روسيا ليست أول دولة تشرّح جثث كوفيد-19 ولم يكشف تشريح الجثث عن عدم وجود فيروس

تشريح جثث كوفيد-19 روسيا، لم يكشف تشريح جثث كوفيد-19 في روسيا أنه لا وجود لفيروس كورونا
آخر المقالات

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورًا يحتوي العديد من الادّعاءات التي تزعم بأن روسيا من أوائل الدول التي قامت بتشريح جثث من توفوا بفيروس كورونا (مرض كوفيد-19). كما زعمت أن التشريح اكتشف أنه لا وجود لكوفيد-19 كفيروس، وإنما هي بكتيريا تسبب الموت، وهو ليس سوى تجلط في الدم. وأن علاجه ممكن وطريقة علاجه تكون بالمضادات الحيوية ومضادات التخثّر، ولا حاجة أبدًا لأجهزة التنفس الصناعي ووحدة العناية المركزة. وغيرها من الادّعاءات التي سنناقش حقيقتها في هذا المقال…

الإدّعاء

نص الادّعاء (بدون تصرّف):

“قامت روسيا بتشريح جثة مريض كوفيد -19 بعد الوفاة ، وحدث اكتشاف كبير.

أصبحت روسيا من أوائل الدول في العالم تجري تشريحًا (بعد الوفاة) لجثة Covid-19 ، وبعد تحقيق شامل ، اكتشفت أن Covid-19 غير موجود كفيروس. إنها عملية إحتيال عالمية. يموت الناس من “الإشعاع الكهرومغناطيسي المضخم للجيل الخامس 5G (السم)”. انتهك الأطباء في روسيا قانون منظمة الصحة العالمية (WHO) ، الذي لا يسمح باكتشاف تشريح الجثث بعد الوفاة على جثث الأشخاص الذين ماتوا من Covid-19 بعد فترة من الاكتشاف العلمي ، ولا يمكن افتراض أنه هو فيروس ، ولكنه بكتيريا تسبب الموت ، مما يؤدي إلى تكوين جلطات دموية في الأوردة ، والأعصاب ، مما يؤدي إلى وفاة المريض بسبب هذه البكتيريا.

لقد هزمت روسيا الفيروس ، مدعية أنه “لا يوجد سوى تخثر الدم داخل الأوعية الدموية (تجلط الدم) وطريقة علاجه:

– حبوب المضادات الحيوية مضاد للإلتهابات

– تناول مضادات التخثر (الأسبرين).

هذا يشير إلى أن علاج المرض ممكن ، وقد أعد الأطباء الروس هذه الأخبار المثيرة للعالم من خلال تشريح الجثة بعد الوفاة (جثث) فيروس Covid-19. وفقًا لعلماء روس آخرين ، لم تكن هناك حاجة أبدًا إلى أجهزة التنفس الصناعي ووحدة العناية المركزة. وقد تم بالفعل نشر بروتوكولات بهذا المعنى في روسيا.

علمت الصين بهذا بالفعل ، لكنها لم تصدر تقريرها قط.

شارك هذه المعلومات مع جميع أفراد عائلتك وجيرانك ومعارفك وأصدقائك وزملائك حتى يتمكنوا من الخروج من الخوف من Covid-19 وإدراك أنه ليس فيروسًا ، ولكنه ببساطة بكتيريا معرضة لإشعاع 5G. السبب هو إيذاء الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة للغاية. هذا الإشعاع يسبب أيضًا الالتهاب ونقص الأكسجة. يجب على الضحايا تناول Asprin-100mg و Apronix أو Paracetamol 650mg. لان… ؟؟؟ . لأنه ثبت أن كوفيد -19 يسبب تجلط الدم ، مما يسبب تجلط الدم في الشخص ، ونتيجة لذلك تتخثر الدم في الأوردة وبالتالي لا يستطيع المخ والقلب والرئتان الحصول على الأكسجين ، مما يجعل الشخص يتنفس بصعوبة ويجعل الإنسان يتنفس بصعوبة. يموت بسرعة بسبب نقص الطاقة التنفسية.الأطباء في روسيا خالفوا بروتوكول منظمة الصحة العالمية وقاموا بتشريح الجثث على جثث كوفيد -19 المتوفين. قام الأطباء بفتح أذرعهم وأرجلهم وأجزاء أخرى من الجسم وبعد فحصها بشكل صحيح ، لاحظوا أن الأوعية الدموية متوسعة وأن الأوردة مليئة بالجلطات الدموية ، مما يمنع عادة تدفق الدم ويقلل أيضًا من تدفق الأكسجين. في الجسم مما يؤدي إلى وفاة المريض. بعد التعرف على هذا البحث ، غيرت وزارة الصحة الروسية على الفور بروتوكول علاج Covid-19 وأعطت الأسبرين لمرضاه الإيجابيين. 100 ملغ وبدأت بإعطاء إمبروماكس. ونتيجة لذلك ، بدأ المرضى في التعافي وبدأت صحتهم في التحسن. قامت وزارة الصحة الروسية بتفريغ أكثر من 14000 مريض في يوم واحد وأعادتهم إلى منازلهم.

المصدر: وزارة الصحة الروسية.

منقوووووول”

تشريح جثث كوفيد-19 روسيا

نشرت صفحة العميد د. علي عمر على الفيسبوك الادّعاءات في تاريخ 2 فبراير 2021 وحقق المنشور 70 مشاركة وما يقارب ال90 تفاعل حتى تاريخ كتابة المقال في 11 ابريل 2021.

قامت العديد من الصفحات الأخرى بنشر ادّعاءات مشابهة (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا).

ملخص الادّعاءات:

  1. روسيا من أوائل الدول في العالم التي تجري تشريحًا (بعد الوفاة) على جثث من توفوا بكوفيد-19 –بعض المنشورات ادّعت أن روسيا أول دولة في العالم تجري تشريحًا لجثة كوفيد-19-.
  2. انتهك الأطباء في روسيا قانون منظمة الصحة العالمية (WHO) الذي لا يسمح بتشريح جثث الأشخاص الذين ماتوا من كوفيد-19.
  3. لا يمكن افتراض أن مرض كوفيد-19 هو فيروس. فهو ليس فيروسًا، ولكنه ببساطة بكتيريا معرضة لإشعاع 5G.
  4. ادّعت روسيا أنه لا يوجد سوى تخثر الدم داخل الأوعية الدموية (تجلط الدم).
  5. علاج المرض ممكن وطريقة علاجه هي باستخدام المضادات الحيوية وتناول مضادات التخثر (الأسبرين).
  6. لم تكن هناك حاجة أبدًا إلى أجهزة التنفس الصناعي ووحدة العناية المركزة وقد تم بالفعل نشر بروتوكولات بهذا المعنى في روسيا.
  7. بعد هذا البحث، غيرت وزارة الصحة الروسية على الفور بروتوكول علاج كوفيد-19 وأعطت الأسبرين للمرضى المصابين وبدأت بإعطاء إمبروماكس.

نتيجة التحري

زائف

الادّعاء الأول: روسيا من أوائل الدول في العالم التي تجري تشريحًا (بعد الوفاة) على جثث من توفوا بكوفيد-19

لم تكن روسيا أول دولة ولا حتى من أوائل الدول في العالم التي أجرت تشريحًا على جثث كوفيد-19، فبحسب دراسة نُشرت في 26 يوليو 2020 فإن أول تشريح كامل منشور لجثة مريض كوفيد-19 قُدِّم في مجلة طبية قانونية من قبل الصين في فبراير 2020.

أضافت الدراسة بأنه إذا تم النظر إلى الأبحاث المنشورة حول سلسلة تشريح الجثث المصابة بفيروس كورونا كمؤشر على كثرة تشريح الجثة في بلد معين، فإن ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا والنمسا وبريطانيا العظمى هي أكثر البلدان التي يتم فيها إجراء عمليات تشريح جثث المصابين.

ومن بين هذه الدول لم تتطرّق الدراسة إلى ذكر روسيا من ضمن أوائل دول العالم التي أجرت تشريحًا على جثث المتوفين من كوفيد-19.

أشارت دراسة أخرى أن أول دراسة نشرتها مجموعة صينية في فبراير 2020، ذُكِر فيها أنه تمّ جمع أنسجة ما بعد الوفاة من رجل يبلغ من العمر 50 عامًا توفي بكوفيد-19.

وبناءً عليه، فإن الادّعاء زائف.

 

الادّعاء الثاني: انتهك الأطباء في روسيا قانون منظمة الصحة العالمية (WHO) الذي لا يسمح بتشريح جثث الأشخاص الذين ماتوا من كوفيد-19

لم تمنع منظمة الصحة العالمية تشريح جثث من توفوا بسبب كورونا، بل إنها توفر دليلًا عمليًّا للوقاية من العدوى ومكافحتها في حال تشريح جثث ضحايا كورونا.

أشارت الدراسة التي تحدثنا عنها سابقًا أنه وعلى الرغم من أن مؤسسة روبرت كوخ (مؤسسة مراقبة صحية ألمانية) في المرحلة الأولى من الوباء نصحت بعدم إجراء تشريح للجثث، إلا أن مؤلف الدراسة لم يجد مثل هذه الأصوات ضد تشريح الجثث من قبل المنظمات الصحية الكبيرة الأخرى مثل منظمة الصحة العالمية أو الكلية الملكية لأخصائيي علم الأمراض (المملكة المتحدة) أو مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) (الولايات المتحدة الأمريكية). ومع ذلك فإنه يوجد إرشادات (قابلة للتطبيق) بشأن الحد الأدنى من متطلبات التشريح الآمن، على سبيل المثال فيما يتعلق بالحماية الشخصية وتهوية الغرفة.

وبذلك فلا يوجد دليل يدعم الادّعاء بأن منظمة الصحة العالمية لا تسمح بتشريح جثث ضحايا كورونا. بل على العكس، فقد أشارت الوثيقة المنشورة في مايو 2020 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات للكشف عن حصيلة وفيات كوفيد-19 إلى تفاصيل تتعلّق بموضوع تحقّق ما بعد الوفاة من الحالات المشتبه بإصابتها من خلال تشريح الجثة الطبي.

جثث كوفيد- 19 روسيا

وعليه، فإن تقييم الادّعاء: زائف.

 

الادّعاء الثالث: لا يمكن افتراض أن مرض كوفيد-19 هو فيروس. فهو ليس فيروسًا، ولكنه ببساطة بكتيريا معرضة لإشعاع 5G

هل سبب مرض كوفيد-19 فيروس أم بكتيريا؟

الأدلة العلمية على أن كورونا هو مرض فيروسي كثيرة جدًّا (هنا)، و(هنا).  فقد عُزل الفيروس، وصُوّر، وفُكّكت شيفرته الوراثية وتتبعت الطفرات التي تحدث فيها باستمرار (راجع هنا).

نشرت منظمة الصحّة العالمية (WHO) على صفحتها الخاصة لنفي الإشاعات الخاصّة بكورونا والتي يتم تحديثها باستمرار تفنيدًا لهذا الادّعاء وقالت: “ينتمي الفيروس المسبب لكوفيد-19 إلى عائلة فيروسات تسمى Coronaviridae”.

أضافت: “يمكن أن يتعرّض مرضى كوفيد-19 للإصابة أيضًا بعدوى بكتيرية كمضاعفات.”

 لم يكشف تشريح جثث كوفيد-19 في روسيا أنه لا وجود لفيروس كورونا

ألحقت الردّ على هذه الإشاعة بفيديو قصير، يمكنك الاطّلاع عليه من هنا:

استُخلص فيروس كورونا في أكثر من دولة من عيّنات من المرضى المصابين.

تعتمد طريقة الكشف عن وجود فيروس كورونا على تفاعل البوليميريز المتسلسل العكسي ( RT-PCR) والذي يُحلّل الحمض النووي الخاص بالفيروس.

يوجد صور ميكروسكوبية لفيروس كورونا الجديد المستخلص من المرضى المصابين والمزروع مخبريًّا:

على سبيل المثال هذه صورة من تصوير المجهر الالكتروني الماسح لفيروس كورونا الجديد باللون الأصفر أثناء خروجه من الخلايا المزروعة في المختبر:

لم يكشف تشريح جثث كوفيد-19 في روسيا أنه لا وجود لفيروس كورونا

This scanning electron microscope image shows SARS-CoV-2 (yellow)—also known as 2019-nCoV, the virus that causes COVID-19—isolated from a patient in the U.S., emerging from the surface of cells (blue/pink) cultured in the lab. Credit: NIAID-RML

صورة أخرى لفيروس كورونا من عينة لمريض أمريكي صُوّرت بالمجهر الالكتروني الماسح:

لم يكشف تشريح جثث كوفيد-19 في روسيا أنه لا وجود لفيروس كورونا

This image from a scanning electron microscope shows, in orange, the coronavirus that causes the disease COVID-19. The virus was isolated from a patient in the U.S. and is seen here emerging from the surface of cells — in gray — cultured in the lab. NIAID-RML

 

قامت فتبيّنوا بنشر بعض المقالات التي وضّحت تفاصيل أكثر عن فيروس كورونا الجديد، يمكنك الاطّلاع عليها من  (هنا)، و(هنا).

 

هل شبكة الجيل الخامس 5G هي السبب في وباء كورونا؟

ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه لا علاقة لشبكة الجيل الخامس 5G بوباء كورونا  وأشارت إلى أن كوفيد-19 ينتشر في العديد من البلدان التي ليس لديها شبكات 5G للهاتف المحمول.

لم يكشف تشريح جثث كوفيد-19 في روسيا أنه لا وجود لفيروس كورونا

أوضحت المنظمة ذلك أيضًا في فيديو على اليوتيوب، يمكنك الاطّلاع عليه من هنا:

كما سبق ووضحّنا في هذا المقال أن وباء كورونا “الفيروسي” لا علاقة له بشبكات الجيل الخامس 5G  .

بناءً على ما سبق فإن سبب مرض كوفيد-19 المعروف بـ”كورونا” هو فيروس وليس بكتيريا ولا علاقة له بشبكة الجيل الخامس 5G كما جاء في الادّعاء.

وعليه فإن تقييم الادّعاء: زائف.

 

الادّعاء الرابع: ادّعت روسيا أنه لا يوجد سوى تخثر الدم داخل الأوعية الدموية (تجلط الدم)

بالبحث في موقع الحكومة الروسية وموقع وزارة الصحة الروسية الرسمي، لم نجد خبرًا أو ادّعاءًا ممثالًا.

ماذا عن تجلّط الدم؟

قد يتسبّب مرض كوفيد-19 في حدوث تجلطات في الدم عند بعض مرضى كورونا، ولكنها تحصل كمضاعفات للمرض وليس كشيء رئيسي في جميع المرضى.

يُكوّن العديد من مرضى كوفيد-19 الموجودين في العناية المُركزة جلطات وتشمل:

  • جلطات في الأوعية الدموية الصغيرة
  •  تجلط الأوردة العميقة (deep vein thrombosis)
  • انصمام رئوي (pulmonary embolism)
  • جلطات تسبب السكتة الدماغية (stroke-causing clots) في شرايين المخ

وفقًا لدراسة نُشرت في 23 يوليو 2020 أُجريت على 400 مريض بفيروس كورونا المُستجد أُدخِلوا إلى المستشفى (144 مريضاً منهم في حالة صحيّة حرجة) يتلقون جرعة وقائية من مضاد التخثر، تبيّن أنّ نسبة الحالات التي ثبتت إصابتها بالانصمام الخثاري الوريدي عن طريق تصوير الاشعة بلغت 4.8% والنسبة الإجمالية لحدوث مضاعفات تخثّرية (خثاريّة) بلغت 9.5%.

ذكرت المجلة الطبية البريطانية (BMJ) في المقال المنشور في 21 مايو 2020 أن الأطباء يشهدون معدلات عالية من الجلطات الدموية بين مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من حالة صحيّة خطرة.

أشارت أيضًا إلى أن “دراسة هولندية أجريت على 184 مريضًا بكوفيد-19 مصابًا بالتهاب رئوي أُدخلوا إلى وحدة العناية المركزة (ICU) وجدت أن النسبة التراكمية لحدوث التجلّطات كمضاعفات بلغت 49٪. قال المؤلفون أن هذا المستوى “عالٍ بشكل ملحوظ”، نظرًا لأن جميع المرضى تلقّوا على الأقل الجرعة الوقائية من مضادات التخثّر.”

تابعت المجلة: “أشارت دراسات أخرى من فرنسا وهولندا أيضًا إلى أن تجلط الدم يحدث في 20-30 ٪ من مرضى كوفيد-19 ذوي الحالات الحرجة، حتى مع العلاج الوقائي.”

أُجريت العديد من الدراسات في مختلف دول العالم (مثل هولندا، ألمانيا، إيرلندا وفرنسا… إلخ) إضافة إلى إيطاليا أكدت أنّ بعض حالات كورونا (تختلف النسبة من دراسة إلى أخرى) أظهرت وجود جلطات رئوية، لم تفترض أي من الدراسات أنّ سبب الجلطات هو بكتيريا، بل على العكس فجُلّها أكد أن هذه الجلطات هي أحد الأعراض التي يتم ملاحظتها في بعض حالات الإصابة بوباء كورونا،

ما تم افتراضه هو أنّ هذه الجلطات الرئوية قد يكون لها دور في وفاة الحالات المعنية، لكنها لا تُعتبر السبب الرئيسي للوفاة، فهناك العديد من وفيات مرضى كورونا لم يتعرضوا لأي جلطات رئوية أو غيرها وتبين ذلك بعد التشريح، كما أن هنالك دراسات أخرى أكدت أن السبب الرئيسي للوفاة هو الفشل الرئوي (راجع هنا، وهنا). وأوضحت دراسة حديثة أن السبب الرئيسي للوفاة الذي تبيّن بعد التشريح لمرضى مصابين بفيروس كورونا بعد وفاتهم كان الصدمة الإنتانية أو/و فشل الأعضاء المتعدد.

حلّلت دراسة روسية نتائج 20 دراسة من مصادر مختلفة على 186 مريض كوفيد-19 بعد وفاتهم، وأشارت إلى ملاحظة تغييرات مرضيّة في أعضاء متعددة، تضمّنت في الغالب الجهاز التنفسي وجهاز الدوران (نظام الدورة الدموية) والجهاز الإخراجي (الإفرازي). كما لوحظ أن 22٪ من الحالات مصابة بتجلط الدم الشديد وانصمام (انسداد) أحد أفرع الشريان الرئوي الذي ارتبط بتجلط الأوردة العميقة في الأطراف السفلية. ولكن لوحظ أيضًا تأثر الكلى وأجزائها وهذا يعني أن المرض ليس مجرّد تخثّر في الدم.

بناءً على ما سبق، فإن جميع هذه الأدلة والدراسات أشارت إلى أنّ التجلّطات الدموية هي مضاعفات وقد تكون شائعة الحدوث بين مرضى كوفيد-19 ذوي الحالات الخطيرة أو الحرجة، وقد تتسبّب في بعض الوفيات لكنها ليست طبيعة مرض كوفيد-19 الرئيسية ولا تحدث مع جميع المصابين بفيروس كورونا المستجدّ ولا في جميع الوفيات. وعليه فإن الادّعاء زائف جزئي.

 

الادّعاء الخامس: علاج المرض ممكن وطريقة علاجه هي باستخدام المضادات الحيوية وتناول مضادات التخثر (الأسبرين)

أجابت منظمة الصحة العالمية على سؤال ما إذا كان هناك علاج لفيروس كورونا الجديد بأنه لا يوجد علاج محدد للمرض الذي يسببّه فيروس كورونا الجديد.

أوضحت المنظمة أيضًا في صفحة تفنيد الإشاعات الخاصة بكورونا أنه لا يوجد حاليًا دواء مرخص لعلاج كوفيد-19 وأوصت من يعاني من أعراضٍ بالاتصال على مقدمي الرعاية الصحية أو الخط الساخن لكوفيد-19 للحصول على المساعدة.

استخدام المضادات الحيوية في علاج كوفيد-19

وفقًا للحلقة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية عن المضادات الحيوية وكوفيد-19 قالت الدكتورة حنان بلخي: “من المهم جدًا أن ندرك أننا لسنا بحاجة إلى إعطاء المضادات الحيوية لمرضى كوفيد-19 المعزولين في منازلهم، لأنهم يعانون من مرض خفيف.

وأن يقتصر تلقّي المضادات الحيوية فقط إذا كانوا مرضى بدرجة كبيرة، بحيث يشكّ مقدم الرعاية الصحية – بالإضافة إلى كوفيد-19- في إصابة المريض بعدوى بكتيرية. وهذا يجب أن يتمّ بوصفة طبية من مقدم الرعاية الصحية.”

وفقًا لمركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينسوتا، فقد وجدت دراسة أن أكثر من ثلث حالات الإدخال من دخولات مرضى كوفيد-19 إلى المستشفى تم فيها وصف العديد من المضادات الحيوية للمريض. ولكن تم تشخيص إصابة 29٪ فقط من المصابين بالفيروس على أنهم مصابون بعدوى بكتيرية (وبالتالي يحتاجون فعلًا للعلاج بالمضادات الحيوية).

كشفت دراسة، نُشرت في 1 نوفمبر 2020 لدراسة استخدام المضادات الحيوية في مرضى كوفيد-19، عن استخدام واسع النطاق للمضادات الحيوية في المرضى المصابين بكوفيد-19. وذكرت أن هناك ما يبرر تطبيق مبادئ الإشراف على وصف مضادات الميكروبات للتخفيف من الآثار السلبية للعلاج بالمضادات الحيوية.

خلُصت دراسة حديثة نُشرت في 5 يناير 2021 إلى أن ثلاثة أرباع المرضى المصابين بكوفيد-19 يتلقّون المضادات الحيوية، وأن الوصفات الطبية أعلى بكثير من الانتشار المقدر للإصابة المشتركة بالفيروس والعدوى البكتيرية. وأضافت أنه من المرجح أن يكون الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية مرتفعًا في المرضى المصابين بكوفيد-19.

وقد نشرت جامعة نبراسكا إرشادات لاستخدام المضادات الحيوية في مرضى كوفيد-19 المصابون بالالتهاب الرئوي يمكنك الاطّلاع عليها من (هنا). وأشارت إلى أنه لا ينبغي البدء أو الاستمرار في استخدام المضادات الحيوية بشكل عام عند تشخيص كوفيد-19 ما لم تكن هناك نتائج تُوحي بوجود عدوى بكتيرية.

استخدام الأسبرين في علاج كوفيد-19

وجدت دراسة حديثة نُشرت في 12 فبراير 2021 أن استخدام دواء الأسبرين بين مرضى كوفيد-19 كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة مقارنةً بأولئك الذين لم يستخدموا الدواء.

خلُصت دراسة أخرى إلى أنه من المتوقع أن يؤدي الاستخدام المبكر للأسبرين في مرضى كوفيد-19 إلى تقليل الحالات الشديدة والحرجة، وتقليل طول مدة المكوث في المستشفى، وتقليل حدوث مضاعفات القلب والأوعية الدموية.

أشارت دراسة حديثة إلى أن  استخدام الجرعة المنخفضة من الأسبرين قلّل من خطر الحاجة للتنفّس الاصطناعي، والدخولات إلى وحدة العناية المركزة والوفيات داخل المستشفى بنسبة تزيد عن 40 بالمائة لكل منهما.

يمكنك الاطّلاع على المزيد من التفاصيل عن علاج مرضى كوفيد-19 (هنا).

بناءَ على ما سبق، فإن استخدام المضادات الحيوية في كوفيد-19 يجب أن يقتصر على المرضى الذين يصابون بعدوى بكتيرية بالإضافة إلى فيروس كورونا. أما الأسبرين فقد وجدت الدراسات آثارًا إيجابية لاستخدامه بين مرضى كوفيد-19. وعليه، فإن تقييم الادّعاء: زائف جزئي.

 

الادّعاء السادس: لم تكن هناك حاجة أبدًا إلى أجهزة التنفس الصناعي ووحدة العناية المركزة وقد تم بالفعل نشر بروتوكولات بهذا المعنى في روسيا

حدّدت وزارة الصحة الروسية بروتوكولات العلاج السريري لكوفيد-19 في وثيقة “الإرشادات المؤقتة للوقاية من كوفيد-19 وتشخيصه وعلاجه” والتي يتم تحديثها باستمرار وآخر تحديث لها كان في 8 فبراير 2021.

في الصفحة 77 من هذه الوثيقة وبالحديث عن المبادئ الأساسية لعلاج الحالات الطارئة، تطرّقت الوثيقة إلى دواعي الإدخال إلى وحدة العناية المركزة وأشارت إلى أنه يتم إدخال من هم في حالة حرجة إلى المستشفى في وحدة هيكلية تابعة لمنظمة طبية لعلاج كوفيد-19 في أسرّة عناية خاصة للمرضى الذين يكونون في حالة خطيرة للغاية تتطلب استخدام التنفّس الاصطناعي بحسب معايير معينة ذُكرت في الوثيقة.

شملت الوثيقة المزيد من التفاصيل عن رعاية المرضى ذوي الحالات الحرجة والطارئة في وحدة العناية المركزة وتفاصيل أخرى عن استخدام التنفس الاصطناعي. وعليه فإن الادّعاء بأن بروتوكولات العلاج في روسيا نشرت أنه لا حاجة أبدًا إلى التنفس الاصطناعي ووحدة العناية المركزة هو ادّعاء زائف.

 

الادّعاء السابع: بعد هذا البحث، غيرت وزارة الصحة الروسية على الفور بروتوكول علاج كوفيد-19 وأعطت الأسبرين للمرضى المصابين وبدأت بإعطاء إمبروماكس

امبروماكس هو دواء لتخفيف السعال، وفعلًا ذكرت وثيقة الإرشادات الخاصة بكوفيد-19 الصادرة عن وزارة الصحة الروسية في جزئية علاج الأعراض في صفحة 65 أنه من أجل تخفيف السعال المصاحب لكوفيد-19، يتم استخدام الأدوية المضادة للسعال مثل بوتاميرات، ليفودروبرزين، رينغالين. ولكن لم يُذكر امبروماكس على وجه الخصوص.

بدأت الوثيقة من صفحة 58 وحتى صفحة 64 بذكر تفاصيل العلاج المضاد للتخثّر، وقد تمّ ذكر الاسبرين (حمض الساليسيليك) كواحد من مضادات التخثّر والأدوية المستخدمة في علاج كوفيد-19 في الملحق 4 صفحة 217.

وعليه فإن هذا الادّعاء مضلل، حيث أن الفكرة الرئيسية في الادّعاء صحيحة حيث  يتم استخدام دواء لتخفيف السعال أو استخدام مضادات التخثّر في بعض مرضى كورونا حسب بروتوكول علاج كوفيد-19 وفقًا لوزارة الصحة الروسية إلا أن نص الادّعاء غير دقيق حيث أنه لا يوجد ما يدلّ على أن هذه البروتوكولات تم تغييرها بعد البحث والتشريح وما توصّلت له روسيا من ادّعاءات وردت في نص منشور الادّعاء وهذايجعل الادّعاء بأن تغيير البروتوكول جاء تباعًا لبعض الادّعاءات الواردة مضلّل.

 

بناء على ما سبق من أدلة قررت فتبيّنوا تصنيف مجموع الادّعاءات في المنشور على أنه زائفة حيث احتوت على مزيج من الادّعاءات أغلبها زائفة تنقل معلومات خاطئة لا أساس لها من الصحة وبعضها زائفة جزئيا أو مضللة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.