لا صحة للمعلومات المنسوبة لناسا حول اصطدام كويكب معدني بالأرض سيجعل سكانها أغنياء

مصدر ادعاء كويكب معدني يصطدم بكوكب الأرض زائف فتبينوا
آخر المقالات

يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن نشر مواقع إخبارية ووكالة الفضاء ناسا أخبار عن اصطدام كويكب معدني بكوكب الأرض قريبًا غني بالمعادن؛ الأمر الذي سيجعل كل سكان الأرض أغنياء.

ما حقيقة هذه المعلومات؟ الجواب في المقال الآتي..

الإدّعاء

نص الادعاء حسب صيغة الناشر «بدون تصرّف»

«حادث فلكي فريد».. السماء تمطر ذهبًا في هذا الموعد ونصيب الفرد يتخطي المليار جنيه (فيديو)

التفاصيل على: https://bit.ly/3lMgwW4

نشرت الادعاء بهذه الصيغة الصفحة الموثقة الجريدة العقارية Aleqaria بتاريخ 9/8/2021، وحصد المنشور أكثر من ألف تفاعل و154 مشاركة حتى تاريخ كتابة المقال 20/8/2021.

شاركت الصفحة نفسها الادعاء في أوقات مختلفة مثل: هنا وهنا وأيضًا هنا،

وكذلك شاركته عدة حسابات وصفحات على فيسبوك وتويتر؛ هنا وهنا وهنا وهنا وأيضًا هنا.

ذكر الموقع الناشر للادعاء عدة تفاصيل عن الخبر أبرزها:

  • أن وكالة ناسا سترسل بعثة لدراسة خصائص كويكب غني بالمعادن النفيسة، وهو في طريقه للاصطدام بكوكب الأرض، حيث تبلغ قيمة معادنه 10000 كوادريليون دولار.
  • نشرت الخبر صحيفة ديلي ميل ونقلت تصريحًا عن وكالة الفضاء الأمريكية أن كل شخص على وجه الأرض سيصبح مليارديرًا بعد نجاح المهمة.
  • يقع الكويكب بين المريخ والمشتري ويتكون من الحديد والنيكل.
مصدر ادعاء كويكب معدني سيصطدم بكوكب الأرض فتبينوا
لقطة شاشة للادعاء المنشور على الفيسبوك

نتيجة التحري

زائف جزئيا

وكالة ناسا لم تعلن عن اصطدام كويكب معدني بالأرض قريبًا

أجرى فريق فتبينوا بحثًا في محركات البحث عن المقال المزعوم من قبل موقع Daily mail،

وقعنا على مقال في الموقع نشر عام 2017 عن كويكب يدعى Psyche16 اعتقد العلماء أنه يحوي معادن قيّمة، وقدّرت قيمته بنحو 10 آلاف كوادريليون دولار،

ذكر المقال أن تقديرات العلماء الأولية أشارت أن Psyche16 يمكن أن يحتوي على ما يصل إلى 95% من المعادن، مما يجعله ممتلئ بالحديد والنيكل والذهب،

ويقع الكويكب ضمن حزام الكويكبات أي بين كوكبي المريخ والمشتري،

ومن المقرر حسب الموقع أن وكالة ناسا قررت في عام 2022 أن تقوم ببعثة إلى الكويكب وستصل حسب التقديرات عام 2026،

يعتقد العلماء أن Psyche يمكن أن يكون ما تبقى من نواة معدنية مكشوفة لكوكب مشابه جدًا للأرض،

وأن جلب هذه المعادن إلى الأرض سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي وما جلبه إلا تكهنات جامحة،

ولم يتطرق الموقع إلى اصطدام هذا الكويكب بكوكب الأرض، بل ذكر أن حملة ناسا تهدف إلى دراسة الكويكب لما له من أهمية لمعرفة كيفية تشكل الكواكب وليس جلبه إلى الأرض،

وذكر في مقال نشر عام 2021 عن هذا الكويكب أن دراسة جديدة كشفت عن أن الكويكب يمكن أن يكون مجرد كومة من الأنقاض.

بالرجوع إلى موقع وكالة ناسا للبحث في معلومات كويكب Psyche 16 وجدنا أنه يؤكد المعلومات السابقة،

ويصنف العلماء الكويكب 16 Psyche على أنه من النوع M (المعدني)، أي أنه يتكون في الغالب من الحديد المعدني والنيكل على غرار قلب الأرض وقد اكتشف عام 1852.

ذكرت الوكالة أن مهمة Psyche بقيادة جامعة ولاية أريزونا ستكون أول مهمة لاستكشاف عالم من المعدن بدلاً من الصخور والجليد،

هدف المهمة هو رسم المركبة الفضائية خريطة ودراسة خصائص Psyche باستخدام جهاز تصوير متعدد الأطياف، ولم يذكر من ضمن أهداف البعثة جلبه إلى الأرض.

psyche 16 تصور كويكب وكالة ناسا
تصوّر فنان لكويكب 16 Psyche \ الحقوق: Maxar/ASU/P.Rubin/NASA/JPL-Caltech

دراسة جديدة عن الكوكب المعدني Psyche 16

في 9 يونيو 2021، أعلن العلماء في جامعة أريزونا المسؤولة عن بعثة كويكب Psyche 16،

عن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن الكويكب Psyche قد لا يكون كما هو متوقع،

فقد لا يحتوي على معادن بتركيز عال كما كان يعتقد العلماء، بدلاً من ذلك ،قال هؤلاء العلماء:

فبدلاً من كونه نواة مكشوفة سليمة لكوكب مبكر، فقد يكون في الواقع أقرب إلى كومة من الأنقاض.

كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن الكويكب المعدني المدروس على نطاق واسع 16 Psyche هو لب حديدي مكشوف لكوكب صغير فشل في التكون خلال الأيام الأولى للنظام الشمس،

لكن بحثًا جديدًا بقيادة جامعة أريزونا من قبل الطالب ديفيد كانتيلو، يشير إلى أن الكويكب قد لا يكون معدنيًا أو كثيفًا كما كان يُعتقد سابقًا،

ويلمح إلى قصة أصل مختلفة كثيرًا بسبب وجود محتوى معدني أقل مما كان يعتقد.

ولن نستطيع للآن الجزم بمحتويات هذا الكويكب أو قيمته حتى وصول بعثة ناسا ودراسة الكويكب عن قرب.

بالبحث في الكويكبات المتوقع مواجهتها واصطدامها مع كوكب الأرض خلال الفترة والسنوات القريبة لم يدرج كويكب Psyche 16 ضمن هذه الكويكبات،

وأقرب اصطدام متوقع مع كويكب قطره أكبر من 50 متر سيكون مع كويكب 99942 Apophis عام 2029،

وصرّحت ناسا أن الأرض ستكون آمنة لمئة عام من هذا الكويكب ولن يشكل خطرًا عند اقترابه من الأرض عام 2029.

ماذا سيحدث إن اصطدم كويكب بكوكب الأرض؟

من المحتمل أن يصطدم كويكب بالأرض في المستقبل كما حصل في الماضي تمامًا مثل الكويكب الذي تسبب في انقراض الديناصورات، لكن فرص حدوث ذلك ضئيلة جدًا،

هناك شظايا صخرية وحجرية تطفو في الفضاء، ويسقط حوالي 100 طن منها على الأرض كل يوم لكنها تحترق في الغلاف الجوي،

تقع معظم الكويكبات في حزام الكويكبات وتبقى بين مداري المريخ والمشتري البعيد جدًا عنا، ومع ذلك فإن بعضها في مدارات يمكن أن تقربهم من الأرض،

في حال حدوث السيناريو السيء وهو اصطدام كويكب بالأرض؛ الغبار والدخان المتصاعد في الغلاف الجوي سيمنع ضوء الشمس من الوصول إلى عالمنا وسيؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة الإجمالية.

يمكن أن يؤدي هذا الحدث أيضًا إلى موت العديد من الكائنات الحية،

إذا ضرب كويكب بحجم شقة الأرض، فمن المحتمل أن تدمر هذه الضربة مدينة صغيرة،

إذا اصطدم كويكب بحجم مبنى مكون من 20 طابقًا بالأرض، يمكن أن تؤدي هذه الضربة إلى تسطيح دولة صغيرة تمامًا،

ومن الممكن أن يؤدي إلى حدوث تسونامي أو عواصف نارية وحسب رأي ستيفن هوكنج يعد اصطدام كويكب بالأرض أكبر تهديد للكوكب،

حسب وكالة ناسا معظم الأجسام القريبة من الأرض لا تشكل أي خطر على الإطلاق،

يبلغ قطر الكويكبات التي يُحتمل أن تكون خطرة حوالي 150 مترًا (حوالي 500 قدم) أو أكبر، أي ضعف حجم تمثال الحرية،

وإذا أدى اقتراب كويكب وصوله إلى حدود 1.3 وحدة فلكية من الشمس، هنا يعتبر فقط جسمًا قريبًا من الأرض،

(إحدى الوحدات الفلكية قريبة من متوسط ​​المسافة بين الشمس والأرض – حوالي 150 مليون كيلومتر (حوالي 93 مليون ميل)).

وبمعرفة أن كويكب 16 Psyche قطره 226 كيلومترًا وعلى فرض أنه سيضرب الأرض فسيحدث دمارًا كبيرًا بالكوكب.

اقرأ من هنا تحريّات فريق فتبينوا حول ادعاءات لاصطدام أجسام بالأرض

بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف جزئيًا؛

لأن كويكب Psyche 16 ليس من الكويكبات المرشحة للاصطدام بكوكب الأرض ولم يتم للآن الجزم بمكونات الكويكب.

معلومات إضافية

ما هو الكويكب؟

تسمى أحيانًا الكواكب الصغيرة، وهي بقايا صخرية خالية من الهواء خلّفها التشكل المبكر لنظامنا الشمسي منذ حوالي 4.6 مليار سنة.

يمكن العثور على معظم هذه الأنقاض الفضائية القديمة التي تدور حول الشمس بين المريخ والمشتري داخل حزام الكويكبات الرئيسي،

يتراوح قطر الكويكبات من 530 كيلو متر إلى 10 أمتار، الكتلة الإجمالية لجميع الكويكبات مجتمعة أقل من كتلة قمر الأرض.

تصنف الكويكبات حسب محتواها إلى 3 أنواع C و S و M.

  • الكويكبات من النوع C (الكوندريت) الأكثر شيوعًا، تتكون غالبًا من صخور طينية وسيليكات.
  • كويكبات من النوع S تتكون من مواد السيليكات وحديد النيكل.
  • الأخيرة من النوع M معدنية وتتكون من النيكل والحديد.

من المهم دراسة الكويكبات لدى العلماء للتصور الذي تعكسه عن كيفية نشأة الكواكب،

وأيضًا بسبب احتمالية اصطدامها بالأرض حيث يمكن أن تتغير مدارات الكويكبات بفعل الجاذبية الهائلة لكوكب المشتري،

ومن خلال مواجهات متقاربة مع المريخ أو أجسام أخرى من حين لآخر،

يمكن أن تؤدي هذه المواجهات إلى إخراج الكويكبات من الحزام الرئيسي وإلقاءها في الفضاء في جميع الاتجاهات عبر مدارات الكواكب الأخرى.

اصطدمت الكويكبات الضالة وشظايا الكويكبات بالأرض والكواكب الأخرى في الماضي، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في تغيير التاريخ الجيولوجي للكواكب وفي تطور الحياة على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.