نمر أثناء صيد غزالة ولدت، فأخذ النمر الصغير واعتنى به حتى كبر – مضلل.

نمر أثناء صيد غزالة ولدت، فأخذ النمر الصغير واعتنى به حتى كبر
آخر المقالات

يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا بعنوان: نمر أثناء صيد غزالة ولدت فأخذ النمر الصغير واعتنى به حتى كبر

إذ يظهر في المقطع -مدّته ٤ دقائق تقريبًا- نمر يأخذ من غزالة صغيرها مباشرة بعد أن وضعته،

ومن ثَمَّ تظهر مشاهد أخرى لصغير غزال وهو يحاول اللهو والعبث مع فهد،

ممّا يوحي بأنّها مشاهد توثّق الحادثة التي ربّى فيها الفهد صغير الغزال.

 

الادعاء

نشرت صفحة الفيسبوك المسماة قرطاسية الأنوار المقطع في 06/05/2020 مرفقًا بالنص الآتي (بدون تصرف):

نمر اثناء اصطياد غزالة ولدت واخذ النمر الصغير واعتنى به
سبحان الله الذي زرع الرحمة في الحيوان المفترس
وبعض البشر اي رحمه ما عدهم
تابع البيج فضلاً وليس امراً

نمر أثناء صيد غزالة فأخذ النمر الصغير واعتنى به

تجاوز المقطع عتبة ال 6 ملايين مشاهدة، وأعيدت مشاركته أكثر من 24 ألف مرة (حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 20/06/2020)،

نشر المقطع العديد من الحسابات والصفحات في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا وهنا

ويستمر المقطع نفسه حاملًا الادعاء نفسه في الانتشار منذ ذلك الحين (هنا، هنا وهنا)

بعد البحث والتبين حول مدى صحة الأخبار التي ينقلها المقطع تبين ما يلي:

عنوان مضلل

علامات تدفع إلى الشّك:

بالتّمعّن في المقطع نجد أنّ الفهد أخذ صغير الغزال مباشرة بعد ولادته، أي أنّ الصغير لم يشرب بعد أول حليب أمه بعد الولادة (اللّبَأ)،

والذي يعتبر ضروريًّا لبقائه على قيد الحياة (حتى الإنسان يصعب عليه تربية صغير لم يشرب اللبأ فما بالك بفهد)،

ملاحظة الاختلاف بين سلالة الأم (Impala) والصغير الذي يزعم أنه كبر (Nyala) كافية لتأكيد زيف القصة.

مقطعان مركبان لقصة ملفقة!

بالاستعانة بمجموعة من المشاهد الثابتة المأخوذة من المقطع، إضافة إلى عدد من الكلمات المفتاحية في البحث على Google،

تبيّن أنّ المقطع المتداول بعنوان: نمر أثناء صيد غزالة ولدت فأخذ النمر الصغير واعتنى به حتى كبر هو عبارة عن جزئين:

الجزء الأول:

يعود إلى المقطع الذي تملك منصة LATEST SIGHTINGS حقوق ملكيته -والتي تعرّف عن نفسها على أنّها منصّة تنشر مقاطع مماثلة للحياة البرية-

نشرت المنصة المقطع في 16/06/2014، وقد أوضحت أنه من تصوير المدعو Anton في محمية Kruger بجنوب إفريقيا،

ووضّحت في وصف المقطع أنّه توثيق لحادثة فقدت فيه أنثى غزال صغيرًا لأنّ فهدًا افترسه (كما أنّه من الواضح موت الصغير عندما عضه الفهد)،

ولم تقل المنصّة مالكة المقطع إن الفهد قد ربّى صغير الغزال أبدًا.

الجزء الثاني:

تعود ملكية المقطع إلى منصّة LATEST SIGHTINGS أيضًا،

نشرته في 03/12/2019 (أي بعد 5 سنوات من نشر المقطع الأول وهي مدّة كافية حتى يصير الصغير أكبر حجمًا بكثير عكس ما يظهره المقطع، فهو لم يتجاوز بضعة سابيع) موضّحة أنه من تصوير المدعو Andre Fourie في المحمية نفسها،

وقد بيّنت المنصة ناشرة المقطع في تفاصيل الحادثة أنّ الفهد قد استمر في اللعب بصغير الغزال حتى الليل قبل أن يتناوله أخيرًا.

بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه عنوان مضلل، لأنّه تعمّد تركيب المقطعين لتلفيق قصّة لا أساس لها من الصحة.

يمكنك مراجعة مجموعة من الادعاءات التي استعملت مقاطع في غير سياقها بهدف التضليل هنا، هنا وهنا.

المصادر

المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.