لا يعالج السكري نهائيًا بهذه الوصفة من الحبة السوداء واللوز المر والسماق والبامية

السكري
آخر المقالات

نشرت إحدى صفحات فيسبوك منشورًا يزعم أنه يمكن علاج مرض السكري بشكل نهائي،

 وذلك من خلال الالتزام بوصفة من بعض المكونات الطبيعية لمدة ستة أشهر،

فما مدى صحة هذا الادعاء؟ تابع المقال الآتي..

الإدّعاء

نص الادعاء بحسب الناشر، -بدون تصرف-:

بسم الله الرحمن الرحيم.
خبرمفرح . الله اكبر تبارك الله
ابداعات جديدة.مع دكتورعلي.علاج المرض السكري هكذاباذن الله
۱.يوميه نصف فنجان زيت حبة سوداء
۲. ثلاثة حبايات لوز المر
۳. استكان ماء سماق
٤. كوب ماء الباميا تاكل يومية. ۱۳حبايات بامياتخلي علی كوب من الماءلمدة ۲٤ساعة بعدين تشرب الماءها
يوميه تسمع ساعة واحدة القران الكريم
لمدة٦اشهرباذن الله شفاء كامل .
علاج السكري

نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادّعاء في 18 أغسطس 2022، كما نشرته في وقت سابق من يونيو،

وحقق فيها مئات التفاعلات وعشرات المشاركات حتى لحظة نشر هذا المقال.

إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًا حول حقيقة هذه المزاعم المتداولة فأسفر عن الآتي:

نتيجة التحري

زائف

هل يمكن للخلطات العشبية علاج السكري نهائيًا؟

بحسب هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، يعد مرض السكري مرضًا مزمنًا بشكل عام، ولكن يمكن التحكم فيه.

حيث يمكن للأشخاص أن يقللوا من خطر الإصابة بمضاعفات من خلال اتباع العلاجات الموصوفة من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية،

ومراقبة مستويات السكر في الدم بعناية، والالتزام بنظام غذائي مناسب وبرنامج تمارين

فيما حذرت الهيئة من استخدام أي منتجات يروج لها كـ”علاجات بديلة” أو مكملات غذائية تعد بالوقاية من مرض السكري أو حتى شفاءه تمامًا.

موضحةً أن هذه المنتجات تنطوي على مخاطر إضافية إذا تسببت في تأخير أو إيقاف العلاج الفعال لمرض السكري.

مضيفةً أنه “بدون إدارة مرضية مناسبة، يكون مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات صحية خطيرة“.

من جهتها، أكدت جمعية السكري البريطانية أنه لا يوجد حاليًا علاج معروف لمرض السكري،

لذا فإن أي ادعاءات بأن العلاجات العشبية يمكن أن تعالج هذه الحالة غير مدعومة.

مضيفةً أن هذه العلاجات التي توصف أنها عشبية، أو طبيعية  لا تعني بالضرورة أنها آمنة.

وعليه، لا توصي منظمة السكري في المملكة المتحدة باستخدام العلاجات والمكملات العشبية،

حيث لا توجد أدلة كافية على أنها آمنة وفعالة للأشخاص المصابين بداء السكري.

وبحسب مركز التحكم بالأمراض والوقاية منها CDC، لا يوجد أي علاج يشفي من مرض السكري،

بينما تساعد الأدوية الموصوفة، والالتزام بنمط حياة صحي بالتحكم بمستوى المرض.

كما بينت مجموعة مايو كلينك الطبية أنه لا توجد أي علاجات بديلة موصى بها حاليًا لمساعدة الجميع على إدارة نسبة السكر في الدم،

وذلك بسبب النتائج المتضاربة التي خلصت إليها بعض الدراسات في هذا المجال،

مؤكدةً أنه  لا توجد علاجات حاليا – بديلة أو تقليدية – يمكنها علاج مرض السكري.

أما في حال الرغبة بتجربة أي نوع من العلاج البديل، فتوصي مايو كلينك المرضى بعدم التوقف عن تناول الأدوية التي وصفها لهم الطبيب المختص وإبلاغه بذلك.

علاوة على ذلك، وفقًا لمعهد الصحة الوطني البريطاني NIH، تعد العلاجات العشبية نوعًا من المكملات الغذائية وهي ليست أدوية،

حيث لا يتم تنظيمها، واختبار سلامتها وفاعليتها وضمان صحة مكوناتها من النوع والمقدار المناسب كما هو الحال بالنسبة للأدوية المعتمدة.

النتيجة: زائف، الادعاءات بأن العلاجات العشبية يمكن أن تعالج مرض السكري غير مدعومة وغير آمنة تمامًا.

هل لهذه المكونات المذكورة تأثير فعلي في علاج السكري؟

بحسب الادّعاء، فإن الخلطة الطبيعية المكونة من مقادير محددة من زيت الحبة السوداء، واللوز المر، ومنقوع السماق، ومنقوع البامية

تساهم في علاج السكري، فما مدى فعالية هذه المكونات في علاج المرض؟

أظهرت إحدى الدراسات التي تناولت تأثير زيت الحبة السوداء على مرضى السكري بجانب الأدوية المخصصة الموصوفة للمريض

وجود تأثير في تخفيض مستوى سكر دم الصائم Fasting Blood Glucose، ومستوى السكر بعد ساعتين من الأكل Two Hour Postprandial Glucose Test،

ومستوى هيموغلوبين السكري HbA1c، على المرضى ضمن العينة،

فيما أظهرت دراسة أخرى انخفاضًا في مستوى سكر دم الصائم، وارتفاعًا بمستوى الانسولين،

غير أنها انعكست عند قطع استهلاكه، مما يشير إلى أنه على الرغم من وجود نتائج إيجابية عند استخدامه مع الأدوية،

إلا أنه مشروط بالاستمرارية عليه دون توقف،

فيما يعتبر زيت ومستخلص الحبة السوداء آمنين عند استخدام كميات طبية على المدى القصير،

بينما لا توجد معلومات كافية لمعرفة ما إذا كانت الكميات الطبية الأكبر آمنة.

في سياق متصل، عرضت إحدى المراجعات المنهجية نتائج مجموعة من الدراسات حول تأثير مكملات السماق على مؤشر مستوى السكر في الدم،

حيث برهنت فيها عدم وجود تأثير ملحوظ للسماق على مستوى سكر دم الصائم، ومستوى هيموغلوبين السكري Hb1Ac، ومستوى الانسولين، ومقاومة الانسولين HOMA-IR.

أما فيما يتعلق بمنقوع البامية، فقد اقتصرت الدراسات المتعلقة بتأثيرها أو تأثير منقوعها على مرض السكري بالتجارب على الحيوانات،

حيث أظهرت تأثيرًا في تقليل مستوى السكر وليس العلاج النهائي، بينما لم يتم إثبات فاعلية ذلك أو مأمونيته للاستخدام البشري.

وفي السياق ذاته، كانت منصة فتبينوا قد تحققت سابقًا من قدرة ماء البامية على علاج السكري وأمراض أخرى، وخلّصت في نتيجته إلى أنه ادعاء زائف.

فيما لم يقع فريق فتبينوا على أي دراسة علمية تربط بين زيت اللوز المر ومرض السكري أو أي تقرير يؤكد فعالية اللوز المر في علاج هذا المرض.

النتيجة: زائف، لا يوجد أي إثبات أو دليل علمي يدعم قدرة هذه المكونات على علاج مرض السكري.

هل من الآمن لمريض السكري التوقف عن أخذ علاجه الطبي؟

يساهم عدم استخدام كمية كافية من الأنسولين أو أدوية مرض السكري الأخرى في ارتفاع السكر في الدم،

مما قد يعرض المريض للإصابة بالمضاعفات المرضية الخطيرة المرتبطة بالمرض،

حيث إذا توقف المريض عن أخذ الأدوية المناسبة سترتفع نسبة السكر في الدم لمستويات عالية hyperglycemia،

مسببةً مضاعفاتٍ قد تصل إلى: أمراض القلب والأوعية الدموية، الاعتلال العصبي، تلف/فشل الكلى، العمى، التهابات وتقرحات في القدم أو بترها،

علاوةً على مشاكل في العظام والمفاصل، التهابات الأسنان واللثة.

مما يستوجب على المريض تلقي العلاجات المناسبة، التي من شأنها الحد من هذه المضاعفات.

فيما أكدت مجموعة مايو كلينك، على أهمية الحفاظ على مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري،

واتباع إرشادات مقدم الرعاية الصحية حول كيفية ووقت تناول الدواء الخاص بمريض السكري،،

مؤكدة أنه إذا لم يتم الحصول على العلاج اللازم، يمكن أن يصبح ارتفاع السكر في الدم شديدًا ويسبب مشاكل صحية خطيرة تتطلب رعاية طارئة، بما في ذلك غيبوبة السكري،

كما أفادت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بمضاعفات المرض من خلال اتباع العلاجات الموصوفة من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية،

ومراقبة مستويات السكر في الدم بعناية، والالتزام بنظام غذائي مناسب وبرنامج تمارين رياضية مناسبين.

إقرأ أيضًا:

هذا المشروب من الليمون والزنجبيل والثوم لا يعالج تصلب الشرايين

ادعاء زائف: شرب منقوع أوراق التوت يقضي على مرض السكري نهائيا

تقييم فتبينوا

بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف، لأنه يروج لعلاج خاطئ لمرض السكري غير مستند لأدلة علمية وطبية مثبتة،

 كما أنه وبحسب المصادر الطبية المعتمدة، لا يوجد علاج نهائي لمرض السكري حتى الآن.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.