المقطع الذي قيل أنه يظهر رئيس النيجر ينتقد السياسة الفرنسية أمام ماكرون مُركب

آخر المقالات

في أعقاب الزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمنطقة غرب أفريقيا مؤخرًا،

تداول ناشطون على مواقع التواصل مقطعًا يزعمون أنه يظهر رئيس النيجر محمد بازوم،

ينتقد السياسة الفرنسية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون خلال هذه الزيارة،

فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..

الإدّعاء

نص الادعاء من الناشر – دون تصرف –

“رئيس دول النيجر. يضرب عرض الحائط الأعراف الديبلوماسية. و يقصف و لا يبالي”

نشر أحد مسخدمي فيسبوك الادعاء بصيغته هذه في 25 أغسطس 2022،

وحقق المقطع على هذا الحساب أكثر من 1100 مشاهدة وعشرات التفاعلات والمشاركات حتى لحظة نشر هذا المقال،

وفي هذا المقطع يظهر رئيس النيجر – بحسب الصوت والحوار المنسوب إليه – وهو يتنقد السياسة الفرنسة والولايات المتحدة،

كما تحدث عن الحرب الروسية الأوكرانية وسياسات الدول في التعامل معها.

فيما تناقلت المقطع ذاته صفحات وحسابات أخرى فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا،

كذلك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا

إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريا حول حقيقة المقطع المتداول فأسفر عن الآتي:

نتيجة التحري

زائف

هذا المقطع مركب، والمقطع الأصلي لا يظهر رئيس النيجر ينتقد السياسة الفرنسية

من خلال البحث بالكلمات الدلالية “Macron and Bazom press conference“،

تبين أن مقطع الادعاء مقتبس من مؤتمر صحفي مشترك للرئيس الفرنسي ونظيره النيجيري،

عقد في المقر الرسمي لرئيس جمهورية فرنسا “الإليزيه في 09 يوليو 2021،

حيث نشر الحساب الرسمي للرئيس النيجيري محمد بازوم على فيسبوك البث المباشر لهذا المؤتمر آنذاك،

فيما يمكن ملاحظة أن مشاهد الادعاء اقتبست بدءًا من الدقيقة 27:12 خلال كلمة بازوم في هذا اللقاء،

إذ يمكن مطابقة إيماءات كل من الرئيس الفرنسي والنيجيري في هذا المقطع مع مقطع الادّعاء،

إلا أن صوت الرئيس النيجيري وحديثه في هذا المقطع الأصلي مختلف تمامًا عن الصوت والحديث في مقطع الادّعاء،

مما يشير إلى أن الصوت في مقطع الادّعاء مركب.


مطابقة مقطع الادعاء مع مشاهد من المؤتمر المشترك للرئيس النيجيري ونظيره الفرنسي في 09 يوليو 2021


وكان الرئيس الفرنسي قد استقبل نظيره النيجيري في قصر الإليزيه صباح يوم الاثنين 5 يوليو 2021،

للتحضير لقمة دول الساحل الخمس يوم الجمعة 09 يوليو 2021، التي تلاها مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين بازوم وماكرون حول إعادة تشكيل الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل.

وفي مقطع الادعاء الذي اقتبس من هذا المؤتمر من الدقيقة 27:12 لغاية د 30:20،

كان الرئيس محمد بازوم يتحدث في الحقيقة عن طرق محاربة “التنظيمات الإرهابية” وسبُل مساعدة السكان المتضررين من هجمات هذه التنظيمات في قراهم،

علاوة على ذلك ختم بازوم خطابه في هذا المؤتمر بالتأكيد على أهمية التعاون العسكري بين فرنسا والنيجر،

كما أكد أن بلاده متفقة تمامًا مع فرنسا في توجهها في هذا الشأن .

وبالاطلاع على النص الكامل لخطاب بازوم في هذا المؤتمر، والذي نشرته إحدى المصادر المحلية الأفريقية هنـا،

يمكن التحقق أنه لا يوجد أي تشابه بين هذا الخطاب وما ورد في مقطع الادعاء.

يُذكر أن قسم تدقيق الحقائق باللغة العربية التابع لوكالة فرانس برس قد تحقق من المقطع ذاته وخلص التحقيق إلى أنه مُركب.

اقرأ أيضا: الترجمة التي يوفرها هذا المقطع لخطاب ماكرون مفبركة ولا أساس لها من الصحة.

تقييم فتبينوا:

بناء على ما سبق قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه زائـف، لأنه استخدم مقطعًا مركبا من أجل ترويج معلومة غير صحيحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.