يتداول العديد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يصور انهيارا جليديا بجانب مطعم جبلي يجلس فيه العديد من الزبناء،
وإثر اقتراب الجليد وارتفاع الضباب داخل المطعم، نجا الرجل (الأب) بنفسه تاركا الأطفال الذين كانوا جالسين بجانبه،فيما بقيت المرأة (الأم) صامدة تحاول حمايتهم من الجليد المنهار.
وتعقيبا على المشهد، استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ردة فعل (الأب) وتصرفه غير المسؤول،
وبالمقابل، أشادوا بردة فعل (الأم) التي ظلت صامدة تحاول حماية الأطفال من الجليد المنهار، ونوّهوا بصبرها وحرصها على سلامتهم.
فما حقيقة هذا المقطع؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال مقالنا الآتي:
نص الادعاء:
نشرت المقطع صفحة الفايسبوك المسماة ” نبض الدقهلية” بتاريخ 5 يوليو 2021، وأرفقته بالنص الوصفي الآتي (دون تصرف):
” نزل عليهم الثلج من الجبل وهم قاعدين في مطعم ياساتر يارب الأب يترك أولاده وينجو بنفسه “
سجل الادعاء زهاء 94 تفاعل و 31 مشاركة، وتناقلته صفحات ومجموعات مختلفة ومنها:
- Marwa Amin
- Saber Al-Jeylani
- Ahmed Bassem
- أحمد فرج في مجموعة طلخا نيوز
- Majeed Abas Abd
- Khalid Hameed Al Amery
- محمد حمدى
كما انتشر المقطع في منصة تويتر من خلال هذه التغريدة:
نزل عليهم الثلج من انهيارات ثلجية من الجبل وهم قاعدين في مطعم ياساتر😳 .. الله يالدنيا الاب انحاش !!والام قعدت تدور عيالها
قلب الام مافيه مثله ❤️ pic.twitter.com/LiDCWxU3jU— خالد (@111112_khaled) July 5, 2021
ونظيرتها هنا وهنا وهنا وهنا وأيضا هنا.
بعد البحث والتحري حول حقيقة المقطع، تبين الآتي:
النتيجة: مضلل – محتوى ناقص
هذا المقطع المتداول ليس حقيقيا بل مقتبس من الفيلم السويدي ” القوة القاهرة “
قاد البحث العكسي في محرك جوجل عن إحدى اللقطات التابثة في الفيديو إلى تقرير إخباري نشره موقع Lifo اليوناني.
كشف الموقع أن الفيديو المتداول الذي يصور مشهد الانهيار الجليدي مقتبس من الفيلم السويدي ” القوة القاهرة Force Majeure “،
وذكر أن عنوانه الأصلي في بلد المنشأ كان” السائح Turist ” لمخرجه “روبن إستلوند Ruben Ostlund “،
وأوضح أيضًا أن هذا الفلم الذي عرض لأول مرة عام 2014 قد جرى تصويره في منتجع Les Arcs في جبال الألب بفرنسا،
وفاز بجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز Guldbagge الخمسين عام 2015، وهو متاح للمشاهدة المدفوعة من هنا.
صورة مركبة من الملصق الإشهاري لفلم Turist لمخرجه Ruben Ostlund و الملصق المماثل من Magnolia Pictures
استنادا إلى المعطيات سالفة الذكر، أرشد بحث آخر في منصة يوتوب إلى مقطع الفيديو الأصلي الذي يظهر مشهد الانهيار الجليدي:
يدور الفيلم حول عائلة سويدية من الطبقة المتوسطة تقضي إجازتها في منتجع للتزلج، وتتكون من الأب توماس (يوهانس باه كونكه) ، والدة إيبا (ليزا لوفن كونغسلي) ، وابنها وابنتها (الأخوين الواقعيين فينسينت وكلارا ويتيرغرين).
من خلال المشهد المتداول، تجلس العائلة لتناول الإفطار على شرفة الفندق مع الضيوف الآخرين عندما يبدأ الانهيار الجليدي في الخلفية في النزول من الجبل المقابل،
فيؤكد الأب أنه “انهيار جليدي مسيطر عليه”، ولا يتفاعل أحد في البداية، لكن الخوف ينشأ عندما يبدو الانهيار الجليدي على مسافة قريبة
قبل أن يتسبب في حدوث ضباب يلف المطعم بأكمله ويحدث ذعرا بين زبائنه، فيما كان الأب أول من هرب من الطاولة التي كان يجلس فيها مع عائلته.
جدير بالذكر أن هذا الانهيار الجليدي جرى التحكم فيه بشكل مصطنع ولم يمس المنتجع بأي ضرر،
حيث تمكن المخرج “أوستلوند” من تجسيد هذا المشهد من خلال تركيب لقطات انهيار جليدي حقيقي
جرى في كولومبيا البريطانية غرب كندا رفقة الممثلين وهم قبالة شاشة خضراء ، وتم تجميعها معًا وسط سحابة مصطنعة من مسحوق CG.
The Guardian بتاريخ 12 أبريل 2015- الصورة Magnolia Pictures/Allstar
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، يتبين أن المقطع المتداول ليس حقيقيا بل هو مشهد تمثيلي اقتبس من فيلم سويدي، ويفتقر إلى السياق الكامل لمحتواه الأصلي،
لذا قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل ذو سياق مفقود.
- اقرأ المزيد من الادعاءات المضللة التي تحققت منها فتبينوا من هنـــا
-
هذا الفيلم لم يصنف كأجمل فيل في العالم بل هو شخصيّة من فيلم كرتوني