تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمجسم أو تمثال المسجد والكنيسة فيما يبدو
وادعوا أن الصورة التُقطت في إسبانيا إثر التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي ماكرون
فما صحة هذا الادعاء؟ وأين التُقطت هذه الصورة؟
الجواب في مقالنا الآتي…
نص الادعاء
في اسبانيا وضع هاذا التمثال في الساحات العامة
احتجاجاً على ماصرح به الرئيس الفرنسي ❤
كتب تحت التمثال نحن اخوة 😍
نشرت الخبر صفحة يحرق ديبك2 في 25/10/2020 وحاز على نحو 5.9 ألف إعجاب وأكثر من 20 مشاركة حتى تاريخ إعداد هذا المقال في 1/11/2020
كما نشرته صفحات أخرى بالصيغة نفسها:
1- صفحة Ayhm ALi Aldaher حصل على 23 مشاركة وأكثر من 800 إعجاب
2- صفحة شبكة اخبار حماة الخدمية حصل على 6 مشاركات وأكثر من 600 إعجاب
3- صفحة جبر الخواطر حصل على 4 مشاركات وأكثر من 40 إعجاب
وكذلك شاركت الادعاء صفحات أخرى هنا وهنا وهنا وهنا أيضًا هنا.
صورة المسجد والكنيسة قديمة تعود لعام 2015 والتقطت في لبنان
من خلال البحث العكسي في محرك البحث Tineye وجدنا أن الصورة تعود لأعوام سابقة حُذفت وأقدمها كان عام 2015
وهذا ينفي أنها ترتبط بعام 2020 أو أنّ لها علاقة بتصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون الأخيرة،
ومن خلال البحث العكسي في محرك البحث Yandex استدللنا على صورة أخرى لصورة الادعاء نفسها ولكن من زاوية أخرى:
نشر الصورة حساب على تويتر عام 2018 وكانت من ضمن صور لمظاهرات في مدينة بيروت في لبنان،
Instead of making a movie about the Lebanese civil war, where the hero in the movie is a westerner from a country that loves to see Lebanon fall, how about make a movie about the rare unity in the Middle East, found in Lebanon today? #Beirut pic.twitter.com/5HXTZG5wlv
— مٌ (@jnoubie) January 12, 2018
مما دفعنا إلى البحث في التمثال الذي يظهر في خلفية الصورة:
ليتبيّن لنا فعلًا أنها تعود للبنان وبالتحديد من خلال البحث العكسي مرة أخرى بصورة التمثال التي وجدناها فهو يقع في ساحة الشهداء،
من خلال صور ساحة الشهداء في جوجل عثرنا أيضًا على المبنى الظاهر في الصورة الأولى نفسه، ذلك الظاهر خلف تمثال المسجد والكنيسة:
بالتجول عن طريق صور 3D في المكان لم نجد أثرًا للتمثال في الساحة مما يعني أنه غالبًا كان مجسمًا خلال أحد المسيرات أو المظاهرات كما ظهر معنا.
نتائج أخرى
وقعنا على بحث نشرته طالبة من جامعة القديس يوسف Saint Joseph University في لبنان في نوفمبر عام 2016 تحت عنوان:
تحليل رسائل ومنشورات التآخي بين الأديان على الشبكات الاجتماعية
وقد استخدمت في بحثها صورة الادعاء وذكرت أنّ اللبنانيين يتداولونها على مواقع التواصل الاجتماعي
وأنّ مستخدمي مواقع التواصل قد شاركوها للتعبير عن التعايش في لبنان وأعادوا مشاركتها في مناسبات مختلفة للتأكيد على هذا المعنى،
لكن من دون ذكر مصدر الصورة وناشرها الأصلي.
كما نشرت واحدة من وسائل الإعلام الإفريقية عام 2016 الصورة في هذا المنشور وكتبت في الوصف:
رجلان يرتديان زي الكنيسة والمسجد يتعانقان في مسيرة في لبنان من أجل الوحدة الوطنية
مما يؤكّد على أنّ هذا ليس تمثالًا أيضًا أو أنه كُتب عليه عبارة معينة،
ومن الواضح أنه لا علاقة لهذه الصورة بالأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا، أو تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون،
بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل؛ إذ إنّ الصورة تعود لعام 2015 والتُقطت من لبنان وليس من إسبانيا.
اقرأ أيضًا: