تداولت صفحات على فيسبوك مقطعاً يروّج لمنتج عشبي، يدعى قدرته على علاج حصوات الكلى والتهابات المسالك البولية نهائياً، فما حقيقة هذا الادعاء؟
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 7 نوفمبر 2024 مرفقاً بالوصف التالي -بدون تصرف-:
كل شخص يعاني من حصى الكلى والتهابات المجاري البوليه والصلايب والرمل الخشن يستخدم ال تي تايم
كما تداولت الادعاء بصيغ مماثلة عدة حسابات على المنصة هنـا، هنـا، هنـا.
ادعاءات زائفة تروّج لمنتج يدّعي إمكانية التخلّص من أمراض الكلى والتهابات المسالك البولية
هل يمكن التخلص من مشاكل الكلى والمسالك البولية باستخدام هذا المنتج؟
أولاً: خلصت دراسة حديثة لباحثين إيطاليين منشورة في عام 2023 إلى أن معظم المكملات الغذائية التي تدعي أنها تعالج أو تمنع حصوات الكلى تحتوي على مكونات ذات أدلة علمية متضاربة أو لا توجد أدلة علمية تدعم ادعاءاتها.
وأوصت الدراسة وجوب أن ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من الحصوات بأن تأثيرات معظم المكملات الغذائية غير معروفة أو غير مدروسة لدى البشر، وأن غياب الأدلة لا يعني عدم وجود ضرر محتمل.
و في مراجعة بحثية للأبحاث المنشورة ما بين عامي 2005-2017 عن الأعشاب الغذائية المستخدمة في علاج أو الحماية من حصى الكلى، كشفت النتائج التي تم الحصول عليها من الدراسات المتاحة أن الأعشاب الغذائية يمكن أن تكون مفيدة في الوقاية من تكون حصى البول و علاجها.
وأكّد الباحثون في المراجعة أنه هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات باستخدام التجارب السريرية للتأكد من فعالية وسلامة هذه العوامل الغذائية في المرضى الذين يعانون من حصوات الكلى. وأنّه لتحقيق نتائج أكثر حسماً، يلزم إجراء المزيد من الدراسات قبل السريرية والبشرية للكشف عن الآليات الجزيئية والخلوية.
ثانياً: الادّعاء أنه بالإمكان علاج حصى الكلى كلياً بشكل عام بغض النظر عن حجم أو موقع الحصى أو عددها ، هو ادّعاء مضلل وخطير، فحسب مستشفى مايو كلينيك فإن علاج الحصوات يعتمد على حجمها، فالحصوات الصغيرة يلجأ الأطباء عادة ينصح بالإكثار من شرب الماء بالإضافة إلى مسكنات و مرخيات لعضلات المثانة و الحالب. أما بالحصوات الكبيرة التي لا تذهب من تلقاء نفسها مع البول، او المسببة للنزيف، او الإلتهابات، فإن العلاج في هذه الحالة يكون أكثر تداخلية ليتراوح من التفتيت بالموجات، للتنظير، للعمليات الجراحية وعليه فلا يوجد علاج موحد لجميع حصى الكلى ، عوضاً على أن يكون علاج عشبي.
ثالثاً: لا يوجد علاج موحد لجميع حالات التهاب المجرى البولي. وفقًا لمستشفى مايو كلينيك، تعد عدوى المسالك البولية التهابًا يُصيب أي جزء من الجهاز البولي، والذي يشمل الكلى والحالبين والمثانة والإحليل. عادةً ما تكون المضادات الحيوية هي الخط الأول للعلاج. كما توضح مايو كلينيك أن عدوى الكلى، وهي نوع من أنواع التهابات المسالك البولية، تتطلب علاجًا عاجلًا. إذا لم يتم علاج العدوى بشكل صحيح، يمكن أن تلحق ضررًا دائمًا بالكلى، أو تنتقل البكتيريا إلى مجرى الدم مسببة عدوى خطيرة. غالبًا ما يتم علاج عدوى الكلى باستخدام المضادات الحيوية التي قد تُعطى في المستشفى، وهناك خطر حدوث تسمم الدم في حال عدم تلقي العلاج المناسب.
رابعاً: أشارت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، أنه لا توجد أبحاث تثبت وجود أعشاب تعالج أو تشفي من أي مرض أو تمنع حدوثه. و أكدت أيضا أن المكملات العشبية لا تخضع لتنظيم إدارة الغذاء والدواء. كما أوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أن استخدام الأعشاب الطبية قد يؤدي إلى مشكلات صحية، خاصة عند تفاعلها مع الأدوية الأخرى، في ظل عدم وجود ترخيص علمي لها أو أدلة كافية لدعم استخدامها. وأكد المركز الوطني الأمريكي للطب التكميلي والبديل أن المخاطر المتعلقة بالمكملات الغذائية والعشبية تشمل إمكانية التسمم، التفاعلات الدوائية، أو التلوث بعوامل دوائية نشطة.
التقييم: زائف، لا يمكن التخلص من حصوات الكلى والتهابات المسالك البولية باستخدام هذا المنتج الذي يتم الترويج له.