هل يعتنق الناس نظريات المؤامرة للشعور بالتميز؟ 

آخر المقالات

• نــشـرت المجلة العلمية الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي EJSP بحثاً جديداً يشير إلى أن الأشخاص الذين يؤمنون بعدد كبير من نظريات المؤامرة يفعلون ذلك بهدف الشعور بالتمـيّـز.

• أجرى علماء نفس ألمانيين تجربة على 238 مشارك – من الولايات المتحدة الأمريكية – ، فطلب الباحثون من المشاركين بأن يقوموا بكتابة عدد نظريات المؤامرة التي يؤمنون بها ، كما طلبوا منهم تقييم مدى رغبتهم بأن يكونوا أشخاص مميزين.• وجد الباحثون أن الأشخاص الراغبين بأن يكونوا مميزين كانوا أكثر اقبالا على تصديق نظريات المؤامرة من غيرهم.
كما وجدوا أن ( التصديق بنظرية مؤامرة واحدة يكون مصاحب للتصديق بعدد أكبر من نظريات المؤامرة ) وهو ما تم اثباته أكثر من مرة في أبحاث أخرى.

• وهو ما يبدو منطقيا – فاذا كنت تؤمن أنه لم يهبط أحد على سطح القمر من قبل فلا يوجد ما يمنع بأن تصدق أن حادثة 11 سبتمبر هي جريمة مُدبّرة داخليّاُ وليس هجومًا ارهابيًا.

• لم يتوقف الباحثون عند ذلك حيث قاموا بتجربة ثانية على 465 مشارك أمريكي أخر وكانت النتائج داعمة لنتائج البحث الأول.
• بالطبع هذه الأبحاث تثبت وجود علاقة بين الرغبة في التميز والايمان بنظريات المؤامرة لكنها لا تعني أن هذه العلاقة هي علاقة سببية.  ولكن هل فعلا الناس تصدق نظريات المؤامرة لأنها تسعى للشعور بالتميز أم أن هذه مجرد مصادفة؟

• للإجابة عن هذا السؤال قام الباحثون بعمل تجربة ثالثة والتي أظهرت نتائج مُقلقة ( أخبر الباحثون 300 أمريكي عن نظرية مؤامرة ألمانية تقول أن مستشعرات الحريق تصدر صوتاً عالي التردد يؤذي البشر ) 

• تم اخبار نصف المشاركين أن هذه النظرية يصدقها أغلب الشعب الألماني بينما النصف الأخر تم اخباره أنه لا يصدق هذه النظرية الا عدد قليل من الألمان. و كان المشاركون الذين سجلوا تصديقهم لعدد كبير من نظريات المؤامرة أكثر تصديقا لنظريه المؤامرة الألمانية التي عرضت عليهم في التجربة خصيصا عندما يعلموا أن عدد قليل فقط هو من يصدقها متبعين المثال العربي الشهير خالف تعرف.

• قد يبدوا هذا غريبا لكنه يتناسب مع رغبة الشخص أن يشعر بالتميز ، بل ربما تندهش أكثر عندما تعلم أنه ربما أنت كذلك اختبرت هذا الشعور سابقاً !
مثلا عندما يكون نادي كرة القدم المفضّل لديك غير مشهور ثم فجأة يصبح النادي مشهورا جدا ويبدأ بتشجيعه الكثيرين فتشعر بالضيق لأنه أصبح مشهورا ولم تعد متميزا في تشجيعك له كما في السابق.

• اليك الأن الجزء الأغرب في آخر تجربة:
أخبر الباحثون بعد نهاية التجربة المشاركين أنهم قاموا باختراع نظرية المؤامرة هذه وأنها مجرد كذبة ، رغم ذلك ربع المشاركين ظل يؤمن بهذه النظرية وتناسب ذلك مع مدى رغبة هؤلاء بالشعور بالتميز! ، من يعرف ربما نسمع قريبا مروجي الخرافات في أمريكا يدعون الناس لإغلاق مستشعرات الحريق تماشيا مع نظرية المؤامرة هذه.

ترجمة واعداد : مصطفى محمود السيد
—-

مصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.