تناقل ناشطون على فيسبوك ادعاء يفيد أن ما يسمى ” هيئة رصد الزلازل الأمريكية”، تحذر الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان ومصر،
من زلزال مدمر بعد تحرك الصفائح الأرضية بسبب زلزال تركيا، ورصد موجات ضغط عالية جداً في باطن الارض لم تسجل من قبل،
فما مدى صحة هذا الادعاء؟ تابع المقال الآتي..
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء في 19 مارس 2023 وفق النص الآتي – دون تصرف-
#عاااااجل || هيئة رصد الزلازل الأمريكية تحذر الاردن والأراضي الفلسطينية وسوريا ولبنان ومصر من زلزال مدمر بعد تحرك الصفائح الارضيه بسبب زلزال تركيا ورصد موجات ضغط عاليه جداً في باطن الارض لم تسجل من قبل
حقق الادعاء على هذه الصفحة أكثر من 4600 تفاعل حتى لحظة نشر هذا المقال،
لم تحذر أي هيئة أمريكية من زلزال مدمر في بلاد الشام ومصر
من خلال البحث في مصدر الادعاء، تبين عدم وجود ما يسمى “هيئة رصد الزلازل الأمريكية”،
إنما هناك هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، التي تقوم بمراقبة الزلازل حول العالم وإعداد التقارير عنها، وتقييم تأثيرات الزلازل ومخاطرها،
فيما لم يرد عبر موقعها الرسمي أي تحذير أو معلومات حول احتمالية وقوع زلزال مدمر في مصر وبلاد الشام.
هذا وكانت الهيئة قد بينت أنها لا يمكن أن تتنبأ ولا أي علماء آخرين بحدوث زلزال كبير،
وكل ما يمكن لعلماء الهيئة حاليا القيام به هو احتساب احتمال وقوع هزات أرضية في مكان ما بالعالم خلال سنوات معينة،
كما تؤكد الهيئة أن أيّ حديث عن توقع دقيق للزلازل “كاذب” بسبب غياب الأسس العلمية التي يستند عليها.
فيما تنفي وجود أيّ مؤشرات سابقة على حركة الزلازل يمكن للعامة الاعتماد عليها،
وتضيف أن الزيادة أو النقصان المؤقتان في الزلازل هو جزء من التقلب الطبيعي لمعدلات الزلازل.
ولا تعتبر الزيادة أو النقصان في جميع أنحاء العالم مؤشرًا إيجابيًا على أن زلزالًا كبيرًا وشيكًا.
كذلك أكدت الجمعية الوطنية البريطانية لعلوم الأرض أنه “ليس من الممكن حاليًا وضع تنبؤات حتمية حول متى وأين ستحدث الزلازل”.
أما عن حركة الصفائح الأرضية، فوفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تتحرك هذه الصفائح ببطء دائما،
لكنها أحيانا تعلق عند حوافها بسبب الاحتكاك. وعندما يتغلب الضغط على الحافة على الاحتكاك، يحدث زلزال يطلق طاقة في موجات تنتقل عبر قشرة الأرض وتسبب الاهتزاز الذي نشعر به.
أي أن الضغط في باطن الارض يسبق الزلزال بلحظات قليلة فقط، ولو رصدت فعلًا مثل هذه المؤشرات لكان قد حدث الزلزال المدمر.
وهو الأمر الذي يؤكده الباحثون في مختبر الاستشعار الذكي في جامعة سايمون فريزر SFU في كندا،
حيث بين الباحثBehraad Bahreyni أنه عندما يحدث زلزال، ينتقل صوته على شكل موجات ضغط زلزالية أسرع من حركات الأرض المدمرة،
وعليه يعمل الباحثون هناك على تطوير جهاز من شأنه أن يلتقط موجات الضغط الناتجة عن الزلزال قبل أن يضرب،
مما يمكنهم من توجيه تحذير قبل وقوع الزلزال ببضع ثوانٍ إلى دقائق، الأمر الذي من شأنه أن يقلل بشكل كبير من التأثير السلبي للزلزال.
اقرأ أيضًا: لم يتوقع مركزٌ بريطانيٌّ للأرصاد حدوث زلزال مدمر في دول الخليج والعراق واليمن
تقييم فتبينوا: بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف، لأنه يروج لخبر لا أساس له من الصحة.