العكبر مع غذاء ملكة النحل والاستنشاق بالقرفة والقرنفل كعلاج لكورونا 100% – زائف جزئيًا.

العكبر مع غذاء ملكة النحل والإستنشاق بالقرفة و القرنفل كعلاج لكورونا -الادعاء-
آخر المقالات

تنتشر حاليًا في مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المقاطع  يدّعي فيها أن تناول 2غ من العكبر وغذاء ملكة النحل يوميًّا مع الاستنشاق بالقرفة والقرنفل هو علاج فعّال لحالات كورونا غير الخطيرة،

نتعرف على تفاصيل أكثر من خلال ما يلي:

الادعاء

على الفيسبوك:

تنتشر المقاطع التي يروّج فيها الدكتور ادعاءه بشكل كبير على منصة فيسبوك بسبب كثرة المقاطع المتناقلة عنه من قناته على يوتيوب وبعض اللقاءات الصحفية له،

من بين الأمثلة الأكثر انتشارًا المقطع الذي نشرته صفحة ديما مكناس في 11/04/2020،

والذي يظهر فيه الدكتور مخاطبًا الأطباء العرب خصوصًا وغير الأطباء عمومًا داعيًا إياهم إلى اتباع نصائحه وتجريب العلاج.

حمل المنشور صيغة الادعاء الآتية (بدون تصرف):

“الدكتور محمد الفايد العلاج متوفر مائة بالمئة لفيروس كورونا لكن العالم لا يرد أن ينقذ الأرواح”.

العكبر مع غذاء ملكة النحل والإستنشاق بالقرفة و القرنفل كعلاج لكورونا -الادعاء-

حقّق المنشور تفاعلًا كبيرًا وأعيد نشره نحو 4600 مرة حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 28/04/2020.

نشر الادعاء في العديد من المواضع الأخرى على فيسبوك وتويتر،

ولكنّ المصدر الرئيسَ للادعاء هو قناة الدكتور على يوتيوب حيث نشر العديد من المقاطع التي روجت كثيرا للفكرة نفسها بالعربية (هذا وهذا)، والفرنسية (هذا وهذا) والإنجليزية (هذا وهذا).

بعد وصول عدد كبير من التساؤلات إلى منصة فتبينوا عن هذا الموضوع، راجع الفريق الادعاءات وتوصل إلى ما يلي:

النتيجة: زائف جزئياً

يحتوي المقطع على العديد من الادّعاءات لكنها تتمحور حول نقطة رئيسية واحدة وهي أن العكبر وغذاء ملكة النحل مع الاستنشاق بالقرفة والقرنفل يعتبر علاج 100% لفيروس كورونا. 

لا وجود لأي دليل علمي بأن تناول 2غ يوميًا من العكبر وغذاء ملكة النحل مع الاستنشاق بالقرفة والقرنفل علاج لوباء كوفيد-19.

أكّدت منظمة الصحة العالمية أنّ تناول بعض الأطعمة مثل الثوم قد يكون مفيدًا للصحة ولكن لا وجود لأي دليل علمي لدفع الناس للاعتماد عليه كعلاج لفيروس كورونا.

تناول الثوم ليس علاجا لكورونا -منظمة الصحة العالمية-

فلا يمكن بأي حال من الأحوال الجزم بأن تناول العكبر وغذاء ملكة النحل علاج فعال لكورونا، 

على الرغم من احتواء الغذاءين على بعض الفوائد (هذا وهذا).

ودفعًا لكل جدل أو تأويل، أكدت منظمة الصحة من قبل أنه لا يوجد أي علاج خاص لفيروس كورونا المسبب للجائحة العالمية الحالية.

ليس هنالك أي علاج خاص لكورونا -منظمة الصحة العالمية-

وعادت لتؤكد على ذلك مجددًا في آخر تحديث لها بتاريخ 28/04/2020.

ليس هنالك أي علاج خاص لكورونا -تأكيد منظمة الصحة العالمية-

كيف يتم اعتماد علاج لفيروس كورونا؟

يعتبر الاعتماد النهائي لعلاج وباء كورونا أو أي وباء أو مرض آخر، بمثابة الضوء الأخضر الذي يُسمح باستخدامه لعلاج الحالات المؤكد إصابتها،

حرصًا على سلامة الناس، تعتمد كل الدول في العالم على بروتوكول محدّد ومعرف للموافقة على استعمال دواء معيّن لعلاج مرض معين (أو أمراض معينة)،

تختلف البروتوكولات من دولة إلى أخرى، ولكنّها تحمل في جوهرها المراحل نفسها، ومُختصرها الآتي:

طرح الفرضية:

تُطرح في هذه المرحلة فرضية أنّ مادة ما (العكبر وغذاء ملكة النحل مثلا) تحمل خصائص علاجية لأحد الأعراض المرضية المحددة (الالتهاب وارتفاع درجة الحرارة مثلًا) أو أحد أسباب المرض (فيروس كورونا المستجد كمثال).

تنتقل بعد ذلك الفرضية إلى مرحلة التجريب في المخبر، إذ يُحدّد أي مكوّن قد تحتويه المادة المعنيّة ويمكن أن يؤدي إلى الشفاء،

تُجرّب فعالية ذلك المكوّن (أو المكوّنات) مخبريًا على خلايا منعزلة و/أو حيوانات المختبر.

في حال ثبوت نجاعة المكوّنات تنتقل المادة إلى المرحلة التالية وهي:

مرحلة التجريب على البشر:

تختلف من دواء إلى آخر، ولكن بصفة عامة تكون كالآتي:

أولًا: يُجرّب الدواء على عدد من الأشخاص يتراوح بين 20 إلى 100 شخص سليم بجرعات منخفضة لمعرفة مدى سلامة استعمال الدواء على البشر؛

ثانيًا: يُجرّب الدواء على مئات من الأشخاص المصابين بذلك المرض المعين (أو أحد الأعراض المعينة)،

لاختبار معيارين وهما سلامة ونجاعة الدواء المُقترح؛

ثالثًا: تجربة الدواء على بضعة مئات إلى بضعة آلاف من الناس،

إذ يُحقن البعض بالدواء، ويُحقن آخرون بمحلول فيزيولوجي لا يملك أي خاصية من دون إخبارهم عن نوع المحلول الذي أخذوه،

وذلك لتسهيل عملية ملاحظة الفعالية الخاصة بالدواء وجعلها أكثر مصداقية؛

رابعًا: بعد التأكد من أنّ الدواء سليم وفعّال، يسوّق له، وتستمر عملية جمع المعلومات المسجلة حول مدى هذه الفعالية والسلامة.

تقول الإحصائيات إنّ مكونًا واحدًا فقط يُعتمد من بين 5000 مكوّن يُطرح كفرضية.

يعتبر اقتراح الدكتور “محمد الفايد” وغيره من الاقتراحات الأخرى، مجرّد فرضيّات تملك فرصة 1/5000 للنجاح في علاج فيروس كورونا المستجد،

على الرغم من ذلك، كان من الأجدر طرحها بطريقة علميّة في مجلّات علمية مخصصة لذلك وليس على يوتيوب تجنّبًا لسوء استعمالها من طرف الناس العاديين، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

ما هو الخطر الذي قد تسببه ادّعاءات مماثلة؟

إنّ انتشار هذه الادّعاءات يعطي إحساسًا زائفًا بالأمان، مما يتسبب في تقليل الحذر من العديد من الأشخاص، وهنا تحديدًا في هذا المقطع قوله إنّ هذه الوصفة علاج 100%، سبب إضافي في إعطاء شعور وهمي بالأمان. 

تقليل حذر الأشخاص قد يؤدي إلى عدم التزامهم بالإجراءات الموصى بها لتقليل الاصابات بفيروس كورونا وهذا بدوره يرفع من احتمالية إصابة الشخص الذي قام بتصديق مثل هذا الادّعاء.

وقد انتشر في المحتوى العربي من قبل العديد من العلاجات، ابتدأت باليانسون  وغسول الخل الأبيض والملح ثم بخار الماء  ومخفوق الليمون مع القرنفل إلى الشلولو والبيتادين انتهاءً ببول البعير، ومركب ال MMS، واستنشاق خليط من الأعشاب وأخيرًا الشيح.

وها هو “علاج العكبر مع غذاء ملكة النحل” يلتحق بالبستان الذي بإمكانك تجنّبه وتجنّب الأضرار التي قد تنجم عنه باتّباع الإجراءات الوقائيّة اللازمة.

ما هو دوري في ظل انتشار فيروس كورونا مصحوبًا بهذا الكم الكبير من الأخبار الزائفة؟

أهم شيء يمكن القيام به هو اتباع التوصيات التي تقدمها الجهات الرسمية كمنظمة الصحة العالمية والجهات الرسمية في دولتك،

كما ننصح بالابتعاد عن نشر المعلومات المتعلقة بالوباء من دون التحقق منها،

وذلك لأن أغلبها زائف، أو على الأقل غير دقيق (راجع هنا

يمكنك التواصل مع المنصة عبر البريد الإلكتروني، ومختلف حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي التي يوفرها هذا الموقع،

في حال شككت في أحد الأخبار أو أردت التحقق منها.

المصادر

المصدر1

المصدر2

المصدر3

المصدر4

المصدر5

المصدر6

المصدر7

المصدر8

المصدر9

المصدر10

المصدر11

المصدر12

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.