هذا المقطع لا يصوّر مظاهرة في تونس مؤخراً، وإنما من ساحة المسلة في دكار

آخر المقالات

تفاقمت معاناة المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس بعد خطاب الرئيس قيس سعيّد في 22 فبراير/شباط،

الذي شدّد فيه على وجوب اتخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى بلاده.

في أعقاب ذلك، تناقل ناشطون على منصات التواصل مقطعاً يدعون أنه يصور، وبحسب قولهم، تونس تحت احتلال هؤلاء المهاجرين،

فما حقيقة هذا الادعاء؟

الإدّعاء

نص الادعاء بحسب الناشر، -بدون تصرف-:

تونس الشقيقة تحت الاحتلال وتطلب نداء استغاثة لي رئيس الجزائر

نشرت إحدى حسابات إنستغرام الادعاء بتاريخ 27 فبراير 2023،

حيث حقق أكثر من 29 ألف تفاعل، وأكثر من 1.8 مليون مشاهدة حتى لحظة تحرير المقال،

كما تداولته عدة حسابات وصفحات على منصة فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا.

إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًا حول حقيقة المقطع المتداول وأسفر عن الآتي:

نتيجة التحري

مضلل

هذه المشاهد تعود لساحة المسلة في دكار عاصمة السنغال، وليست لمظاهرات في تونس

بالتدقيق في مشاهد الادعاء، يمكن ملاحظة التفاصيل الآتية في المقطع والتي تنفي أنه يعود لتونس:

مضمون اللافتة في يد أحد المتظاهرين  

يمكن ملاحظة أحد  الأشخاص في المظاهرة وهو يحمل لافتة كُتب عليها باللغة الفرنسية، كما يظهر فيما يلي،

وعند ترجمة هذه الكلمات “location tout est cher”، يتضّح أنها تحمل معنى مغاير عن مضمون الادعاء،

حيث تشير إلى ارتفاع تكلفة الإيجارات، ولا تتعلق بالاحتجاجات أو المظاهرات الأخيرة في تونس.

هذه المشاهد ملتقطة من أحد ساحات العاصمة السنغالية دكار  

بالاستعانة بخرائط جوجل، يمكن مطابقة ملامح المنطقة الظاهرة في مشاهد الادعاء مع ساحة المسلة في دكار، عاصمة السنغال،

حيث تعرف هذه الساحة باسم Place de l’Obélisque أو place de la Nation، ويظهر التطابق كما يلي:

  • المشهد الأول

يظهر المتظاهرون في المشهد الأول بجانب مبنى، والذي يتبين أنه لمدرسة ساكورا باديان في دكار “Ecole Sacoura Badiane“.


مطابقة المعالم في المشهد الأول من الادعاء مع صورة من خرائط جوجل لأحد المباني بالقرب من ساحة المسلة في دكار


  • المشهد الثاني والثالث

في المشهدين التاليين، تظهر عمارة سكنية في هذه اللقطات، والتي يمكن مطابقتها مع صور عدة لساحة المسلة

متوافرة على خرائط جوجل، كما يظهر في الصورة الآتية.


مقارنة لقطات من مقطع الادعاء (يمين، يسار)، مع إحدى الصور المتوفرة لساحة المسلة في دكار على خرائط جوجل (منتصف)


  • المشهد الرابع

إضافة لما سبق، أظهرت صور التجول الافتراضي على خرائط جوجل لأحد الشوارع المقابلة لساحة المسلة في دكار تطابقاً مع أحد المباني الظاهرة في المشهد التالي،

كما يظهر في الصورة الآتية.

  • المشهد الخامس

في السياق نفسه، ومن خلال الاستفادة من صور خرائط جوجل لساحة المسلة،

يمكن مطابقة معالم المشهد الأخير في مقطع الادعاء مع صور المنطقة على الخرائط ملتقطة من زاوية أخرى،

والذي يتمثل في السياج الحديدي و المبنى الظاهر في الأفق، كما يبين فيما يلي.

فيما لم يتسن لفريق منصة فتبينوا الوقوع على المقطع الأصلي، إلا أن هذه الدلالات تنفي أن يكون المقطع يعود لمظاهرات حديثة في تونس.

إقرأ أيضًا: هذا المقطع متداول منذ أبريل الماضي، ولا يظهر ترحيل تونسيين من غينيا مؤخراً

تقييم فتبينوا:

بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعاً في غير سياقه لمسيرات في دكار، السنغال على أنه من تونس.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.