لم يحظر الكونغرس التبرع بالدم لمتلقي لقاح كوفيد-19 من شركة فايزر

آخر المقالات

تناقل ناشطون على منصة فيسبوك أن الكونغرس الأمريكي قد حظر التبرع بالدم لمتلقي لقاح كوفيد-19،

وأن شركة فايزر قد نفذت خدعة تتعلق بلقاحها، وأنها لم تثبت فعاليته على منع نقل العدوى قبيل ترخيصه،

فما حقيقة هذا الادعاء؟

الإدّعاء

نشرت إحدى حسابات فيسبوك الصورة الآتية بتاريخ 8 مارس 2023:

حققت الصورة عشرات التفاعلات والمشاركات حتى لحظة تحرير المقال،

كما تداولته عدة حسابات وصفحات على المنصة  هنـا، هنـا، هنـا.

إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًا حول صحة هذا الادعاء، وأسفر عن الآتي:

نتيجة التحري

ادعاء زائف

هذا الادعاء زائف، ولم يحظر الكونغرس التبرع بالدم لمتلقي لقاح كوفيد-19

هل حظر الكونغرس الأمريكي التبرع بالدم لمن تلقوا لقاح فايزر لكوفيد-19؟

قاد البحث بكلمات دلالية عبر محرك جوجل إلى شبكة NBC Montana، التي نشرت تقريراً في 3 مارس 2023،

عن تقديم أحد نواب “مونتانا” مشروع قانون لحظر التبرع بالدم من الأشخاص الملقحين ضد كوفيد-19.

حيث قدمه النائب جريج كميتز بعنوان “منع التبرع ببعض الدم ومنتجات الدم“،

وينص مشروعه على عدم السماح لأي شخص أن يتبرع بدمٍ يحتوي على بروتينات معدلة للجينات، أو جسيمات نانوية،

أو عدد كبير من البروتينات الشائكة من كوفيد-19، أو غيرها من البروتينات المعزولة التي يتم إدخالها عن طريق لقاحات mRNA أو DNA

أو عن طريق علاجات mRNA أو DNA الكيميائية، أو التكنولوجيات الحيوية الصيدلانية الجديدة mRNA أو DNA.

فيما أضاف لذلك أن إحدى الطبيبات في منطقته دعمت موقفه بتشكيكها في صرف أكثر من تريليون دولار لتحصين البشرية كلها ضد مرض

يزيد معدل البقاء على قيد الحياة فيه عن 99% بحسب قولها.

إلا أن مزاعم الادعاء وهذا المشروع المقترح غير صحيحة،

بمتابعة حالة المشروع على منصة ولاية مونتانا التشريعية، لا يتوافر تحديثات تفيد أن هذا القانون قد تم إقراره،

كما لم نحصل على أي نتائج مماثلة على الموقع الرسمي للكونجرس الأمريكي.

فيما ذكرت إحدى المنصات المحلية في مونتانا أن لجنة الخدمات الإنسانية في مجلس النواب أوقفت هذا المشروع.

في سياق متصل، أشارت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية HHS إلى أنه،في معظم الحالات، يمكن لمتلقي اللقاح التبرع

بالدم إذا كان المتبرع خاليًا من الأعراض ويشعر بتحسنٍ في وقت التبرع.

كما ذكرت هيئة الغذاء والدواء FDA أنه يمكن لمتلقي لقاح كوفيد-19 التبرع بالدم

حيث يمكن له التبرع دون فترة انتظار لمن أخذ اللقاحات الخاملة، وغير المستنسخة، واللقاحات القائمة على mRNA،

أما في حال التلقيح باللقاح الحي الموهن، يمتنع المتلقح عن التبرع بالدم لفترة انتظار قصيرة (تقدر 14 يومًا) بعد تلقي اللقاح.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية WHO أن الأدلة الحالية تشير إلى إمكانية التبرع بالدم بعد تلقي لقاح كوفيد-19 لا يحتوي أي فيروس حي وكنت معافى،

ونظراً لأن اللقاحات المضادة للفيروس حديثة العهد، فقد ترتئي خدمة نقل الدم الوطنية إرجاء التبرع بالدم لمدة سبعة أيام للتقليل إلى الحد الأدنى من احتمال ظهور أعراض متعلقة بالتطعيم بعد التبرع بالدم.

إضافة لذلك، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ما تم ذكره سابقاً،

مشيرة إلى أنه في معظم الحالات لا يوجد وقت تأجيل لمتلقي لقاح كوفيد-19 طالما لا يوجد لديهم أعراض ويشعرون بصحة جيدة في وقت التبرع.

فيما لم تتطرق أي من المصادر لوجود مخاطر تمنع التبرع بالدم من قبل متلقي اللقاح.

النتيجة: زائف، يمكن لمتلقي لقاح كوفيد-19 التبرع بالدم، ولم يحظر الكونغرس ذلك

هل اعترفت محامية فايزر بالخديعة وتنفيذهم لطلب الحكومة؟

تطرق الادعاء إلى أن محامية شركة فايزر اعترفت بالخديعة التي نفذتها بطلب من قبل الحكومة الأمريكية،

تحقق فريق فتبينوا من هذا الادعاء بشكل منفصل مؤخراً، هنا:  هذا الادعاء زائف، ولم تعترف فايزر بأنها نفذت خديعة الحكومة بلقاح كوفيد-19

وتبيّن فيه أن هذا التصريح صدر من إحدى الباحثات في المجال الطبي، وليس لها أي علاقة بشركة فايزر،

ولم يظهر البحث المباشر بمنصات الهيئات الصحية والقضائية المسؤولة والبحث بكلمات دلالية على محرك جوجل إلى أي نتائج

تفيد وجود قضايا تحايل على شركة فايزر بشأن لقاح كوفيد-19، من قبل مصادر رسمية أو موثوقة،

أو أي اعترافات من الشركة بخديعة تتعلق بهذا اللقاح تنفيذاً لطلب الحكومة،

فيما تواصل شركة فايزر على العمل بلقاحها وتطويره، وإصدار تصاريح استخدام وتراخيص بيولوجية إضافية في هذا الشأن.

إضافة لذلك، تظهر منصة التطعيم في الولايات المتحدة أنه يتاح في المراكز الصحية والصيدليات والأماكن المعتمدة لتقديم اللقاح

خيار التلقيح بلقاحات فايزر لمختلف الفئات العمرية (أربعة أشهر وأكثر).

ويجدر بالذكر أن لقاح كوفيد-19 خضع لكافة الاختبارات المطلوبة والاجراءات اللازمة لترخيصه للاستخدام البشري من قبل الهيئات الطبية المختصّة،

النتيجة: زائف، لم تنفذ فايزر خديعة تتعلق بلقاحها لفيروس كوفيد-19 بطلب من الحكومة 
هل يتطلب اختبار قدرة لقاح كوفيد-19 على منع العدوى قبل طرحه في الأسواق؟

قدمت كل من Pfizer و BioNTech في 20 نوفمبر 2020 طلب ترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ للقاح كوفيد-19

وبينت بطلبها آنذاك أنه اعتمد على نتائج اختبارات السلامة والفاعلية التي تم اجراءها،

ووافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على الاستخدام الطارئ له في 11 ديسمبر 2020،

وذلك بعد مطابقته لمعايير السلامة والفاعلية وجودة التصنيع المطلوبة للاستعمال بحالة الطوارئ.

في حين ذلك، لم تزعم فايزر في طلبها هذا أن اللقاح يمنع انتقال العدوى، بناء على تجاربها السريرية،

كما أنه لا يشترط من FDA إجراء هذا الاختبار للموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح،

والتي صرحت في بيان صحفي بتاريخ 11 ديسمبر 2020 للإعلان عن ترخيص لقاح كوفيد-19 من فايزر أنه

“في هذا الوقت، لا تتوفر البيانات لتحديد المدة التي سيوفر فيها اللقاح الحماية، ولا يوجد دليل أن اللقاح يمنع انتقال SARS-CoV-2 من شخص لآخر”.

كما أوضحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن الفوائد المعروفة والمحتملة للتلقيح،

تفوق المخاطر المعروفة والمحتملة.

وبينت جامعة جونز هوبكنز أن العديد من اللقاحات تمنع الانتقال، لتؤدي لمناعة القطيع،

مشيرة إلى أن لقاحات كوفيد-19 من المحتمل أنها تقلل من خطر انتقال الفيروس.

إلا أن المجتمع العلمي لا يعرف حتى الآن ما إذا كان لقاح Pfizer-BioNTech COVID-19 سيقلل من هذا الانتقال.

وبحسب الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، فأن تقدير الآثار غير المباشرة للقاح، مثل الحد من العدوى، يتم عادةً بعد ترخيص اللقاح،

إما في دراسات قائمة على الملاحظة أو في تجارب عشوائية عنقودية.

كما وضحت منظمة الصحة العالمية WHO في تقرير للتوجيهات المؤقتة لتقييم فاعلية لقاح كورونا COVID-19 بأنه يتطلب تقييم فاعلية اللقاح في المرحلة ما بعد إدخاله لبرنامج التطعيمات المعتمد في الدول، لمعرفة وقياس أدائه على الأفراد في الواقع الحقيقي،

ويتم تقييم تأثير برامج التلقيح باستخدام أنظمة للمراقبة، والتي تقارن معدلات الإصابة بالمرض قبل وبعد استخدام اللقاحات.

علاوة على ذلك، كان الرئيس التنفيذي لشركة فايزر ألبرت بورلا قد صرح في مقابلة تلفزيونية في 3 ديسمبر 2020،

“بأنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بإمكان الأفراد الذين حصلوا على اللقاح حمل الفيروس ونقله للآخرين”،

وأضاف “أعتقد أن هذا شيء يجب اختباره، لسنا متأكدين من ذلك حتى الآن“.

النتيجة: اختبار منع انتقال العدوى غير مطلوب للحصول على الموافقة المبدئية للقاح.

إقرأ أيضًا: لا، لم يأمر فلاديمير بوتين بتدمير مخزون لقاحات فيروس كوفيد-19 في روسيا

تقييم فتبينوا:

بناء على ما سبق، تبين أن الكونغرس لم يحظر التبرع بالدم لمتلقي لقاح كوفيد-19، وأن فايزر لم تنفذ أي خديعة فيما يتعلق بلقاحها،

وهو آمن للاستخدام وأجريت عليه الاختبارات اللازمة للحصول على موافقات وتراخيص الاستخدام،

لذلك، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائـف. لأنه يروج لمعلومات لا أساس لها من الصحة.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.