تحليل ال PCR دقيق ولا يكشف الجينات البشرية بدل جينات فيروس كورونا.

تفسير خاطئ لطريقة عمل فحص ال PCR!
آخر المقالات

يتداول مستخدمو موقع فيسبوك خبرًا مفاده أن تحليل ال PCR غير دقيق وأنّه يكشف الجينات البشرية بدل جينات فيروس كورونا

وقدموا كدليل على ذلك صورة شاشة لجدول ملون فيه تسلسل جزء المادة الوراثية البشرية المعنية، ورابطا لموقع يشرح ذلك.

فما حقيقة هذا الادعاء؟

الادعاء

نشر الادعاء حساب الفيسبوك المسمى “سيف الدين مصطفى” في 20/08/2020 وأرفقه بنص الادعاء الآتي (من دون تصرف):

بعد تتبع السلسلة الجينية للفيروس كو.رونا تبين أن هذه السلسله الجينية موجودة في الجينات البشرية ، يعني أن مايتم فحصه في جهاز PCR هو بالأساس جينات بشرية وليس فيروس !!

الرابط 👇

صورة شاشة لمنشور حساب سيف الدين مصطفى
صورة شاشة لمنشور حساب سيف الدين مصطفى

حقق الادعاء تفاعلا كبيرا وأعيدت مشاركته 127 مرة (حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 13/10/2020)،

نشر الادعاء العديد من الصفحات والحسابات الشخصية في فيسبوك مثل هذا وهذا وهذا وهذا،

فيما كان ناشر الادعاء الأول هو مدونة “Piece of Mindful” المكتوبة باللغة الإنجليزية في 06/04/2020 وكان رابط التدوينة التي احتوت على الادعاء مرفقًا مع منشورات ناشريه.

ملخص الادعاء:

زعم ناشر الادعاء والمروجون له بأن أحد الفحوص المستعملة في تشخيص الإصابة بكوفيد-19 -تحديدا ذلك المطور من طرف معهد باستور في فرنسا والمعتمد من طرف منظمة الصحة العالمية-

يعتمد في البحث داخل العينة المأخوذة من الشخص المراد فحصه على “جزء من مادة وراثية” موجود في الكروموزوم رقم 8 للشفرة الوراثية الخاصة بالإنسان –

الأمر الذي يجعل -بحسب مطلق الادعاء- جميع العينات المأخوذة من البشر والتي تستعمل هذا الفحص المقدم من المعهد الفرنسي إيجابية.

بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاءات تبين الآتي:

زائف ادعاء الساونا تساعد في إخراج النيكوتين من الجسم

لأجل فهم ذلك نقدم شرحا مبسطا عن آلية عمل تحليل ال PCR في الكشف عن فيروس سارس-كوف-2 المسبب لكوفيد-19:

ما هو تحليل ال PCR، وكيف يُستعمل في تشخيص حالات كوفيد-19؟

تحليل “تفاعل البلمرة التسلسلي” أو “(Polymerase Chain Reaction (PCR”  هو تقنية تسمح بإنتاج أعداد كبيرة من مادة وراثية ما أو جزء منها بعد التعرف عليها داخل العينة،

وذلك لاستعمالها في عدة أهداف منها تشخيص وجود المادة الوراثية الخاصة بفيروس سارس-كوف-2 المسبب لوباء كوفيد-19 مثلا.

يعتبر ال PCR فعالا على المواد الوراثية من نوع DNA فقط (الحمض الريبي النووي المنزوع الأكسجين أو Deoxyribonucleic acid

وفي حالة الفيروسات التي تملك مادة وراثية من نوع RNA (الحمض النووي الريبي أو ribonucleic acidمثل فيروس سارس-كوف-2،

يتطلب الأمر مرحلة إضافية تهدف إلى استرجاع ال DNA الخاص به أولا، فيحمل الفحص في هذه الحالة اسم RT-PCR أي reverse transcription–polymerase chain reaction دلالة على اسم العملية المضافة.

التمييز بين مختلف المواد الوراثية داخل عينة ما:

بعد دراسة المادة الوراثية الخاصة بالفيروس كاملة عند اكتشافه لأول مرة، يُحدّد جزء أو عدة أجزاء فيها مميزة له من دون غيره من الفيروسات والخلايا الأخرى،

أي أن هذه المادة تكون موجودة في الحمض النووي الخاص بهذا الفيروس فقط، وعلى ذلك يُعتمد عليها في البحث عن هذا الفيروس تحديدًا داخل عينة ما باستخدام ال PCR،

يتم هذا البحث باستخدام 3 أجزاء حمض نووي اصطناعية توضع مع العينة حتى تتمكّن من التعرف على الأجزاء المميزة للحمض النووي المراد البحث عنه،

تسمى هذه الأجزاء ب Forward Primer وReverse Primer وTaqMan Probe ويتطلب كل جزء من أي مادة وراثية هذه الأجزاء الثلاثة المصنعة مسبقا -بناء على المعرفة القبلية للمادة الوراثية المستهدفة- والتي تكون خاصة به فقط،

تعمل هذه الأجزاء مع بعضها البعض لإعطاء نتيجة إيجابية في حال وجود القطعة الوراثية الخاصة بها،

حيث يساهم ال Forward Primer في إنتاج “مادة وراثية معينة” من جزء المادة الوراثية المستهدف في البحث،

يتعرف بعدها ال Reverse Primer وTaqMan Probe على هذه المادة المعينة،

والمنتجة بفضل ال Forward Primer، الأمر الذي يساهم في تحرير الجزء الملون المحمول على ال TaqMan Probe،

وبالكشف عن هذا الجزء الملون في العينة المعالجة يمكن القول إنّ جزء المادة الوراثية موجود في العينة،

وبما أنه مميز لذلك الفيروس فقط يمكن الجزم بأن الفيروس موجود في العينة المأخوذة من شخص ما.

غياب أحد الأجزاء الثلاث السابقة أو عدم قدرته على القيام بوظيفته يؤدي إلى عدم القدرة على كشف وجود المادة الوراثية المستهدفة حتى لو كانت موجودة في العينة،

يقدم هذا المقطع شرحًا مفصلًا عن عملية تشخيص مرض كوفيد-19 بالاعتماد على ال RT-PCR؛

 

سوء في فهم طريقة عمل الفحص!

زعم ناشر الادعاء أن مجرّد تطابق الجزء الخاص بال Reverse Primer الذي يهدف إلى البحث عن جزء من المادة الوراثية الخاصة بإنزيم RdRP الخاص بالفيروس

مع أحد أجزاء الكروموزوم رقم 8 في المادة الوراثية للإنسان كافٍ لجعل جميع الفحوصات التي اعتمدت على الكاشف المطور في معهد باستور إيجابية،

غير أن ذلك غير ممكن، لأن النتيجة الإيجابة تتطلب تفاعل الأجزاء الثلاث كما سبق تبيانه،

وقد أكد على ذلك متحدث رسمي باسم منظمة الصحة العالمية لموقع Lead Stories الأمريكي،

إضافة إلى موقع Health Feedback الذي بين بأنه لا يوجد أي تطابق للأجزاء الأخرى مع أي جزء من الكروموزوم 8، ولا أي كروموزوم آخر للإنسان،

وذلك بعد اعتماده على تحليل المطابقة “BLAST” المقدم من المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.

صورة توضح عمل ال 3 قطع الجينية المرتبط ببعضها البعض
غياب تطابق بين [Forward Primer[1 يؤدي إلى غياب “القطعة الجينية” التي تضمن التطابق اللازم ل [Reverse Primer[2 و[3]TaqMan Probe  الضروري لأداء وظيفتها الضرورية في فحص ال RT-PCR الخاص بفيروس سارس-كوف-2.
التطابق غير موجود
لا يوجد أي تطابق بين Forward Primer وTaqMan Probe المرافقين للReverse Primer  مع أي جزء من المادة الوراثية لدى البشر، الأمر الذي يعطي نتائج سلبية دائما حتى وإن كان الكروموزوم 8 الخاص بالبشر موجودًا في العينة بأعداد كافية.

لم تكن كل الفحوصات التي أُجريت إيجابية!

علاوة على ذلك، تؤكد الإحصائيات أن عدد حالات كوفيد-19 الموجبة أقل بكثير من عدد الفحوص التي أُجريت،

أي أن عدد الحالات السلبية بعد فحص ال PCR أكثر من عدد الحالات الموجبة،

الأمر الذي ينفي مطلقًا احتمال إعطاء نتائج إيجابية على جميع العينات القادمة من البشر.

يمكنك التأكد من ذلك بالاطلاع على عدد الحالات الموجبة ومقارنتها مع عدد الفحوصات المعدة في مختلف البلدان العربية، من خلال سلسة الفيديوغرافيك “COVID19 vs F19 – MENA region” التي أعدتها منصة فتبينوا من هنا.

بناءً على ما سبق قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف، لأنه يفسر خطأً آلية عمل فحص ال RT-PCR في تشخيص حالات كوفيد-19، ويناقض الإحصائيات الواقعية التي أكدت أن ليست كل العينات المأخوذة من البشر موجبة.

اقرأ أيضًا: الطبيب الأمريكي أندرو كوفمان يؤكد على تجاوزات خطيرة في طريقة تشخيص كورونا وتسجيل الحالات – زائف جزئيا

المصادر

المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
المصدر6
المصدر7
المصدر8
المصدر9
المصدر10
المصدر11
المصدر12

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.