في إعقاب إعلان قصر باكنغهام في 08 سبتمبر 2022 وفاة الملكة إليزابيث الثانية،
أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش، في قلعة بالمورال، عن عمر يناهز 96 عاما، بعد سبعين سنة في الحكم.
تداول ناشطون على مواقع التواصل مقطعًا يزعمون أنه يظهر الملكة إليزابيث الثانية ترمي النقود للأطفال الفقراء،
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..
نص الادعاء من الناشر – دون تصرف –
و كانـت تَـشـتَـهِـر #الملكة_إليزابيث الـرّاحلة بالكرم و فِعـل الخير ، فكانت تَٰـنـهَـبُ ثَـرَواتِ الشعوب ثُمّ تُـلـقـي عَليهِم الفُـتـاتَ كالبَهائِم !
نشرت إحدى صفحات فيسبوك المقطع بصيغته هذه في 09 سبتمبر 2022،
وحقق على هذه الصفحة أكثر من 1900 مشاهدة وعشرات التفاعلات والمشاركات في غضون ساعات قليلة من لحظة نشره،
كما تناقلت المقطع في السياق ذاته صفحات وحسابات أخرى على فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا،
كذلك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، وعلى تويتر هنـا،
و كانـت تَـشـتَـهِـر #الملكة_إليزابيث الـرّاحلة
بالكرم و فِعـل الخير ، فكانت تَٰـنـهَـبُ ثَـرَواتِ
الشعوب ثُمّ تُـلـقـي عَليهِم الفُـتـاتَ كالبَهائِم !أتعبتِ الملوك من بعدِك يا #إليزابيث_الثانية #QueenElizabeth pic.twitter.com/W70Z7Vh9TB
— آلْــوَلـِــيـــِــدْ 𝔸𝕝 𝕎𝕒𝕝𝕖𝕖𝕕 (@Alwaleedclaro) September 8, 2022
إثر ذلك أجرى فريق فتبينوا تحريا حول حقيقة المقطع المتداول، فأسفر عن الآتي:
هذا المقطع صوّر في فيتنام عام 1900، ولا علاقة له بالملكة إليزابيث الثانية
قاد البحث عن إحدى مشاهد المقطع في محرك جوجل إلى موقع alamy،
الذي كان قد نشر اللقطة ذاتها موضحًا أنها تعود إلى فيلم بعنوان Enfants annamites – أطفال أناميين،
للمخرج الفرنسي غابرييل فير الذي عرف بأعماله مع الأخوين لوميير في مجال التصوير السينمائي وانتاج الأفلام القصيرة،
ومن خلال البحث حول هذا الفيلم، تبين أنه صدر عام 1901 في فيتنام بالأبيض والأسود،
حيث تقوم سيدتان باللون الأبيض برمي العملات المعدنية للأطفال الفقراء،
كما وقعنا على المشاهد ذاتها بجودة أعلى نشرتها قناة تعنى بالأفلام القديمة، بعنوان:
“لوميير: أطفال أناميون يلتقطون العملات المعدنية أمام مبنى باغودا للسيدات (1900)”
فيما أضافت في وصف المقطع أن هذه المشاهد صورها غابرييل فير في أنام، في زمن الهند الصينية الفرنسية – فيتنام حاليا -.
وبالتدقيق في هذه المشاهد، يمكن ملاحظة أنه لا يوجد أي شبه بين السيدات في هذا المقطع وبين الملكة إليزابيث الثانية،
علاوة على ذلك يمكن ملاحظة أن المبنى خلف السيدات كتب عليه عبارات بوذية باللغة الصينية،
مما يؤكد أن المقطع صُوّر أمام معبد بوذي “باغودا“.
وبحسب موقع catalogue-lumiere الذي يشكل قاعدة بيانات للأفلام التي نشرتها شركة لوميير بين عامي 1895 و 1905،
فإن النساء اللواتي ظهرن في الفيديو هن زوجة السيد جوزيف أثناسي بول دومر،
الحاكم العام للهند الصينية الفرنسية من عام 1897 إلى عام 1902 وابنتها – بين عامي 1899 و 1900،
فيما عرض الفيلم في 20 يناير 1901 في فرنسا،
أي قبل ولادة الملكة إليزابيث الثانية بحوالي 25 عامًا.
صورة التقطت عام 1931 للحاكم العام للهند الصينية الفرنسية بول دومر رفقة زوجته وابنتيه
وكان المخرج الفرنسي غابرييل فيري قد جال المستعمرات الفرنسية في فيتنام،
وقام بالتقاط الصور والأفلام القصيرة للحكومة الفرنسية لعرضها في معرض باريس العالمي لعام 1900.
يذكر أن قسم تدقيق الحقائق باللغة العربية التابع لوكالة فرانس برس قد تحقق من الادعاء ذاته وخلص التحقيق إلى أنه خاطئ.
اقرأ أيضًا: هذه الصور للملكة اليزابيث وهي تبكي قديمة ولا علاقة لها بوفاة الأمير فيليب
تقييم فتبينوا
بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعًا قديما غير سياقه من أجل ترويج معلومة غير صحيحة.