يتداول العديد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يصور انهيارا جليديا بجانب مطعم جبلي يجلس فيه العديد من الزبناء،
وإثر اقتراب الجليد وارتفاع الضباب داخل المطعم، نجا الرجل (الأب) بنفسه تاركا الأطفال الذين كانوا جالسين بجانبه،فيما بقيت المرأة (الأم) صامدة تحاول حمايتهم من الجليد المنهار.
وتعقيبا على المشهد، استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ردة فعل (الأب) وتصرفه غير المسؤول،
وبالمقابل، أشادوا بردة فعل (الأم) التي ظلت صامدة تحاول حماية الأطفال من الجليد المنهار، ونوّهوا بصبرها وحرصها على سلامتهم.
فما حقيقة هذا المقطع؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال مقالنا الآتي:
نص الادعاء:
نشرت المقطع صفحة الفايسبوك المسماة ” نبض الدقهلية” بتاريخ 5 يوليو 2021، وأرفقته بالنص الوصفي الآتي (دون تصرف):
” نزل عليهم الثلج من الجبل وهم قاعدين في مطعم ياساتر يارب الأب يترك أولاده وينجو بنفسه “
سجل الادعاء زهاء 94 تفاعل و 31 مشاركة، وتناقلته صفحات ومجموعات مختلفة ومنها:
نزل عليهم الثلج من انهيارات ثلجية من الجبل وهم قاعدين في مطعم ياساتر😳 .. الله يالدنيا الاب انحاش !!والام قعدت تدور عيالها قلب الام مافيه مثله ❤️ pic.twitter.com/LiDCWxU3jU
صورة مركبة منالملصق الإشهاري لفلم Turist لمخرجه Ruben Ostlund و الملصق المماثل من Magnolia Pictures
استنادا إلى المعطيات سالفة الذكر، أرشد بحث آخر في منصةيوتوب إلى مقطع الفيديو الأصلي الذي يظهر مشهد الانهيار الجليدي:
يدورالفيلم حول عائلة سويدية من الطبقة المتوسطة تقضي إجازتها في منتجع للتزلج، وتتكون من الأب توماس (يوهانس باه كونكه) ، والدة إيبا (ليزا لوفن كونغسلي) ، وابنها وابنتها (الأخوين الواقعيين فينسينت وكلارا ويتيرغرين).
من خلال المشهد المتداول، تجلس العائلة لتناول الإفطار على شرفة الفندق مع الضيوف الآخرين عندما يبدأ الانهيار الجليدي في الخلفية في النزول من الجبل المقابل،
فيؤكد الأب أنه “انهيار جليدي مسيطر عليه”، ولا يتفاعل أحد في البداية، لكن الخوف ينشأ عندما يبدو الانهيار الجليدي على مسافة قريبة
قبل أن يتسبب في حدوث ضباب يلف المطعم بأكمله ويحدث ذعرا بين زبائنه، فيما كان الأب أول من هرب من الطاولة التي كان يجلس فيها مع عائلته.
جدير بالذكر أن هذا الانهيار الجليدي جرى التحكم فيه بشكل مصطنع ولم يمس المنتجع بأي ضرر،
حيثتمكن المخرج “أوستلوند” من تجسيد هذا المشهد من خلال تركيب لقطات انهيار جليدي حقيقي
جرى في كولومبيا البريطانية غرب كندا رفقة الممثلين وهم قبالة شاشة خضراء ، وتم تجميعها معًا وسط سحابة مصطنعة من مسحوق CG.
The Guardian بتاريخ 12 أبريل 2015- الصورة Magnolia Pictures/Allstar
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، يتبين أن المقطع المتداول ليس حقيقيا بل هو مشهد تمثيلي اقتبس من فيلم سويدي، ويفتقر إلى السياق الكامل لمحتواه الأصلي،
لذا قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل ذو سياق مفقود.
اقرأ المزيد من الادعاءات المضللة التي تحققت منها فتبينوا من هنـــا