نوع العلاج الذي يمكن الحصول عليه، إضافةً لعوامل أخرى، ومن المرجح أن يتم علاج بعض أنواع السرطان أكثر من غيرها،
إلا أن كل منها يحتاج للعلاج بشكل مختلف. ولا يوجد علاج شاف واحد للسرطان.
هل يمكن علاج السرطان باتباع نظام غذائي قلوي؟
يعتمد النظام الغذائي القلوي على نظرية مفادها أن تناول أطعمة معينة يمكن أن يغير مستويات الأحماض في الجسم،
وتسمى أيضًا مستويات الأس الهيدروجيني pH.
فيما يعتقد البعض أن تغيير مستويات الأس الهيدروجيني في الجسم يمكن أن يحسن صحتك ويساعدك على إنقاص الوزن أو حتى الوقاية من السرطان.
إلا أنه، وبحسب مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان، فإن هذه الدراسات تُجرى على الخلايا السرطانية في طبق ولا تمثل الطبيعة المعقدة لكيفية تصرف الأورام في جسم الإنسان.
مبينًا أن الطعام لا يمكنه أن يغير درجة الحموضة في دمك.
وبحسب مجلس السرطان الأسترالي، لا توجد دراسات مصممة بشكل جيد حول الحميات القلوية،
ولا يوجد دليل جيد على إمكانية استخدامها للوقاية من الأمراض أو علاجها كالسرطان.
مشيرًا إلى أنه في حين أن الاعتماد على الخضار والفاكهة (التي يُقال أنها منتجة للقلويات)، قد يبدو غير ضار،
إلا أن تجنب العديد من الأطعمة التي يُعتقد أنها تسبب الحموضة في الجسم قد يؤدي إلى فقدان عناصر غذائية هامة.
بالمقابل، أشارت مراكز علاج السرطان الأمريكية CTCA إلى أنه لا يوجد دليل حاليًا يدعم مزاعم أن اتباع نظام غذائي قلوي يساعد في الحماية من الأمراض بما فيها السرطان.
إلا أن الخبراء يتفقون على أن النظام الغذائي القلوي (الذي يتكون من الفواكه الطازجة والخضروات والمكسرات والبقوليات بكميات محدودة من اللحوم ومنتجات الألبان)،
هو طريقة صحية تقليدية لتناول الطعام،
فيما كشفت إحدى المراجعات المنهجية عن نقص الأدلة المؤيدة أو ضد الحمل الحمضي الغذائي و / أو المياه القلوية لبدء أو علاج السرطان.
مضيفةً أن الترويج للنظام الغذائي القلوي والمياه القلوية للوقاية من السرطان أو علاجه غير مبرر.
علاوة على ذلك، وبحسب مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان التابع لجامعة تكساس،
يعتقد أنصار النظام الغذائي القلوي أنه إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالأطعمة القلوية (درجة حموضة عالية) وتحد من الأطعمة الحمضية،
فيمكنك رفع مستويات درجة الحموضة في الجسم (تجعل الجسم أكثر قلوية) وتجعل جسمك بيئة سيئة للسرطان.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن البيئة الحمضية تساعد الخلايا السرطانية على نمو الخلايا المدروسة في طبق.
كما أن هذه الدراسات لا تمثل الطبيعة المعقدة لكيفية تصرف الأورام في جسم الإنسان.
والأهم من ذلك، أنه لا توجد طريقة يمكن للأطعمة التي تتناولها أن تغير مستويات الأس الهيدروجيني في الدم.
في ذات السياق، بيّن المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان AICR أنه “إذا كانت المنطقة المحيطة بالأورام في الجسم أكثر حمضية،
فهذا لا يعني أن بيئة الجسم الحمضية هي التي تسببت في الإصابة بالسرطان.
بدلاً من ذلك، يمكن أن يكون نتيجة معدل الأيض المرتفع للخلايا السرطانية الذي يولد الأحماض”
هل يمكن علاج السرطان باتباع نظام غذائي معيّن؟
أظهرت بعض الدراسات أن الصيام لفترات قصيرة بالإضافة للحد من استهلاك البروتينات، قد يساهم في التخلص من الخلايا السرطانية،
ولكن دون التعرض لسوء التغذية في النظام الغذائي.
كما بينت الأبحاث أن الكاروتينات الموجودة في الخضراوات الورقية يمكن أن تعمل كمضادات للأكسدة وتعزز دفاعات الجسم المضادة للأكسدة،
حيث تساعد هذه الدفاعات على منع إتلاف الحمض النووي، الذي من شأنه أن يؤدي للإصابة بالسرطان.
غير أن مجلس السرطان الأسترالي أكد عدم وجود دليل يثبت أن اتباع أنظمة غذائية معينة أو تجنب أطعمة معينة سيساعد في علاج السرطان.
مضيفًا أنه من المهم أن يتناول الأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان نظامًا غذائيًا متوازنًا يوفر ما يكفي من البروتين والطاقة والمغذيات الدقيقة،
للحفاظ على الوزن طوال فترة علاج السرطان.
كما أنه لا يوجد نظام غذائي خاص يمكن أن “يعالج السرطان”، وهناك القليل من الأدلة على أن اتباع نظام غذائي صارم سيكون له أي فائدة إضافية.
فيما أكد مركز أبحاث السرطان البريطاني عدم وجود أي إثبات علمي لقدرة بعض أنظمة الغذاء على علاج مرض السرطان،
مضيفًا أنه من الضروري الاهتمام بالنظام الغذائي لمريض السرطان،
إذ أن نوعية الغذاء تساهم في التغلب على الأعراض المرافقة لعلاجات السرطان، وزيادة الطاقة، والحفاظ على قدرة جهاز المناعة، والتقليل من الالتهابات.
ولا يوجد أي نظام غذائي أو غذاء فائق الجودة Superfood أو فيتامين أو مشروب قادر على علاج السرطان.
النتيجة: زائف، لا يمكن علاج السرطان باتباع نظام غذائي محدد أو الامتناع عن مواد غذائية معينة.
إقرأ أيضًا: ادعاء زائف: عصير الشمندر يقضي على الخلايا السرطانية في 42 يوم
تقييم فتبينوا:
بناء على ما ورد ذكره قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنّه زائف ، لأنه يروج لمعلومات غير صحيحة حول علاج مرض السرطان ولا تستند لأدلة علمية.