الأفيليون هو حدث فلكي سنوي، ولا يتسبب بإحداث تغييرات كبيرة على الطقس

ادعاء ظاهرة الأفيليون
آخر المقالات

يتداول ناشطون على فيسبوك ادعاء يزعم أن الأرض ستدخل ما يسمى “ظاهرة الأفيليون” مما سيؤثر بشكل كبير على برودة الطقس،

حيث – بحسب الادعاء – ستكون الأيام القادمة باردة أكثر من المعتاد، وستنتشر أمراض الأنفلونزا والسعال وكثير من الأمراض التنفسية،

فما مدى صحة هذا الادعاء؟ تابع المقال الآتي..

الإدّعاء

نص الادعاء من الناشر – دون تصرف –

“ظاهرة الافيليون الفلكية و برودة الأرض لشهرين ونقص مناعة الجسم*

إن التوقعات الجوية. أنه سيكون الكثير من البروده إعتبارا من يوم الغدً وحتى نهاية شهر أغسطس .. ابتداءا من الغد الساعة 05:27 مساءً،

ستكون الأرض دخلت في ظاهرة أفيليون ، التي تصبح بها الأرض بعيدة جدًا عن الشمس. لا يمكننا رؤية هذه الظاهرة بالمشاهده،

لكن يمكننا أن الشعور بتأثيرها. الذي سيستمر حتى شهر أغسطس.( لمدة شهرين) سيكون لدينا طقس بارد، أكثر من الطقس المعتاد،

والذي سينتشر بسببه أمراض الأنفلونزا والسعال وكثير من الأمراض التنفسية، إلخ.

يجب أن نعزز المناعة عندنا من خلال استهلاك الكثير من الفيتامينات والمكملات الغذائية والأغذية الطبيعية حتى تكون مناعتنا قوية.

ان المسافة من الأرض إلى الشمس 90.000.000 كم. وعندما تدخل الارض في ظاهرة الأفيليون تبتعد عن الشمس إلى مسافة 152.000.000 كيلومتر،

أي أكثر من 66٪ عن ألبعد المعتاد، وسيكون الهواء أكثر برودة، وجسمنا غير معتاد على درجة الحرارة هذه،

وهناك فرق كبير في درجات الحرارة عن المعدل العام يجب أن نحافظ على ظروفنا الصحية إلى أقصى حد، لا يفرق إذا كان الجو غائمًا أو مشمسًا،

فإن الزيادة في البرودة ستشعر بها بنفس الشيء……. والله اعلم”

ادعاء ظاهرة الأفيليون

نشرت أحد مستخدمي فيسبوك الادعاء بصيغته هذه بتاريخ 16 يوليو 2022، وحقق أكثر من 100 تفاعل حتى لحظة نشر المقال،

كما تناقلت الادعاء ذاته وبصيغ مختلفة صفحات وحسابات أخرى على فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا،

إثر ذلك أجرى فريق فتبينوا تحريا حول حقيقة الادعاء المتداول فأسفر عن الآتي:

نتيجة التحري

الأجهزة الكهربائية ليست مخصصة للتبرع بل معروضة للبيع

الأفيليون هو حدث سنوي ولا يتسبب بتغييرات جذرية على الطقس

ما هي ظاهرة الأوج الفلكية “الأفيليون“؟

الأوج “aphelionهو موضع تكون فيه المسافة بين الشمس والأرض هي الأطول، ويحدث هذا كل عام تقريبًا في شهر يوليو،

فيما يرجع سبب حدوثه إلى أن مدار الأرض ليس دائريًا تمامًا، فلو كان دائريا فإن المسافة بين الأرض والشمس لن تتغير أبدًا،

إلا أن شكل الأرض بيضاوي ممدود قليلاً، لذلك تختلف المسافة بين الأرض والشمس بشكل مستمر على مدار العام.

إذ تنحرف من الحد الأدنى للمسافة (الحضيض) في أوائل شهر يناير، إلى الأوج في أوائل شهر يوليو،

فيما وصلت المسافة بين الأرض والشمس إلى نقطة الأوج هذا العام 2022 في 04 يوليو.

المسافة بين الأرض والشمس

يبلغ متوسط ​​المسافة بين الأرض والشمس حوالي 150 مليون كيلومتر، وليس 90 مليون كيلومتر كما يزعم الادعاء،

بينما تبلغ المسافة خلال الأوج حوالي 152.6 مليون كيلومتر، أي تزيد المسافة 2.6 مليون كيلومتر عن المسافة الطبيعية،

إلا أنها لا تعتبر زيادة كبيرة، إذ تزيد بمعدل 1.67% عن المسافة الطبيعية، وليس 66% كما ذكر الادعاء.

هل يسبب بلوغ  نقطة الأوج بين الشمس والأرض انخفاضًا على درجة الحرارة؟

رغم أن ضوء الشمس الذي يسقط على الأرض في شهر يوليو (الأوج) هو أقل كثافة بنسبة 7٪ مما هو عليه في يناير “الحضيض”،

إلا أن متوسط ​​درجة حرارة الأرض في الأوج  يبلغ حوالي 4 درجات فهرنهايت (2.3 درجة مئوية) “أعلى مما هو عليه في الحضيض.”

أي أن الأرض  أكثر دفئًا في الواقع عندما تكون بعيدة عن الشمس.

ويرجع السبب في ذلك إلى أن أشعة الشمس تسقط بزاوية مختلفة بسبب ميلان محور الأرض،

حيث يميل النصف الشمالي من الكرة الأرضية نحو الشمس في يوليو، وعليه تصبح درجة حرارة الأرض أعلى قليلاً،

فيما يعتقد معظم الناس أن الفصول ناتجة عن اقتراب الأرض من الشمس وبعدها عنها، إلا أن هذا غير صحيح.

حيث أن ميل الأرض على طول محور دورانها هو الذي له أكبر تأثير على درجة حرارة السطح،

في الوقت الحالي، يميل نصف الكرة الشمالي نحو الشمس، مما يجعله صيفًا.

متوسط المسافة بين الأرض والشمس


صورة توضح المسافة بين الأرض والشمس، وتظهر زاوية سقوط أشعة الشمس بسبب ميلان محور الأرض


كذلك يؤكد علماء الفلك أن المسافة بين كوكبنا والشمس لا علاقة لها بدرجة حرارة سطح الأرض،

وبالتالي فهي لا تؤثر تقريبًا على موجات الحرارة أو العواصف الثلجية أو غيرها من الأحوال الجوية القاسية.

بالمقابل، أكد البروفيسور حسين العطاس، أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة IPB، أن تأثير الأوج والحضيض يكون عمليا ضئيلا جدا على الطقس على الأرض،

كما أن الأوج حدث يستمر لفترة قصيرة جدًا، لذلك، من غير المحتمل أن تسبب طقسًا متطرفًا يمكن أن يؤثر على الصحة وظهور أعراض السعال والبرد.

اقرأ أيضا: مقدمة ابن خلدون ذكرت فوائد الغبار وكيف تخلصنا من الفيروسات !ما حقيقة ذلك؟

تقييم فتبينوا:

بناء على ما سبق، تبين أن “الأفيليون” هو حدث فلكي سنوي، وليس ظاهرة تتسبب بطقس شديد البرودة خلال يوليو وأغسطس،

كما أن المعلومات المذكورة حول هذا الحدث، والمسافة بين الشمس والأرض غير صحيحة،

وعليه قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائـف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.